«نحن أسياد وغيرنا العبيد» يبدو أن العبارة السابقة والتي ألقاها قيادي أمني بإحدى المحافظات على رجاله الضباط والأمناء، عقب عودة الشرطة للأقسام بعد أحداث جمعة الغضب صارت «منطقا» لدى رجال الداخلية الذين يتخذون من البدلة الميري مبررا لإهانة المواطنين والاعتداء عليهم وهتك حرمة منازلهم وتدمير ممتلكاتهم، دون رادع، وفى كل مرة يقع «التجاوز» في حق البسطاء تسرع وزارة الداخلية إلى تبريره على شماعة «الأفعال الفردية» حتى يتكرر نفس المشهد..


فمن حادثة اعتداء الأمناء على أطباء المطرية ، مرورًا بموقعة تحرش أمين شرطة بالمرج بسيدة وملامسته أجزاء حساسة من جسدها، وصولا إلى واقعة سحل ضابط لفتاة بالإسكندرية، تتجسد الانتهاكات الميري ضد المواطنين الضعفاء.. وحصلت «التحرير» على تفاصيل الواقعة الأخيرة بالصوت والصورة.


كوثر وشيريهان سلامة فيصل، شقيقتان يمتلكان منزلا فى منطقة عزبة الرحمة بمطار النزهة بالإسكندرية، دائرة قسم سيدي جابر، بالإضافة إلى امتلاكهما محلا لبيع الطيور وعصافير الزينة، ولا علاقة لهما بأى أحداث إجرامية ولم يعرفا طريق قسم الشرطة إلا عندما ذهبتا لاستخراج بطاقات الرقم القومى.

 

البداية كما ترويها «كوثر»، 32 سنة، وقعت يوم 13 فبراير الجاري، وقت مرور قوة من قسم شرطة سيدى جابر أمام المحل والمنزل الخاص بهما وتصادف نزول شقيقتها «شيريهان»، 28 سنة، من على سلم العقار الذى تقطنه، بينما كانت تتحدث فى التليفون المحمول، وما إن شاهدها الضابط «أ.ا»، أحد معاونى القسم، حتى توقف وقام بالتعدى عليها وصفعها على وجهها بعد أن وجه إليها عدة أسئلة عن الشخص الذى تتحدث معه فى التليفون وعندما لم تجب قام بنهرها وسبها أمام المارة، ثم قام بكسر يديها، حسب تأكيدها.

 

وكشفت الأخت عن أن شقيقتها شيريهان كانت «حامل» وأصيبت بنزيف داخلى وتم نقلها إلى مستشفى الشاطبى وهناك حررت محضرًا بالواقعة، وتم تحرير تقرير طبى بالإصابات التى لحقت بها.

وأوضحت «كوثر» أن الضابط وقوة المباحث لم يكتفوا بضرب شقيقتها وإنما قاموا بالصعود إلى منزلهما وقاموا بتكسير كل محتويات الشقة والأجهزة الكهربائية بها دون أى أسباب.

 

وأضافت أنها كانت شاهدة إثبات فى قضية قتل وقعت فى نفس المنطقة منذ شهرين وذلك بعد أن شاهدت شخصا يخرج من جيبه سكينًا ويطعن آخر وقامت بالإمساك به وسلمته لقوات الأمن كما شهدت فى واقعة القتل، موضحة أنه في أثناء شهادتها كان الضابط «أ» هو المسئول عن القضية وكان يعاملها معاملة سيئة جدا بحسب تأكيدها.

وتابعت: «انتهيت من التحقيق معى فى النيابة وكان الضابط المذكور يريدنى أن أذهب إلى النيابة فى بوكس الشرطة رغم أننى لست متهمة وصممت أن أتوجه فى سيارة خاصة لأننى لست مجرمة فكانت نظرات الضابط لى شديدة وتعبر عن غضبه وبعد الواقعة بشهرين وقعت حادثة شقيقتى التى حدثت الأحد الماضي.

وأكدت أنها توجهت إلى قسم شرطة سيدى جابر لعمل محضر ضد الضابط «أ» وقابلت رئيس المباحث المقدم محمد عز والذى قال لها إنه سيقوم بالتحقيق فى الأمر قائلا لها «ماتزعليش دول ظباط عبيطة وصغيرين وحقك عليا»!

وأشارت إلى أنها وجهت برقيات استغاثة إلى النائب العام وإلى المحامى العام وفى انتظار تقرير الطب الشرعى حول إصابة شقيقتها، وطالبت كوثر وزير الداخلية بالتحقيق فى الواقعة، مؤكدة أنها كمواطنة مصرية لها حقوق وواجبات واختتمت متسائلة: «هل الضباط فوق الحساب والقانون؟».


  

«التحرير» حصلت على التقرير الطبى الخاص بـ«شيريهان»، والذى يثبت أنها تعرضت للضرب والتعذيب وأصيبت بخدوش وسحجات وكدمات متعددة فى جميع أنحاء الجسم، وبخاصة فى منطقتى الرقبة والصدر ونتج عن ذلك إصابتها بنزيف داخلى فى الرحم وانخفاض فى الضغط.