الإمام الأكبر أثنى على أول خطاب للرئيس وأكد لي أن السيسي يفهم في كل شيء
الأزهر لا يتلقى تعليمات من أي مؤسسة على وجه الأرض.. والزند لم يُهن النبي
كتب الأزهر قائمة على التراث وبدونه نهلك.. ونعمل على التجديد قبل دعوة الرئيس
التراث ليس ملكًا للأزهر حتى نقوم بتنقيته بل ملك للمسلمين
رئيس إندونيسيا يتفاخر بأن لديه ثمانية وزراء من الأزهر
سجال كبير أحاط بمشيخة الأزهر الشريف بعدما وجهت له العديد من سهام الغضب من قبل المثقفين الذين اتهموا الأزهر الشريف بأنه غير قادر على تجديد الخطاب الديني، ذلك الملف الشائك الذي استدعى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي والذى وجه نداءه في أكثر من مرة، مطالبًا الأزهر بالقيام بتطوير العمل الدعوي.
"التحرير" أجرى حوارًا ساخنًا مع الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، للتعرف على جهود المشيخة في تجديد الخطاب الديني بعد مرور قرابة العامين على دعوة الرئيس.
حيث أكد وكيل الأزهر أن المؤسسة الدينية تعمل على التجديد قبل دعوة الرئيس، وأن الأزهر لا ينظر إلى كتب التراث على أنها أزمة، مؤكدا أنه مشكلة كبرى لغير المؤهلين من خارج الأزهر في التعامل معه وأنه من المستحيل حصر كتب التراث أو تنقيتها.. وإلى نص الحوار:
ما تعليقك على قيام رئيس جامعة القاهرة بمنع ارتداء النقاب بالجامعة وشروع د.آمنة نصير في سن قانون يجرم ارتداءه في المؤسسات الحكومية؟
لا نعلق على القوانين، فلا علاقة للأزهر بالقوانين والإجراءات التي تتبع داخل المؤسسات، وأن كل ما يتعلق بالمؤسسة الدينية حول قضية النقاب يتعلق بإيضاح موقف الشرع من ارتداء النقاب فهو ليس فريضة ولا من أساسيات الدين إنما هو أمر من أمور العادة ومتروك للحرية الشخصية فإذا لم تكن هناك أضرار فهو يعد فضيلة فالوجه والكفان لدى الأزهر ليسا من العورة كما هو معلوم في صحيح الدين ومقاصد الشريعة.
هل يمكن لجامعة الأزهر أن تطبق قرار منع النقاب؟
إذا رأت فيه المصلحة لماذا لا تطبقه؟ وإذا وقعت أضرار جراء ارتداء النقاب ففي هذه الحالة يجب عليها أن تبادر بتفعيل منع النقاب على الأقل للتحقق من شخصية الطالبات عند إثارة أي عمل للريبة والشك.
البعض يرى أن عدم إقدام الجامعة على القرار يرجع إلى التخوف الشديد من الطالبات اللاتي ينظرن إلى النقاب على أنه عفة وطهارة؟
لم نقل إن النقاب ليس عفة أو طهارة، بل إن الجامعة لا يخيفها أي قرار يحقق المصلحة ويخدم العملية التعليمية، ونسعى دائمًا لعدم إغضاب أحد، غير أن عملية الغضب لا تشغل إدارة الجامعة طالما أن القرار يمنع وقوع الأضرار.
لو عرض الفنان محمد منير وهاني شاكر تقديم حفل غنائي بجامعة الأزهر هل ستقبلون؟
لا مانع من تقبل جامعة الأزهر للحفل، فبالفعل تقام بالجامعة مثل هذه الحفلات ومسرحيات عند تخريج الطلاب ويشارك فيها أساتذة ومشايخ الأزهر، وهناك فريق إبداع بالجامعة يقيم حفلات في مركز الشيخ صالح كامل مكون من جميع المواهب التمثيلية والشعرية والغنائية.
ماذا عن الحكم الشرعي تجاه تصريحات المستشار أحمد الزند؟
المستشار الزند قال إنه أخطأ وكانت زلة لسان واعتذر عما صدر منه في نفس اللحظة وترك موقعه، فتصريحاته غير مقصودة وليست بمثابة إهانة لمكانة النبي ولا يوجد حكم شرعي في تلك الواقعة، لأن الحكم الشرعي مبني على النية وهو لم يكن يقصد على الإطلاق إهانة النبي، فالفعل في الظاهر شديد الاستنكار، ولا ينبغي أن يكون لا سهوا ولا عمدًا وقد وقع الفعل واستغفر عنه فلا بد أن نراعي ذلك.
فكلمة الكفر إذا صدرت عن الإنسان وتاب فتقبل منه توبته، والرسول عليه السلام قال: رُفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.
يرون أنه ما كان ينبغي أن يقول ذلك، فهذا حقهم، أما مسألة أن يقبل الله التوبة من عدمها فليست من قبيل البشر، فالرجل أخطأ واعتذر وترك العمل، فعلينا أن ننطلق للأمام والعمل.
هل أراد الزند باتصاله بالطيب إحراج المؤسسة الدينية؟
اتصاله بشيخ الأزهر ليس للبيان والإحراج، ولكن لبيان الحكم الشرعي، فالأمر ليس متعلقا بحديث مسئولين بقدر ما هو مرتبط بمسلم يستتضح الحكم الشرعي فقال له شيخ الأزهر: هل استغفرت فقال له نعم.
الإمام الأكبر أكد خلال حديثه للبرلمان الألماني أن الأزهر مستعد لتحصين الغرب من الفكر المتطرف.. فهل يمكن له ذلك في حين أنه غير قادر على ذلك في الداخل؟
الأزهر يعمل وبقوة في الداخل ويتابع نشاطه بشكل ملحوظ، وإذا كان هناك بعض القصور في الخارج فإنه يؤدي دوره على المستوى المطلوب.
وليس لأحد أن يطالب الأزهر بأن يبقى في الداخل، فالمشكلات التي في الداخل هي مفتعلة ومصطنعة بدليل أن الأزهر ليس لديه مشكلات في الخارج، وعلى الداخل أن يراجع نفسه فإذا كانت هناك مشكلات في الداخل لدى الأزهر لكانت قد امتدت إلى أكثر من 100 دولة في العالم يتخرج فيها آلاف الدارسين بالأزهر الشريف، وعلى مدار عقود طويلة لم يتلق الأزهر شكوى واحدة من خريجي الأزهر في كل تلك الدول في الهيئات المختلفة بما فيها مؤسسة الرئاسة وهذا دليل قوي على أن خريجي الأزهر قادرون على العطاء الجاد.
تشير وبقوة إلى أن الفكر بجامعة الأزهر يحمل رسائل تنويرية للطلاب وأشرت إلى دليل الطلاب في الخارج.. فلماذا إذن تَكثر أعمال الشغب بجامعة الأزهر في الآونة الأخيرة؟
مرحلة المظاهرات كانت في جميع جامعات مصر بلا استثناء، وكون جامعة الأزهر تدرس العلوم الدينية وبها الكثير من العاطفة الدينية والاستهداف لها من قبل التيارات المتشددة ومحاولات الزج بأبنائهم للتعلم بالأزهر حتى يظهر أن الأزهر يعمل بفكر متشدد، فهذا موجود بالأزهر وجامعته.
فكثير من عمليات القبض التي نفذتها أجهزة الأمن على الطلاب المشاغبين تبين أن الكثير منهم ليسوا من أبناء الجامعة، وعندما هدأت الأمور استقر الوضع بالجامعة.
ما أدوات الأزهر بالخارج؟
أدوات الأزهر بالخارج كثيرة جدا، منها أبناء الأزهر الذين تخرجوا في جامعة الأزهر ويعملون ويسكنون في تلك الدول، وكثير منهم تقلد مناصب عليا في تلك الأماكن يعملون بالفكر الأزهري الوسطي، فعلى سبيل المثال التقيت بأكثر من ثلاثة آلاف من خريجي الأزهر بتايلاند وهي دولة ليست إسلامية.
وعندما كنت في ماليزيا أخبروني بأن لديهم أكثر من 70 ألفًا تخرجوا في الأزهر وفي دول كثيرة أبناء الأزهر يعملون في تلك الدول وحكومات كثيرة بها وزراء من الأزهر مثل إندونيسيا، لدرجة أن رئيس إندونيسيا تفاخر بأن لديه ثمانية وزراء من الأزهر.
وهذا دليل على نجاح الأزهر بالخارج، وكذلك المبعوثون الذين يرسلهم الأزهر للخارج في أكثر من 70 دولة وكذلك المعاهد الموجودة التي يشرف عليها الأزهر وكذلك من يعملون بالجامعات بالخارج هم من أبناء الأزهر عن طريق الإعارات، كذلك جولات مشايخ الأزهر، وعلى رأسهم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وكذلك سفراء السلام الذين ينسق معهم مجلس حكماء المسلمين للقيام بجولات بالخارج لنشر الفكر الوسطي.
وكذلك مرصد الأزهر الإلكتروني والذي يغزو العالم ويتابع ليل نهار ولا يتحدث عنه أحد هو من أدوات الأزهر، حيث يقوم بالرد على فتاوى الجماعات الإرهابية وفقًا لمنظور صحيح الشرع بلغات أجنبية متعددة.
فالأزهر ليس وحده المسئول عن التنوير وإنما هي مسئولية مشتركة، سواء كانت في الداخل أو الخارج.
الفترة الأخيرة شهدت جولات كثيفة للإمام الأكبر في الخارج.. فلماذا جاءت في هذا التوقيت؟
لما تشهده الفترة الحالية من الانتشار الكبير لظاهرة الإسلاموفوبيا، فكان لا بدَّ من مواجهة هذه الصورة ومحاولة نشر صورة الإسلام الصحيحة، غير أن الدول الإسلامية في حاجة قوية إلى تصحيح المفاهيم وتذليل الفتن بين الدول الإسلامية وبعضها بعضا، كما أن التيارت المتطرفة عملت على تشويه صورة الإسلام في أوروبا، غير أن الغرب المسيطرين على الخطاب الدينى ليسوا من الأزهر وإنما هم من أبناء التيارات المتشددة التي يعاني منهم الأزهر في الداخل.
لماذا انتظر الأزهر دعوة الرئيس لتجديد الخطاب الديني؟
هذا أيضا من التناول الخاطئ للموضوع، حيث إن الرئيس السيسي لم يقصد على الإطلاق نقد الأزهر في مسألة العمل الدعوي بقدر إلقاء الضوء والتركيز على تكثيف الجهود.
وأعلن دعم مؤسسة الرئاسة لمشيخة الأزهر باعتبارها المعنية بالعمل الدعوى في المنطقة بحكم الدستور والقانون، فالناس حرّفت كلام الرئيس ونحن فهمنا خطابه الفهم الصحيح.
خطابات الرئيس تطالب الأزهر بمزيد من الجهود، ونحن نرى أنها تقدير لدور الأزهر في العالم الإسلامي وعقد الآمال على الأزهر باعتباره المسئول عن العمل الدعوي كما قال الرئيس السيسي في أكثر من لقاء بين الأزهر ومؤسسة الرئاسة بأن الأزهر قادر بعلمائه على تصويب الخطاب الدينى، وقال لنا إنكم فهمتم ما قلته خطأ.
السيسي وجه الكثير من عبارات الغضب بقوله إني سأحاجيكم يوم القيامة؟
معنى ذلك أنه يقيم الحجة على الأزهر بأنه المسئول أمام المولى عز وجل، عن العمل الدعوى وأن الرئيس السيسي لم يمنع على الإطلاق العمل على تطوير العمل الدعوى كنوع من براءة الذمة، بمعنى أنه غير مسئول عن الخلل في العمل الدعوى، وأنه لا يضيق على نشر العمل الدعوى، حيث مر الأزهر والكنيسة بمراحل سياسية كان يمارس عليهما نوع من التضييق، فهو يطلق المجال على مصراعيه للعمل في إصلاح الخطاب الديني والإسراع والتعجيل فيه.
فأول خطاب للرئيس حول تجديد الخطاب الديني بذكرى المولد الشريف كنت مشاركا في الاحتفال برفقة الإمام الأكبر الذي أثنى على الخطاب وأكد أن الرئيس السيسي يفهم في كل شيء وأن الرئيس لا يقصد سوى تحميل الأزهر مسئولية العمل الدعوى، وهذا لم يكن أول مرة فعندما ذهبنا إلى تهنئته أكد لن نصا: "أنتم مسئولون عن الخطاب الديني" فالأزهر يعمل على تجديد الخطاب الدينى قبل وبعد الدعوة الكريمة.
هل لدى المشيخة رؤية مستقبلية لتطوير العمل الدعوي؟ وما محاورها؟
الرؤية واضحة ولدينا خطط مستقبلية نعمل عليها قمنا بجهود كبيرة في مجال تطوير المناهج، وستستكمل بتطوير آخر ونحن نقوم بطرح مناهج للعام الواحد حتى نتلقى ردود الأفعال من الطلاب والمدرسين ونقوم بدراسة هذه الملاحظات ويتم العمل على تلافيها في المناهج الجديدة ويشرف عليها الطيب بنفسه، حيث يخصص ساعة يوميا قبل بدء العمل.
فشيخ الأزهر لا يتهاون في الأخطأء حتى ولو كانت بسيطة، أما الجامعة فقد شكلت لجنة تعمل على رصد كل ما هو موجود في كل الكليات ثم تحليل هذه الكتب ومحتواها، وجارٍ العمل على تطويرها، فالمشكلة الكبرى تكمن في مناهج المعاهد وذلك لطبيعة الدارس من الطلاب ذات المراحل العمرية المختلفة منها شرح القضايا الحساسة، منها الجهاد حتى تصل إليهم المعلومة مع مراعاة ضيق الوقت، خاصة في ظل الثورة التكنولوجية.
فلا بد من تبسيط الكتاب حتى يتناسب مع الوقت، وكذلك نعمل على تزويد الوعاظ وإن كان عددهم قليلا جدا، بمختلف القدرات والمهارات التي تمكنهم على تطوير منظومة العمل الدعوى وأيضا من خلال المؤتمرات التي تتحدث عن نبذ التطرف والإرهاب وسنعقد مؤتمرًا عن القدس.
تحدثت عن جهود المؤسسة فلماذا لا ينعم المواطن بالفكر المعتدل؟
الفكر الوسطى موجود بوجود الأزهر لكن المشكلة في تزييف الحقائق من التناول غير الحقيقي من قبل بعض وسائل الإعلام.
أشرت إلى تشويه صورة الأزهر من خلال وسائل الإعلام في حين أن ندوات المشيخة ومؤتمراتها تقوم الوسائل بتغطيتها.. ما تعليقك؟
تحرص عليها ليس من باب ترسيخ تلك المفاهيم لدى الناس وإنما للبحث عن النقد، والأزهر لا يقلل من دور الإعلام ونقدر أهميته، ولكن نرى أن كثيرا من الأداء الإعلامي يخرج عن الحيادية، والأزهر لا يطلب مجاملته بقدر ما يسعى لرصد الحقيقة والنقد البناء ولا يعنى ذلك أنه لا توجد مشكلات بالأزهر والأخطاء، خاصة فيما يتعلق بالامتحانات.
أنا غير راضٍ عن الأداء، لكن الأزهر لديه طموح أكبر من ذلك فهناك مشكلات بالمعاهد الأزهرية منها عدم انتظام المدرسين والبعض منهم يلقى دروسا خصوصية في أثناء اليوم الدراسي، وكذلك تم ضم معاهد غير مؤهلة وكذلك انضم أعضاء من المدرسين والتحقوا بالقانون بالمعاهد الأزهرية، ولا تستطيع الاقتراب منهم، فالأزهر جزء من نسيج الوطن.
الإمام الأكبر أشار خلال حديثه للبرلمان الألماني إلى أن حد الردة غير موجود بالقرآن والسنة في حين أنه موجود بكتب التراث.. هل يعني ذلك أن الأزهر بدأ يتخلى عن كتب التراث من باب مواكبة العصر؟
ليس هناك تخلٍّ عن التراث، بل نفهمه فهمًا جيدًا، فشيخ الأزهر لم يتخل عن كتب التراث وليس بها مشكلة، فالمشكة أن الكثير من خارج الأزهر غير مؤهلين للتعامل مع كتب التراث، فكتب التراث بها الكثير من المدسوسات والأحاديث الضعيفة والإسرائيليات، والأزهري يستطيع التفاهم معها من خلال التسليح والإعداد بالوسائل الممكنة التي تؤهله لكيفية التعامل مع كتب التراث.
فكتب التراث لا يمكن حصرها كالحديث والعقيدة، وهل نحن كأزهر نأتي بكتب البخاري ونقوم بعملية التنقية، فالتراث ليس ملكا للأزهر، بل للمسلمين، فعدد كتب التراث كبير جدا لا يمكن حصرها، فالمهم كيفية التعامل مع كتب التراث وما يليق الأخذ به من عدمه.
ليس هناك مؤسسة في العالم تستطيع وقف طباعة كتب التراث ولو فعلته أي مؤسسة سيقف لها الأزهر بالمرصاد، فكتبنا قائمة على التراث، وبدون التراث نهلك.
ولكن لا بدَّ أن نعلم أبناءنا كيفية التعامل مع كتب التراث على الوجه الصحيح.
شيخ الأزهر أكد خلال خطابه للغرب أن لا علاقة لنا بالملحدين.. هل يعني ذلك أن الأزهر يعفي نفسه من مواجهة ظاهرة الإلحاد؟
إطلاقًا، شيخ الأزهر تكلم عن الأشخاص، بمعنى أن الأزهر لا يتتبع الأشخاص ونحن ضد ظاهرة الإلحاد وازدراء الأديان، فالأزهر ليس سلطة ولا نحب أن نكون سلطة فالأزهر يعمل على تبيين الإلحاد والإلحاد ضلال مبين، والناس يسمعون الكلام هذا شأنهم ولسنا جهة حساب.
كم داعشيا بالأزهر؟
لا يوجد في الأزهر داعشي واحد.
وما رأيك فيما كشفت عنه التحقيقات في واقعة اغتيال النائب العام من تورط أربعة طلاب بجامعة الأزهر؟
جامعة الأزهر مؤسسة مصرية ذات طبيعة خاصة تهتم بتدريس العلوم الشرعية إلى جانب المناهج الموجودة بالجامعات الأخرى، منها الطب والهندسة وغيرهما، جامعة الأزهر تنقسم إلى قسمين، القسم الأول كليات تدرس العلوم الشرعية ويطلق عليها الكليات الأصيلة، والأخرى الكليات العملية، والبعض يرى أن الكليات التي تخرج الإرهابيين هي الشريعة واللغة وأصول الدين والدعوة الإسلامية والدراسات الإسلامية.
الطلاب الأربعة متهمون مجرد اتهام، ولا يعني أن عدد الأربعة لا يقلق الأزهر بل اتهام عامل بالأزهر في واقعة الاغتيال بشكل عام أو أحداث عنف أو إرهاب يزعجنا، لكن الأربعة المتهمين منهم اثنان يدرسان باللغات الترجمة، وهما يدرسان ما يدرسانه في الكليات الأخرى بالجامعات الأخرى كالألسن والآداب.
والثاني معهد تحليل تابع لكلية علوم الأزهر، ولا نتبرأ منهم، والأخير بكلية الدعوة الإسلامية، فلو كانت المناهج سببا لكان الأولى بذلك الطلاب الذين يدرسون المناهج بالكليات الشرعية.
ولكن من هم بالكليات غير الشرعية تربوا على منهج الأزهر خلال دراستهم بالمعاهد الأزهرية منذ النشأة؟
بالتأكيد تربوا على منهج الأزهر لا ننكر ذلك، فإذا كانت المناهج السبب فالأولى من بقى واستمر في دراستها، فجامعة الأزهر والمعاهد الأزهرية تقبل أبناء المصريين، فالتأثير في فكر الطلاب لا ينسب للدراسة بقدر بيئته، فالجماعات المتشددة تلحق أبناءهم بجامعة الأزهر من أجل الشهادة فقط، وهذا يحدث، فلديهم مخطط تقوم محاوره بتشويه صورة الأزهر برسم صورة بأن خريجي الأزهر هو من يقتل ويدمر ويمارس الإرهاب في الداخل والخارج.
ويوهمون الناس بأن هذا هو الأزهر، لذلك أغلقنا باب الدراسة بالأزهر على غير الطلاب الذين التحقوا بالمعاهد الأزهرية منذ الصغر، فكثير من أبناء تلك الجماعات درسوا بالأزهر ولكنهم ليسوا بأزهريين فكرًا بل ينتمون فكريا لجماعته أيًّا كانت، والأزهر شهادة فقط. فالإنسان ابن بيئته وليس دراسته.
هل تقبل أن تترأس جامعة الأزهر امرأة؟
بالطبع أقبل أن تترأس جامعة الأزهر امرأة إذا كانت لديها الكفاءة والقدرات المؤهلة للعمل كرئيسة جامعة، فرئيس الجامعة ونوابه إذا ذهبت في العاشرة مساء ستجد منهم من هو موجود، فلا تملك المرأة أن تغيب عن منزلها بالأيام، فالقدرات العلمية شيء والإدارة شيء آخر، فتنصيب المرأة وتوليها المناصب القيادية ليس ممنوعًا بالأزهر وليس هناك قرار بذلك، بل على العكس هناك وكيلة وزارة بقطاع المعاهد الأزهرية، فشيخ الأزهر يقدر دور ومكانة المرأة.
بابا الفاتيكان التقى ممثل الكنيسة الأرثوذكسية رغم الخلاف العقائدي الذي طال قرابة ألف عام. لماذا لا نرى الطيب جالسًا مع المراجع الشيعية، فجميعها دعوات لا ترتقى إلى حيز التنفيذ.
لا نسأل إلا عن أنفسنا، الأزهر على استعداد الآن لفتح الحوار مع الشيعة، ولكن شريطة أن نجلس على أرض صالحة لكى نلتقي فيها، منها منع صدور فتاوى شاذة، وفتاوى واضحة بحرمانية اعتداء الشيعة على السنة، وحتى تكون هناك لغة حوار بناءة، فشيخ الأزهر أكد خلال كلمته بالبرلماني الألماني أن السنة والشيعة جناحا الإسلام، وسبق والتقى شيخ الأزهر بالرئيس العراقي وهو شيعي وكذلك وزير الخارجية وأيضا السفير العراقي بالقاهرة، فالأزهر يرحب بالجميع.
الشيعة تفسر غياب الجلوس على مائدة الحور لكون الأزهر ينفذ تعليمات السعودية.. ما تعليقك؟
كلام سخيف، الأزهر لا ينفذ تعليمات أحد، لا المملكة العربية السعودية ولا أحد على وجه الأرض.