عُرف الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود بنزعته نحو الوحدة الإسلامية ومساندته الدائمة والصادقة للقضية الفلسطينية وسعيه وراء حلم تحرير المسجد الأقصى من قبضة اليهود، حتى إنه دُعى صراحة للجهاد في سبيل الله ونبذ دعوات العنصرية والقومية التي أعاقت العرب عن مسيرتهم لسنوات طويلة، إلا أن مشيئة الله حالت دون أن يرى حلمه بتحقيق وحدة عربية وإسلامية وتحرك حقيقي في اتجاه إيجاد حل للقضية الفلسطينية.
سقط الملك فيصل قتيلًا بمكتبه في مثل هذا اليوم 25 مارس 1975، بعد أن أطلق عليه النار ابن أخيه الأمير فيصل بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود، خلال استعداده لاستقبال وزير النفط الكويتي عبد المطلب الكاظمي في مكتب التشريفات، حيث كان الأمير فيصل بن مساعد برفقة وزيري النفط الكويتي والسعودي في انتظار الإذن بالدخول إلى مجلس الملك.
أسرع الأمير فيصل بمجرد فتح الأبواب باتجاه الملك مباشرة مخترقًا صفوف صحفيي الوكالات الأجنبية، وفي الوقت الذي ظن الجميع أنه يسرع لتحية الملك والسلام عليه أخرج الأمير من جيبه مسدسًا بحركة مباغتة وأطلق النار عليه مباشرة ليتوفى الملك في الحال.
وتباينت الآراء حول أسباب ودوافع الأمير فيصل بن مساعد لاغتيال عمه، وعلى الرغم من اختلاف الآراء في هذا الصدد إلا أن الاحتمالات لا تخرج عن النقاط التالية.
الاحتمال الأول لأسباب اغتيال الملك فيصل، هو قيام الإدارة الأمريكية بتحريض الأمير فيصل على ذلك بعد أن قرر الملك فيصل قطع الإمدادات النفطية عن الولايات المتحدة الأمريكية خلال حرب السادس من أكتوبر عام 1973، إلى جانب دعوته الصريحة لوحدة الأمة العربية والإسلامية للجهاد في سبيل الله ومواجهة إسرائيل لتحرير الأقصى من اليهود، ومما يرجح هذا الاحتمال أن الأمير فيصل انتمى إلى الثقافة الغربية والأمريكية حيث درس لفترة في الولايات المتحدة الأمريكية.
ويرجح آخرون أن يكون الثأر وراء اغتيال الأمير فيصل لعمه، حيث قام خالد بن مساعد الشقيق الأكبر للأمير فيصل بالعديد من المظاهرات والإضرابات ضد النظام السعودي، حتى إنه حاول اقتحام مقر التليفزيون السعودي بالسلاح الأمر الذي انتهى بقتل الأمير خالد على يد قوات الأمن عام 1965.
وورد ذكر التنافس السياسي على الحكم ضمن احتمالات اغتيال الملك، إذ إن ثمة صلة قرابة تجمع بين فيصل بن مساعد وعائلة آل رشيد التي كانت تنافس أسرة آل سعود سياسيًّا، فربما يكون السبب في الاغتيال الانتقام من آل سعود لإسقاط حكم آل رشيد، وعلى ذكر المنافسة السياسية ربما يكون الثأر من الملك فيصل أحد أسباب اغتياله لأنه خلع الملك سعود من السلطة.
أُلقي القبض فورًا على الأمير فيصل عقب تنفيذ جريمته وقدم للتحقيقات، والتي انتهت بالحكم عليه بالإعدام ضربًا بالسيف، وتم تنفيذ الحكم بعد 82 يومًا من واقعة الاغتيال، على الرغم من أن السلطات السعودية خرجت لتفيد بأن الأمير فيصل مختل عقليًّا وهو ما أنكرته صديقته الأمريكية كريستين والتي عاشت معه لمدة 5 سنوات.