ربما ليست الأمور المُدبرة والمؤامرات الداخلية والخارجية فقط، هي ما تضع الرؤساء في مواقف محرج أمام العالم، ولنا في الرؤساء المصريين المثل في هذا الأمر، وخاصة بعد تعرضهم للعديد من المواقف التي لا يُحسدون عليها بسبب أخطاء صحفية صغيرة.

فبعيدًا عن جميع المؤامرت التي تحاك بهم، وبالدولة المصرية، إلا أن بعض الأمور الطارئة وغير المقصودة تأتي لتشكل عائقًا أكبر من تلك الأمور السابق ذكرها، والتي منها لا شك بعض الأخطاء المطبعية لصحف من مهامها الأساسية إبراز الصورة الحسنة للرموز الوطنية.

وفي هذا الصدد، نستعرض أبرز الأخطاء الصحفية الصغيرة، التي وضعت الرؤساء المصريين في مواقف محرجة أمام العالم.


1- "السفاح" جمال عبد الناصر

لعل وصف الرئيس جمال عبد الناصر "معشوق الشعب"، بالسفاح، هو أكبر خطأ قد تقترفه صحيفة على الإطلاق، وهو ما وقعت به صحيفة الأخبار فى أبريل 1960، حين كان ينشغل الرأي العام في هذاه الفترة بالحديث عن سفاح يدعى "محمود أمين سليمان"، كان يغتال الأثرياء.

وكانت أخبار هذا السفاح يتم نشرها بصورة مكثفة في جميع الصحف، لدرجة أن الرئيس كان مهتمًا بتفاصيل قضيته، وأثناء سفر "عبد الناصر" إلى باكستان، قال لنائبه زكريا محيى الدين، وهو على سلم الطائرة: "أرجو أن أعود وأجدكم قبضتم على هذا السفاح".

وتمكنت قوات الأمن في هذه الفترة فعلًا من القضاء على السفاح، لتنشر جريدة الأخبار عنوانين لخبرين فى الصفحة الأولى بنفس الحجم "أسفل بعضهما"، ما أعطى انطباعًا أنهما خبرٌ واحد، وهما: "مصرع السفاح عبد الناصر فى باكستان".

وتسبب الخبر فى أن يُصدر مدير المخابرات العامة المصرية وقتها، صلاح نصر، قرارًا بمصادرة الأعداد، ومحاصرة جريدة الأخبار، وإجراء تحقيق موسع لمعرفة من وراء نشر الخبر.

 

2- «بيض السادات المحلي»

لم يشفع انتصار حرب أكتوبر للرئيس محمد أنور السادات، عند "إبداع" الصحفيين، حيث كان له نصيبه هو الآخر من الأخطاء. 

حيث أجرى بطل الحرب والسلام مقابلة مع إحدى الصحف أثناء زيارته إلى لبنان، وجاء في العنوان: "الرئيس المدمن يتضاءل بالبيض المحلي".

وكان العنوان الصحيح: "الرئيس المؤمن يتفاءل بالبيض المحلي"، وكان السادات يلقب وقتها بالرئيس المؤمن، وكان يرى أن إنتاج البيض الواسع سيُنْعِش الاقتصاد.

3- مبارك وتل أبيب

بالتأكيد لم يفلت الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، من الأمر، حيث أراد أحد الكتاب الصحفيين أن يعدد إنجازاته فكتب موضوعًا بعنوان "إنجازات مبارك فى كل بيت"؛ وبسبب سوء خط الكاتب؛ تم قراءة عنوان الموضوع هكذا "إنجازات مبارك فى تل أبيب".

وأثار هذا العنوان لغطًا كبيرًا في الوسط السياسي، وخاصة وأن هذه الفترة كانت مليئة بنشر الفضائح والجرائم التي ارتكبها "مبارك" في عهده.

4- محمد مرسي مبارك

ارتكبت صحيفة "الحرية والعدالة" الناطقة بلسان جماعة الإخوان، خطأ فادح، بعدما ورد في موضوع بعنوان "الشرعية بالبرلمان"، بالصفحة الرابعة من عددها الصادر بتاريخ 1 يوليو 2012، على لسان الشيخ سيد عسكر، أن "دعوة الرئيس محمد حسني مبارك لجميع أعضاء مجلس الشعب لحضور الاحتفال بتنصيبه بجامعة القاهرة رسالة قوية موجهة إلى من يهمه الأمر"، وكان المقصود وقتها "محمد مرسي".

وأحدث هذا الخطأ بلبلة كبيرة داخل الصحيفة، خاصة وأن "مرسي" كان رئيس مجلس إدارتها حتى توليه رئاسة الجمهورية، كما أنه كان رئيس الحزب أيضًا.

5- عدلي منصور و«معتقلين»

هذه المرة لم يكن الخطأ المطبعي من الصحافة، ولكنه كان من قبل الرئيس ذاته، حيث أخطأ الرئيس المؤقت عدلي منصور في صياغة خطاب له، قال فيه "ناشدت اليوم السيد المستشار النائب العام في النظر في إجراء مراجعة لحالات (المعتقلين) والحالات قيد التحقيق، وبصفة خاصة طلاب الجامعات، على أن يتم، عقب انتهاء التحقيقات، الإفراج عمن لم يثبت ارتكابهم لأي جرائم أو أفعال يجرمها القانون".

ليثير تلفظ الرئيس بهذه الكلمة جدلًا كبيرًا، بعد أن اعترف ضمنيًا بوجود معتقلين، على حد وصفه، إلا أن "الرئاسة" أوضحت الأمر بعد ذلك، وأصدرت توضيحًا لاحقًا بشأن المقصود بكلمة "معتقلين"، نافية وجود أي معتقل إداري بالسجون المصرية.

وأشارت إلى أن هذا خطأ في الصياغة، وأن "منصور"، كان يقصد بالمعتقل الشخص المحتجز منذ لحظة إلقاء القبض عليه من الشرطة حتى عرضه على سلطات التحقيق، وفقًا للإجراءات القانونية، وأنه ليس هناك معتقلون بالمعنى الوارد في قانون الطوارئ.

6- جهل السيسي: "يحارب الفكر"

ذكرت العديد من الصحف العالمية، أنه تم إعدام حوالي 9 آلاف نسخة من عدد صحيفة الأهرام ليوم الجمعة الموافق 16 مايو 2014، وذلك بعد خطأ مطبعي فادح في عنوان حوار الصحيفة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وكان عنوان الحوار المنشور "مشروع عملاق للسيسي لمحاربة الفكر"، في إشارة إلى جهل الرئيس، وذلك بدلًا من "مشروع عملاق للسيسي لمحاربة الفقر".

وتم تدارك الخطأ وتصحيح العنوان، وهو الأمر الذي أدى إلى تأخر طبع الجريدة لمدة وصلت إلى ساعة كاملة، وهو نادراً ما يحدث بالأخص مع جريدة الأهرام القومية.