مفاجأة من العيار الثقيل فجرتها فتاة عراقية مقيمة في ألمانيا تدعى «نانا»، حين أكدت أنها ابنة شرعية للرئيس العراقى الراحل صدام حسين مدللة على ذلك بالوثائق والمستندات التي تؤكد نسبها له من زوجة له تدعى سلمى أسعد سعيد، الأمر الذي جعل كل وسائل الإعلام تسلط الضوء على هذا الأمر، لتعود «نانا» وتفجر مفاجأة جديدة أكثر قوة حين حمّلت رغد صدام حسين ووالدتها ساجدة خيرالله، زوجة الرئيس العراقى الراحل، مسئولية وفاة والدتها في العراق عام 1995. نانا صدام حسين في حوار خاص جدا لـ«البوابة» تقص فيه ولأول مرة تفاصيل اغتيال والدتها سلمى أسعد سعيد، وتكشف حقيقة رفعها قضية دولية ضد أختها رغد ووالدتها ساجدة بتهمة قتل والدتها، كما تروى أيضا آخر وصايا الرئيس العراقى الراحل لها وقصة زواجه بأمها، للمزيد من التفاصيل، إلى نص الحوار.   ■ لنبدأ بالنقطة الأكثر غموضًا حتى الآن في موضوعك وهى وفاة والدتك سلمى أسعد سعيد.. فمن تتهمين بقتلها أو التسبب في وفاتها؟ - أتهم ساجدة خيرالله طلفاح، زوجة والدى، الرئيس العراقى صدام حسين، وابنتها رغد صدام حسين، وزوجها حسين كامل الذي قتل عقب هروبه إلى الأردن، وسأقدم الأدلة التي تثبت الأمر للمحاكم في القريب العاجل، وأتحفظ على ذكرها الآن. ■ ما قصة وفاتها بالتفصيل؟ - كانت والدتى في بيت جدى في منطقة المسبح بعرصات الهندية في بغداد في صيف عام 1995، فجأة جاءها هاتف من سيدة ادعت أنها سكرتيرة والدى صدام حسين، وقالت: زوجك يريدك في قصر الجادرية، والمعتاد أن والدى عندما كان يريد أن يرى أمى يذهب بنفسه لها في بيت جدى، كما أنه لم يكن له أي سكرتيرة. بعد هذا الاتصال وصلت سيارتا مرسيدس، إحداهما زرقاء اللون والأخرى سوداء اللون الساعة واحدة ظهرًا بالتمام والكمال، وعلمنا بعد ذلك أن السيارتين تابعتين لساجدة، وبالفعل خرجت والدتى مع من أتوا، ولم تعد من وقتها، ولا نعلم حتى الآن كيف قتلوها، ولو أنى متيقنة أنهم قاموا بدفنها حية، وللعلم فإن قضية مقتل والدتى هي أحد الأسباب الرئيسية لعدم اعتراف رغد صدام حسين بى لأنها تخشى من أن أثبت تهمة قتل والدتى عليها في حال اعترافها بنسبى. ■ لماذا تتهمين السيدة ساجدة والسيدة رغد بقتل والدتك وفى الوقت ذاته لم تتهمى الرئيس العراقى صدام حسين بقتلها خوفًا من إفشاء سر زواجها به؟ - والدى يقتل والدتي!!.. بالطبع مستحيل، فقد كان يعشقها عشقًا لا يوصف ولا يصور ويفوق كل قصص الحب العالمية، فقد كان يخاف عليها من كل شيء وأى شيء وبالتحديد من زوجته ساجدة وابنتها رغد، وهذا أحد أسباب إخفاء زواجه بوالدتى. ■ ما الأسباب الأخرى؟ - أسباب عديدة منها أن والد ساجدة كان يتحكم في كل شيء في تلك الفترة، وكان والدى يرغب في الحفاظ على حكمه دون مناوشات، هذا إضافة إلى خوفه على والدتى من أسرته، وزوجته وابنته المتسلطتين، لأنه يعلم ما ها قادرتان على فعله بها في حال علمهما بهذه الزيجة، فكان قراره إخفائها عن أعينهما وأيديهما القذرة التي وصلت لها في النهاية وقتلاها بأبشع الطرق. ■ هل كان الرئيس صدام حسين أبًا جيدًا؟ - كان أبًا حنونًا جدًا رحمه الله وطيبًا للغاية، ولكن كان بينى وبينه مشاكل كثيرة جدًا ازدادت أكثر وأكثر بعد وفاة والدتى، واعترف أنى كنت شريرة جدًا معه، فقد كنت طفلة متمردة للغاية وقتها. ■ ماذا قلتى له بعد وفاة والدتك؟ - هاجمته هجومًا شرسًا وقلت له لماذا لم تحافظ على أمى، فرد علىّ وقتها وقال: لو كنت وضعت كل الجيش العراقى لتأمينكما ما كان لينجح في هذه المهمة، ولكانا سيخترقانه ويقتلانكما.. لذا قام والدى بتسفيرى إلى ألمانيا رغمًا عنى حرصًا على حياتى وخوفًا من أن يتم قتلى، وأنا كنت رافضة جدا لأنه أجبرنى على ذلك، خاصة أنه في ذلك الوقت لم يكن يأمن لأى أحد، لدرجة أنه كان يخشى النوم في بيته ليلا، وأكد لى أنهم ممكن وببساطة أن يغدروا به في أي وقت. ■ هل فتح والدك أي تحقيقات بعد وفاة والدتك؟ - نعم، قام بفتح تحقيقات واسعة لاكتشاف الجناة الذين ما لبسوا أن نفذوا جريمتهم حتى هربوا إلى الأردن مباشرة لتأكدهم من اكتشاف والدى لهم. ■ هل تحدثتى معه أثناء الغزو الأمريكي؟ - نعم تحدثت معه كثيرًا، وكنت قلقة عليه للغاية، وكان والدى دائمًا حريصًا على التواصل مع حارسى الشخصى الذي أرسله معى إلى ألمانيا كى يطمئن علىّ وعلى حياتى. ■ ما آخر وصية أوصاكى بها الرئيس صدام حسين قبل القبض عليه ثم إعدامه؟ - آخر وصية كانت عبارة عن رسالة أرسلها والدى بعدما اشتدت الحرب في العراق وشعر باقتراب نهايته، وقدمها لى من خلال السفير العراقى ببرلين، وكان مفادها أن أسلم نفسى لسفارة العراق في ألمانيا وكأننى أقوم بمراجعة عادية على أوراقى ثم تتكفل السفارة بإيصالى إلى مصر الحبيبة، وأستقر بها بعيدًا عن كل المخططات التي تحاك لقتلى مثلما تم مع والدتى رحمها الله، ولكن الظروف منعتنى من تنفيذ تلك الوصية وبقيت في ألمانيا حتى الآن. ■ لماذا اختفيتى كل تلك الفترة وظهرتى الآن لتؤكدي أنك ابنة الرئيس العراقى الراحل صدام حسين؟ - لم أختف بل ظهرت رسميا عام 2003 بعد القبض على والدى، وطالبت الرئيس الأمريكى، جورج بوش الابن، والحكومة الانتقالية العراقية بتحديد موعد لمقابلة والدى والاطمئنان عليه، فوافقت الحكومة الانتقالية ورفضت أمريكا خوفا علىّ من بطش أعداء والدى، فلم أتمكن من زيارته. ■ أعود إلى قضية قتل والدتك سلمى أسعد سعيد.. كيف تيقنتى أنها ماتت رغم أنك لم تر جثتها؟ - نعم لم أرى جثتها لكنى متأكدة أنها ماتت، فهى خرجت عام 1995 ولم تعد حتى الآن، لقد ماتت والدتى وكل ذنبها أن صدام حسين رئيس العراق عشقها وأرادها، ويعلم من قتلوها أن لا أحد يستطيع أن يقول لصدام حسين لا أثناء وجوده في رئاسة العراق. ■ من كان يعرف بقصة زواج والدك بوالدتك؟ - هم كثر أبرزهم الثنائى الفريق عمر الهزاع، ومحسن هزاع، وعزة الدوري الذي أعتبره عمى، وكان على تواصل كامل معى حتى اختفى وانقطع الاتصال بنا منذ عام تقريبا. ■ يقال إنه قتل؟ - لا أنا متأكدة أنه لا يزال حيًا يرزق حتى وقت حديثى معك. ■ هل ترك الرئيس صدام حسين أموالًا لكى كى تعيشى بها في ألمانيا؟ - هذا سؤال شخصى جدا وفى عداد الأسرار العائلية ولا أستطيع بالطبع البوح به، وبالتأكيد كل أب يريد أن يطمئن على ابنته في الغربة فيعطيها ما يكفيها للحياة، وعن نفسى أنا اعتمدت على ما أعطاه والدى لى بجانب مساعدات جدتى وخالى الدائمة. ■ ظهرتى عام 2003 لماذا أظهرتى وثائق نسبك للرئيس العراقى صدام حسين عام 2016؟ - كل شيء له ميعاد، وإظهارى للوثائق الكثيرة التي منها اعتراف أبناء عمومتى وعشيرتى بى هدفها الرد على رغد صدام حسين التي نفت وجودى ومن حولها من منافقين، ولا أزال أملك العديد والعديد من المستندات والورق والصور التي تثبت زواج والدتى بالرئيس العراقى الراحل صدام حسين، ولكننى لن أقدمها الآن وأنتظر فقط الوقت المناسب لأفجر العديد والعديد من المفاجآت. ■ أين سترفعين قضة قتل والدتك ضد رغد صدام حسين ووالدتها ساجدة؟ - كنت أنوى رفع القضية في عدد من المحاكم الدولية، ولكن العديد من المستشارين نصحونى بأن تكون قضيتى أمام المحكمة العراقية نفسها لأن الجريمة حدثت في العراق، وأنا وافقت على هذا، وسأرفع القضية قريبًا، وأعدك أنها ستكون قضية الساعة. ■ هل معك مستندات تثبت نسبك للرئيس العراقى الراحل صدام حسين؟ - لدى الكثير والكثير بداية من شهادة الميلاد الخاصة بى مرورًا باعتراف عشيرة البوناصر بى كابنة للرئيس صدام حسين، بجانب اعتراف ألمانيا بأنى بنت الرئيس العراقى بعد أن أثبت الـ«دى إن إيه» هذا الأمر، وسأعطيك نسخة من تلك المستندات المهمة، ولعلمك فهناك من سرق كل وثائق ثبوت نسبى للرئيس صدام حسين، لكن الله كان معى وعشيرتى اعترفت بى وأكدت للعالم أننى ابنته ردًا على كل من شككوا في أمرى. ■ اتهمك محامى السيدة رغد صدام حسين بأنك زورت تلك المستندات؟ - أزورها؟ كيف؟ هذا المحامى منافق، وأريد أن أسأله سؤالًا، وهو كيف أقوم بتزوير أختام المحاكم الألمانية، والخارجية الألمانية، والمحاكم العراقية، ووزارة الصحة العراقية، وإمضاءات أبناء عمومتي؟ لو حقا قمت بهذا كله فأنا بالطبع أملك «طاقية الإخفا».. وأقول له اتق الله فيما تقول وتفعل، وسوف أقاضيك قانونيًا على اتهامى بالتزوير، الذي يفتقد لكل الأدلة، ويؤكد أنك تفتقد الخبرة القانونية الكافية، وأقول له أيضا أننا سوف نتقابل قريبا وسأجعلك تخجل مما تقول بعدما ترى أوراقى الجديدة ومستنداتى، وسوف تندم على ما قلته في حقى، وأريد أن أسأل هذا المحامى سؤالًا.. ماذا يجعلنى أزور وثائق نسبى للرئيس العراقى الراحل صدام حسين؟، لا يوجد عرش، ولا يوجد ميراث، فلماذا أفعل هذا من وجهة نظرك؟، فالحمد لله أملك من المال الكثير، وجدتى تملك الكثير والكثير مما جعلنى أعيش في أوروبا كالملكة ولا أحتاج أي شيء من أي شخص، حسبى الله ونعم الوكيل، سوف تحاسبون يوم القيامة على ما فعلتم بى وبوالدتى وما تفعلونه الآن. ■ ذكرت السيدة رغد صدام حسين قصة عن الرئيس العراقى الراحل مفادها أنه قسم على مائدة الإفطار أكثر من مرة بأن ليس لديه سوى 5 أبناء فقط أنت بالطبع لست منهم؟ - أقول لها: يا رغد هذا كلام ستينيات وليس كلام الألفية الجديدة، فكيف لرئيس دولة عظيم كصدام حسين أن يجلس على المائدة ليقسم لأبنائه بأنه ليس له غيرهم ولم ينجب غيرهم؟، هذا هراء، وعلى كل فإن الرئيس صدام حسين كان يمزح كثيرًا ويعشق النكتة والضحك على عكس ما يعتقد الكثير. ■ ماذا تريدين أن تقولى في نهاية الحوار؟ - أتمنى أن تقف جميع الشعوب العربية معى في قضيتى تلك لأنى أراها قضية رأى عام، كما أوجه رسالة لعمى عزة الدوري الذي أحبه كثيرًا، وأقول له يا عمو عزة لقد خرجت إلى النور أخيرًا، ولن يوقفنى أحد عن المطالبة بحقوقى، فأنا أتذكر نصحك لى الدائم وأتمنى أن نتواصل مرة أخرى.