صلاح الدين بن محمد بن نصر بن سيد أحمد النجومي بن هلال الشويخ أو كما عرف وبأسم "صلاح نصر"، ذلك الأسم الذي ارتبط طويلا بمؤسسة المخابرات العامة المصرية التى نجح في تأسيسها وترأسها لسنوات طويلة في الفترة بين أعوام 1957-1967.

على الرغم من إعلان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، قرار رسمي بإنشاء أول جهاز استخباراتي مصري باسم "المخابرات العامة" في عام 1954 وترأسه كلا من زكريا محي الدين ثم علي صبري؛ إلا أن الانطلاقة الحقيقية لهذا الجهاز كانت مع صلاح نصر عندما أسند عبد الناصر له رئاسته في عام 1957 لتكن بداية نصر بإنشاء جهاز قوي نجح في استغلال نفوذه وإطلاق يده الباطشة.

وفيما يلي أبرز المعلومات عن حياة صلاح نصر رجل المخابرات الأول الذي يوافق يومنا هذا ذكرى وفاته في 5 مارس 1982 عن عمر يناهز 62 عامًا..

- ولد صلاح نصر في 8 أكتوبر 1920 في قرية سنتماي بمحافظة الدقهلية، وكان أكبر أخوته وحصل على تعليم مميز من الابتدائي إلى الثانوية العامة والتحق بالكلية الحربية في دفعة أكتوبر عام 1936 معارضا لرغبة والده الرافضة لدخوله تلك الكلية، لكنه لم يعلم مستقبل ابنه الباهر حيث كان من أهم رجال الدولة.

- اهتم كثيرا بتفاصيل الحياة السياسية وكان معارضا لها إلى أن انضم للضباط الأحرار وقاد كتيبة 13 أثناء ثورة 23 يوليو وعين نائبًا لرئيس المخابرات في 23 أكتوبر عام 1956، وبعدها بعام تم تعيينه رئيسًا للمخابرات العامة، حيث قام بتأسيس فعلي للجهاز بأساليب مختلفة أولها تأسيسه بمبنى منفصل وإنشاء وحدات منفصلة للراديو والكمبيوتر والتزوير والخداع ومن ثم قيام الجهاز بعدة عمليات مختلفة على مر سنوات كان لها دور فعال في حرب أكتوبر عام 1973.

- أسس شركة للنقل برأسمال 300 ألف جنيه مصري تحول أرباحها لجهاز المخابرات، وحين أخبر الرئيس عبد الناصر بهذه الشركة طلب منه زيادة رأسمالها واتفق معه على أن يدفع من حساب الرئاسة 100 ألف جنيه مساهمة في رأس المال على أن يدفع عبد الحكيم عامر مبلغا آخر من الجيش وتقسم أرباح الشركة على الجهات الثلاث.

- قدم استقالته ثلاث مرات، وأمر عبد الناصر باعتقاله وقدمه للمحاكمة في قضية انحراف المخابرات والتي حكم عليه فيها بالسجن لمدة 15 سنة وغرامة مالية قدرها 2500 جنيه مصري، كما حصل على حكم أخر لمدة 25 سنة في قضية مؤامرة المشير عبد الحكيم عامر، ولكن تم الإفراج عنه في عهد الرئيس أنور السادات في 22 أكتوبر 1974 ضمن قائمة أخرى بمناسبة عيد النصر. 

- نجح في تشويه النظام المصري في عهد عبد الناصر، حيث اتهم بقمع الحريات والاعتقالات السياسية لمعارضي النظام من خلال ما عرف بزوار الفجر والممارسات الشاذة مع االكثير من الفنانات كما أوضحت زوجته اعتماد خورشيد، الفنانة والمنتجة التي تزوجها بعد أن أجبر زوجها أحمد خورشيد على تطليقها كي يتزوجها هو، كما هدده في إحدى المقابلات التليفزيونية بإدخاله مستشفى المجانين في حال رفضه تطليقها وهو ما تم بالفعل وكان شاهدا على جوازهما على الرغم من أنها كانت حاملا بأبنهما "أدهم".

- ضيق الخناق على جميع المواطنين بما فيهم المشاهير ونجوم الفن بمراقبة جميع هواتفهم آنذالك وهو ما سبب ضيق لأغلبهم ومنهم العندليب عبد الحليم حافظ الذي استغاث بالرئيس عبد الناصر حتى يحميه من بطش وتضييق نصر.

- لم يتخيل أحد أن جبروت هذا الشخص ينتهي بمرض ثم موت مثل باقي الأشخاص، حيث سقط فجأة في مكتبه بجهاز المخابرات العامة، في شهر يوليو عام 1967 أثر إصابته بجلطة شديدة في الشريان التاجي، وكانت تلك الأزمة الصحية رحمة للآخرين من طغيانه واستمر في المعاناة من أثار الجلطة إلى أن توفي في شهر مارس من عام 1982.