بابتسامة مميزة لن ننسي نجوم زمن الفن الجميل، الذين رحلوا عنا ولكنهم تركوا أعمالا فنية رائعة رسمت البسمة على وجوهنا دون أن نعرف معاناة وحياة أي أحد منهم التي اختلفت كثيرا عن أدوارهم السينمائية.
يعتقد الكثيرين أن أدوار نجوم السينما والتلفزيون جزء من حياتهم الشخصية ولكنهم في الحقيقة أختلف قدرهم تمامًا عن حياتهم المهنية وكأنها أصرت على لإظهار وجه حزين أخر لا يعرفه الجمهور وكأن حياة نجوم الكوميديا على موعد بنهاية درامية حزينة.
فيما يلي أغرب النهايات الحزينة لنجوم الكوميديا في زمن الفن الجميل للسينما المصرية وهم .
إسماعيل يس
بأفلام كثيرة ومسرحيات حقق الفنان القدير "إسماعيل يس"، نجاحًا في السنما المصرية والعربية لكن بشهرته الخالدة ليومنا لم ييتمكن من العيش بأمان، تدهورت حياته في سنواته الأخيرة نتيجة إصابته بمرض القلب، وهو ما أجبره على الابتعاد عن تقديم الأعمال الجديدة، وفي الوقت نفسه تراكمت عليه الضرائب والديون حتى تم الحجز على العمارة التي بناها من أجره طوال مسيرته الفنية.
اضطره الوضع لحل فرقته المسرحية عام 1966، ثم سافر إلى لبنان وعمل مرة أخرى كمطرب للمنولوج وبعد عودته لمصر منهزما قدم أدوار صغيرة لا تتناسب مع تاريخه حتى رحل عن عالمنا يوم 24 مايو 1972، إثر أزمة قلبية حادة عن عمر يناهز 60 عاما.
حسن فايق
عرف الفنان القدير بأجمل ضحكة في السينما المصرية والتي أشتهر بها، ولكن حياته لم تحتفظ بتلك الابتسامه فقد تمكن منه المرض ومات عن عمر يناهز 98 عامًا بعد أن أصيب بجلطة أدت لاصابته بشلل نصفي، أصابه الاكتئاب، وازداد الأمر سوءًا عندما تجاهلته الدولة ولم تعالجه سريعًا، لولا الرئيس أنور السادات الذي خصص له معاشا استثنائيا ينفق منه واستمر هكذا حتى وفاته.
أكد فايق في حوار قديم له، أنه عانى من الوحدة كثيرًا أثناء مرضه وعلاجه ولم يزوره أحد من زملاؤه رغم تدهور حالته الصحية وابتعاده عن العمل فقال: "أريد أن أقول عن شيء يحز في نفسي، وهو أنني منذ التحقت بمركز التأهيل لم يزرني إلا فنان واحد هو الشاب الحنون أحمد مظهر، يجب أن أقول أيضا أنه الوحيد الذي كان يزورني في المستشفى الإيطالي، وفي بيتي رغم أنه ليس من جيلنا، ورغم أنني لا تربطني به علاقة قديمة، أين أصدقاء العمر؟ أين زملاء الكفاح؟ أين الفنانون الذين اعرفهم من ثلاثين عاما".
استيفان روستي
استيفان روستي أحد أشهر نجوم الكوميديا الشريرة بالسينما المصرية في زمن الفن الجميل، حيث اشتهر بأدوار الشرير خفيف الظل وهو ما أدخله في قلوب الجمهور ليبقي بها حتى الآن وبالرغم من ذلك كان من عائلة أرستقراطية دبلوماسية حيث ولد استيفانو دي روستي في 16 نوفمبر 1891، لأم إيطالية وأب نمساوي وعمل والده بوظيفة دبلوماسية حيث شغل منصب سفير النمسا بالقاهرة، وبعد انفصالهما عاش مع والدته حتى زوجت من رجل إيطالي وهو ما دفعه للابتعاد عنها والعيش بمفرده والاتجاه للفن.
وعلى الرغم من أعماله المميزة طوال حياته 72 عامًا، وطلاقته باللغة الفرنسية والإيطالية، وحب الجمهور له لم يحول دون وفاته فقيرا فقد رحل عن عالمنا في 12 مايو 1964، بعدما تأكد الأطباء من اصابته بانسداد فى صمامات القلب، ولكنه لم يعاني كثيرًا فقد توفى بعد ساعات والمفاجأة التي صدمت الجميع أنه لم يكن في بيته سوى 7 جنيهات، وشيك بمبلغ 150 جنيها يمثل الدفعة الأخيرة آخر أفلامه حكاية نص الليل مع عماد حمدي وزيزي البدراوي.
أمين الهنيدي
رحل الفنان القدير أمين الهنيدي، الذي ترك بصمة لن تنسى بالسينما والمسرح بأعمال فنية طورت من فن الكوميديا المصرية ولكن تلك الشهرة لم تحول دون وفاته ديونًا في 3 يوليو 1986، عن عمر يناهز 60 عاما.
عانى الهنيدي من مرض خطير في آخر حياته يقال إنه السرطان، لكنه اضطر للعلاج والبقاء في المستشفى طويلا حتى لقي ربه، ولكن مصاريف الستشفى التى وصل مبلغها إلى 2000 جنيه منعت أسرته من استلام الجثة ودفنها إلا بعد دفعها وهو ما أكد أن شهرته ومسيرته الفنية لم تبقي له حتى مصاريف علاجه.
عبد الفتاح القصري
لم تستمر الضحكة التي رسمها الفنان القدير "عبد الفتاح القصري"، على وجوه جمهوره في تفاصيل حياته التي امتلئت بالكثير من الكوارث القدرية أولها اصابته بالعمى المفاجئ أثناء عمله مع النجم إسماعيل يس في أحد المسرحيات فقد ذهب بصره، نتيجة ارتفاع نسبة السكر في الدم، ولكن لم يقف الأمر عند هذا الحد فلم يجد من يسانده وعاش وحيدا بعدما طلبت زوجته صغيرة السن الطلاق، واستولت على جميع ممتلكاته، ليعيش بعد ذلك فقيرا ولكنها لم تكتفي بذلك بل حبسته في غرفة بدون غطاء أو علاج وتزوجت من صبي كان يعطف عليه، وتطور مرضه وأصيب بتصلب في الشرايين وفقدان الذاكرة.
عاش فى بيت أخته المقيمة بأحد مساكن حى الشرابية الفقير، ولم يهتم به أحد من زملاؤه، إلا أن رحل عن عالمنا يوم الأحد الموافق 8 مارس عام 1964، ولم يحضر جنازته إلا عدد قليل من المشيعين.
عبد السلام النابلسي
ولد عبد السلام النابلسي الفلسطيني الأصل، في 23 أغسطس 1899 بلبنان وعاش وعمل في مصر، وأرسله جده قاضي نابلس الأول ووالده إلى القاهرة وهو في عامه العشرين ليلتحق بالأزهر الشريف، فحفظ القرآن الكريم وبرع في اللغة العربية، جنبًا إلى جنب مع إتقانه للغة الفرنسية والإنجليزية وهو ما ساعده على العمل بالصحافة الفنية والأدبية بعدة بمجلات وعلى الرغم من ذلك قدم الكثير من الأفلام المميزة التي تخطت الـ50 فيلمًا بالسينما المصرية.
غادر النابلسى، إلى بيروت هربا من الضرائب ومن ثم تدهورت حالته المرضية، حتى رحل عن عالمنا في يوليو 1968، وهو ما كشف مرضه بالقلب الذي أخفاه عن الجميع حتى لا يتركه المخرجون والمنتجون عن الاستعانة به فى أفلامهم وتكفل فريد الأطرش بنفقات الجنازة لأنه مات مفلسًا.