قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إنه سيتم عقد مؤتمر دوري سنوي يهتم ببحث قضايا الإفتاء سعيًا إلى مساعدة الأمة الإسلامية في ظل التحديات التي تواجهها والتي تسببت في واقع عصيب تعيشه كثير من بلاد المسلمين على المستوى السياسي والاقتصادي والأمني والأخلاقي، لافتًا إلى أنه سيكون عنوان المؤتمر المقبل: "التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد للجاليات المسلمة".
وأضاف علام، خلال حواره لـ"الوطن"، أنه ستخرج بعض القوافل الإفتائية المشتركة في عدد من دول العالم، وهناك عدد من المشاريع العلمية التي تعكف الأمانة على بدئها وفق الاستراتيجية التي تم وضعها ستظهر للنور قريبًا.
وتابع أن الأمانة تتواصل مع الجاليات الإسلامية في العالم، بإنشاء موقع إلكتروني بلغات عدة كي يستطيع الوصول لأكبر عدد ممكن من الناس من مختلف البلدان، ويستقبل الفتاوى والتساؤلات ويرد عليها كما يعرض أبحاثًا ومقالات تفند الفكر المتطرف وترد عليه، إضافة إلى مجلة باسم "مجلة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم" يصدر أول عدد منها في أبريل الحالي، وهي مجلة فصلية علمية محكمة تصدر بعدة لغات ومتخصصة في نشر البحوث العلمية من مختلف دول العالم.
وحول التواصل مع البرلمان لإقرار قانون يجرم الإفتاء لكل من هب ودب، قال: "نحن لسنا جهة تشريع ومجلس النواب هو المنوط به هذا الأمر، ولكن نحن نؤيد أية قوانين أو إجراءات من شأنها أن تقضي على فوضى الفتاوى وتصدر غير المختصين للإفتاء بغير علم، كما يقع على وسائل الإعلام دور في هذا الصدد"، مطالبًا بتعاون أجهزة الإعلام في هذا الأمر بعدم استضافة غير المختصين في برامجها حتى لا يبثون سمومهم بين الناس، وأن تتيح وسائل الإعلام المجال لأهل التخصص لتصحيح المفاهيم وإرشاد الناس إلى صحيح الدين.
وعن حسم الدار لأزمة الطلاق الشفوي، قال: "التحقيق في فتاوى الطلاق الشفوي يتم بمراحل حيث يتم أولًا الاستماع للزوج، فلو تبين عدم الإدراك كطلاق الغضبان الذي لا يملك نفسه نقول بعدم الوقوع، فإذا لم يستطع شيخ الإفتاء أن يصدر له حكمًا يرفع لشيخ اسمه مفتي الطلاق، فإن لم يستطع أن يصدر له تشكل له لجنة لبحث الأمر فإن لم يصدر حكم يرفع الأمر للمفتي، وكل هذا للحفاظ على الأسرة والزواج، ونحن في دار الإفتاء نسعى إلى تصحيح أفعال الناس في الطلاق، وإيجاد أي مخرج لحالات الطلاق الشفوي حفاظًا على الأسرة".
وتابع أن الإفتاء تدعو دائمًا إلى التقارب والتعايش والتسامح ونبذ الفرقة والخلاف بين الأمم، مضيفًا: "من باب أولى أن نسعى للتقارب مع الشيعة وأن ننبذ المتطرفين والمتشددين من الجانبين حتى نرسخ لخطاب موحد ينبذ التطرف والإرهاب ويحرم سفك الدماء والتقاتل بين أتباع المذاهب المختلفة، وأن نتعاون معًا لنبذ جميع الممارسات الطائفية التي تؤدي إلى زعزعة أمن واستقرار الأوطان".