أبوا أن يستسلموا للمرض.. واصلوا الحياة حتى الرمق الأخير.. غير مبالين بالآلام المبرحة التي تنهش أجسادهم ليل نهار.. أصروا على تحقيق أحلامهم والانتصار على وحش السرطان.. حتى باتوا رمزًا للعزيمة والإصرار.. كان آخرهم سامح سيف اليزل منسق ائتلاف «دعم مصر» الذي وافته المنية، الإثنين، عن عمر ناهز السبعين.
سيف اليزل
في منتصف سبتمبر الماضي، تداول نشطاء موقع التواصل الاجتماعي، صورة يظهر بها اللواء اليزل، وقد تغيرت ملامحه، وظهر عليه التقدم في السن بشكل مفاجئ، وتداولت الأنباء عن إصابته بسرطان الدم، إلا أن أعضاء قائمة «في حب مصر» أعلنوا أنها صور غير صحيحة.
ولم تمضِ على تداول الصور، سوى أيام قليلة حتى أكد العقيد عمر عفيفي، المقيم في الولايات المتحدة، إصابته بالمرض.. وبالرغم من ذلك، ونصيحة أطبائه له بالراحة وعدم ممارسة أي أعمال مجهدة، لم يبال بنصيحتهم وخاض الانتخابات البرلمانية السابقة، وكان يواظب على حضور كافة اجتماعات ائتلاف «في حب مصر»، وبعد نجاح القائمة مارس مهامه في البرلمان كنائب وزعيم للأغلبية، قبل أن يستسلم للمرض ويسلم روحه إلى بارئها.
ثابت البطل
أحد أشهر حراس مرمى الكرة المصرية، اقترن اسمه بكثير من الإنجازات التي حققها النادي الأهلي والمنتخب.
بدأ مشواره داخل القلعة الحمراء عام 1927، واستمر 17 موسمًا، أحرز خلالها الدوري المحلي 11 مرة، والكأس 6 مرات، وكأس أفريقيا للأندية أبطال الدوري مرة، وكأس أفريقيا للأندية أبطال الكؤوس3 مرات، والكأس الأفروآسيوية مرة واحدة.
كما شهد تأهل المنتخب إلى دورة الألعاب الأولمبية مرتين عامي 1980 في موسكو، و1984 في لوس أنجلوس، وأحرز البطل مع المنتخب الميدالية الذهبية لدورة الألعاب الأفريقية عام 1987، وكأس أمم أفريقيا عام 1986، تأهل معه لنهائيات كأس العالم في إيطاليا عام 1990.
وعلى الرغم من اعتزاله حراسة المرمى، إلا أنه لم يغادر ناديه المفضل، حيث عمل كمدير للكرة، لينجح خلال منصبه في تحقيق العديد من البطولات.
خاض صراعا شرسا ضد مرض سرطان البنكرياس، إلا أن ذلك لم يمنعه من التواجد في مباراة الأهلي والزمالك في الدوري العام المصري موسم 2015، لتوافيه المنية بعد هذه المباراة بأيام قليلة تحديدًا في صباح يوم 14 فبراير، عن عمر يناهز 52 عامًا.
كمال الشاذلي
«زعيم الأغلبية»..أقدم برلماني في العالم.. أحد الصقور في الحرس القديم للحزب الوطني، المتحفظ دائمًا على أي خطوات إصلاحية داخل الحزب.. وزير الدولة لشئون مجلسي الشعب والشورى.. ألقاب ومناصب حظى بها كمال الشاذلي، عضو مجلس الشعب السابق عن دائرة الباجور في محافظة المنوفية.
انتخب نائبًا لأول مرة في البرلمان بعام 1964، وكان حينها بعمر الثلاثين عامًا وظل نائبًا حتى وفاته.
كانت له قصه هو الآخر مع سرطان الأمعاء، دفعته للتنقل بين ألمانيا والولايات المتحدة لتلقي العلاج لما يقرب من العام.. ورغم ذلك ظل متشبثا بالحياة حتى الرمق الأخير.. وقبل أيام من وفاته عقد مؤتمر انتخابيًا، استعدادا لانتخابات 2010.
الفنان أحمد زكي
أصيب بمرض السرطان في أواخر حياته نتيجة تدخينه الشره للسجائر، لكن ذلك لم يمنعه من مواصلة رحلته الفنية. تقمص شخصيات المشاهير التي بدأت بتجسيد شخصية طه حسين، والرئيسين الراحلين جمال عبدالناصر وأنور السادات.
وفي شهوره الأخيرة، بدأ في تصوير فيلم «العندليب»، السيرة الذاتية للفنان الراحل عبد الحليم حافظ، لكنه لم يتمكن من استكمال الفيلم ليتم الاستعانة بنجله «هيثم».
كان آخر ما صوره زكي مشهد حفل أغنية (قارئة الفنجان)&<644; وبعدها دخل في غيبوبة وظل يصارع المرض بمستشفى «دار الفؤاد» في مدينة السادس من أكتوبر، حتى وفاته في 28 مارس 2005 عن عمر يناهز 56 عاما فقط.