تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الإسكندرية، صورا لأسماك نافقة تحتوي على كائن طفيلي ملتصق بأجسامها، محذرين من غزوها لأسواق المحافظة لخطورتها على صحة الإنسان.
وتنوعت التعليقات ونشر الصور وتحليل أثارها علي صحة الإنسان من حد التحذير بخطورتها علي المواطنين والترويع بقدرتها علي الفتك – وسط تشبيهات ارتبطت بفيروسات وأوبئة باتت منتشرة حالياً مثل (أنفلونزا الطيور والخنازير، وفيروس أيبولا، وزيكا)، ومطالبات بتدخل أجهزة الدولة؛ والاستدلال بعدد من الصفحات الإلكترونية والمواقع المتخصصة.
وقال الدكتور عبد الفتاح محمد السيد، أستاذ الأسماك بقسم علوم البحار بكلية العلوم جامعة الإسكندرية، إن الكائن الطفيلي الذي ظهر في الصور المتداولة ملتصق بأجسام الأسماك يدعى "قمل السمك" كائن طفيلي قد يصيب الأسماك في المزارع السمكية، خاصة الأحواض الترابية وفي المياه الراكدة/وتحدث العدوى عادة عند ارتفاع درجة الحرارة، أي في فصل الصيف.
وأضاف في تصريح خاص لـ "مصراوي" أن هذا الطفيل قد يؤثر سلبا على صحة ونمو الأسماك، إلا أنه لا يصل لدرجة التسبب في نفوقها إلا في حالة انتشاره على الأسماك بأعداد هائلة وفي صورة وباء، وهذا أمر نادر الحدوث كما أن هذا الطفيل لا يسبب أي مشاكل أو وفيات بين البشر الذين يستهلكون هذه الأسماك.
وأشار إلى أنه نظرا لأن الأسماك النافقة التي تداولتها وسائل الإعلام تنتمي إلى نوع واحد من الأسماك يسمي "المبروك الفضي" أو "السيلفر"، المربى في الأقفاص السمكية، فهذا يعنى أن هناك سببا آخر وراء نفوق هذا النوع وليس الطفيل المذكور، وأنه لو كان هذا الطفيل هو السبب في نفوقها لكان أدى إلى تدمير أنواع أخرى، وهو لم يحدث، كما أن حدوث النفوق في فصل الشتاء يستبعد دور هذا الطفيل في ذلك، حيث أنه ينشط في فصل الصيف.
وأوضح أنه قد يكون نفوق "السيلفر" مؤخرا يرجع إلى إزالة الأقفاص الاستزراع المخالفة نظرا لانتشارها العشوائي وزيادتها بشكل يهدد مجرى نهر النيل وعدم حصولها على التراخيص المطلوبة، أو بسبب قيام المزارعين بتغطيس الأقفاص بالقرب من القاع هروبا من الإزالة، علما بأن الأكسجين يقل والمركبات العضوية والمواد الضارة مثل الأمونيا تزيد بالقرب من القاع مما يعجل بنفوق الأسماك داخل الأقفاص، خاصة عند انخفاض منسوب المياه.
جدير بالذكر أن "قمل السمك" اسمه العلمي "Argulus foliaceus"، هو كان طفيلي يصيب الأسماك بقرح والتهابات، تؤدي لتدمير وظائفها الحيوية، إلا أنه لا يؤدي لضرر الإنسان وينتهي تأثيره بمجرد تعرض السمك للنار، حيث يتمثل خطره فقط على الأسماك.