ووضع عشرات المواطنين زهورا وألعابا وحلوى قرب أحد مداخل محطة مترو "أوكتيابركويه بوليه" شمال غرب موسكو، حيث اعتقلت القاتلة حين كانت تمثل برأس الطفلة المقطوع وتهدد بتفجير نفسها.ووقف البعض في هذا المكان وهم يصلون ويبكون، كما بدأ المواطنون بوضع الزهور قرب منزل عائلة الطفلة ناستيا.
 
وكانت جريمة قتل الطفلة البريئة قد هزت العاصمة الروسية، فيما طالب كثيرون بمعاقبة القاتلة وهي مواطنة أوزبكية تبلغ من العمر 38 عاما، بصرامة وأثارت هذه المأساة مخاوف من تنامي إرهاب الأجانب في العاصمة الروسية، إذ طالبت حركات قومية عدة بإلغاء نظام الإعفاء من تأشيرات الدخول مع دول آسيا الوسطى، وبمعاقبة رجال الأمن الذين تقاعسوا لمدة ساعة تقريبا بينما كانت القاتلة تصرخ "الله أكبر" وهي ترتدي الحجاب.
 
ونقلت وكالة "إنترفاكس" عن مصادر في الأجهزة الأمنية أن الشرطة كثفت الإجراءات الاحترازية لمنع أي نزعة قومية للانتقام.
من جانب آخر، نشرت الأجهزة الأمنية اليوم الثلاثاء 1 مارس النتائج الأولية للتحقيق في الجريمة، مرجحة أن تكون المربية غولتشيخرا بوبوكولوفا خنقت الطفلة بعد أن غادر أبواها الشقة مصطحبين معهما طفلهما الأكبر.
 
وبعد ارتكاب الجريمة، قطعت بوبوكولوفا رأس الجثة وأضرمت النار في الشقة وغادرت حاملة الرأس معها، وحين وصلت إلى محطة المترو القريبة، أخرجت الرأس من الكيس وبدأت تمثل به وهددت بتفجير نفسها.
 
وبعد اعتقال بوبوكولوفا، أقرت بذنبها وربطت ارتكاب الجريمة بالمشاكل التي تواجهها في حياتها الزوجية بعد خيانة زوجها لها.وقالت بوبوكولوفا إنها لم تخطط للفرار، بل سعت للفت أكبر اهتمام ممكن لفعلها.
 
بدوره وصف دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الكرملين مقتل الطفلة بأنه مأساة مروعة لكنه رفض ربط هذه الجريمة بأي شكل من الأشكال بـ"المسألة القومية".
 
ونفى بيسكوف ممارسة الكرملين أي ضغوط على وسائل الإعلام، مضيفا أن القنوات التلفزيونية الرئيسة في البلاد قررت بنفسها عدم بث اللقطات المروعة لعملية التمثيل بالرأس المقطوع.
 
ورحب بيسكوف بهذا الموقف المدني لوسائل الإعلام.