استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي ، الخميس، بول رايان، رئيس مجلس النواب الأمريكي ، على رأس وفد من أعضاء المجلس، بحضور الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، وسامح شكري وزير الخارجية، وسفير الولايات المتحدة بالقاهرة، ستيفن بيكروفت.وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرئاسي، إن الرئيس أكد تثمين مصر للمساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة والتي ساهمت في تحقيق المصالح المشتركة للبلدين، ونوَّه إلى التزام مصر بشراكتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وحرصها على تنميتها وتعزيزها في مختلف المجالات.
وأكد السيسي ترحيب مصر بالتواصل والحوار المستمر مع الولايات المتحدة وتبادل وجهات النظر إزاء العديد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، أخذا في الاعتبار دقة الظروف التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط على الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية، وما تواجهه من خطر الإرهاب ومحاولات نشر الفكر المتطرف.
من جانبه، أوضح رايان اعتزاز الولايات المتحدة بعلاقاتها الاستراتيجية مع مصر وحرصها على تنميتها وتطويرها، والوقوف بجانب مصر لمواجهة مختلف التحديات، منوها إلى أن زيارته لمصر تأتي في إطار أول جولة خارجية يقوم بها منذ توليه مهام منصبه، وهو الأمر الذي يؤكد الاهتمام الذي يوليه مجلس النواب الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط، وحرصه على تعزيز العلاقات الممتدة والمتميزة مع مصر.
وأشار إلى اتفاق الجانب الأمريكي مع مصر بشأن أهمية دفع هذه العلاقات قدما في المرحلة الراهنة لمواجهة التحديات غير المسبوقة التي تشهدها المنطقة والتي تؤثر على المصالح المشتركة للبلدين.
وأشاد رايان بالجهود التي تبذلها مصر لمكافحة الإرهاب والتطرف، مؤكدا كونها دعامة رئيسية للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
واستعرض الرئيس مجمل التطورات التي شهدتها مصر خلال السنوات القليلة الماضية، منوها إلى نجاحها في إنجاز استحقاقات خارطة المستقبل التي اكتملت بانتخاب مجلس النواب، في انتخابات حرة مشهود لها بالنزاهة والشفافية على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية.
وأوضح الرئيس أن مجلس النواب يضم نسبة غير مسبوقة من الشباب والمرأة، فضلا عن تمثيل ذوي الاحتياجات الخاصة والمصريين المقيمين في الخارج، إعمالا لنصوص الدستور في هذا الشأن.
وأشار السيسي إلى أن «الديمقراطية عملية ممتدة ومستمرة، ولا يمكن تحقيقها بين عشية وضحاها»، منوها إلى خبرات مختلف دول العالم في هذا الصدد، وأكد حرص الدولة المصرية على تحقيق التوازن بين الأمن والاستقرار وبين الحقوق والحريات، منوها إلى أهمية تهيئة المناخ المناسب للاستثمار والسياحة، والحفاظ على أمن وسلامة المواطنين والمقيمين في مصر، وكذا للوفاء بحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية بوصفها جزءا لا يتجزأ من حقوق الإنسان، وذلك جنبا إلى جنب مع الحريات السياسية والمدنية التي يتم العمل على ازدهارها في إطار رؤية شاملة لحقوق الإنسان.
وفي هذا الصدد، أشاد أعضاء وفد مجلس النواب الأمريكي بالخطوات التي تتخذها مصر على صعيد عملية التحول الديمقراطي، متمنين لها كل النجاح والتوفيق.
ولفت الرئيس إلى أهمية منح مكافحة الإرهاب أولوية متقدمة على الصعيد الدولي، أخذا في الاعتبار خطورة تنامي تلك الظاهرة على المجتمع الدولي بأسره، وكذا لتشعب آثارها ليس فقط على الصعيدين الأمني والسياسي، ولكن لعرقلتها أيضا لجهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية، علاوة على تهديدها لمفهوم الدولة الوطنية ذاته.
وأكد السيسي أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي للتوصل إلى مقاربة شاملة لمكافحة الإرهاب، تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الفكرية والدينية لمواجهة انتشار الفكر المتطرف ودحضه، وإظهار الصورة الحقيقية للإسلام الحنيف بوسطيته واعتداله وقيمه السامية التي تحض على الرحمة والتسامح والتعاون وقبول الآخر.
وأشار أعضاء وفد مجلس النواب الأمريكي إلى جهودهم المبذولة من أجل إقناع الشعب الأمريكي بأن فكر التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة لا يعبر عن الإسلام الصحيح بل يتنافى معه.
كما تطرق اللقاء إلى الأزمات التي تواجه عددا من دول المنطقة، حيث أكد الرئيس أهمية التوصل إلى حلول سياسية لتلك الأزمات تحافظ على المؤسسات الوطنية للدول وتحول دون انهيارها وتصون مقدرات شعوبها، محذرا من مغبة سقوط الدول الوطنية في المنطقة وتداعيات ذلك المرتبطة بانتشار الجماعات الإرهابية وتوسعها في المنطقة.