كشفت حركة "النهضة التونسية" عن اعتزامها تدشين حزب سياسي جديد، يكون تابعا للحركة، ومنفصلا عنها من الناحية الإدارية، بعدما أصبحت الحركة تمثل الأغلبية فى تونس عقب الانقسامات التى شهدتها حركة نداء تونس، فيما اختلف سياسيون وخبراء حول ما إذا كانت ستكرر سيناريو جماعة الإخوان عقب ثورة 25 يناير من عدمه. المستشار السياسى لزعيم حركة النهضة لطفي زيتون، إنّ المؤتمر العاشر لحركة النهضة سينعقد قبل نهاية الربيع المقبل، وسيشهد مناقشة جملة من التغييرات الهيكلية على غرار التقليص من السرّية والضبابية بما يجعل النهضة حركة واضحة أمام الناس. وأضاف فى تصريح صحفى له، أن الحركة ستنظر بالأساس في عدد من التغييرات التي ستدخلها على الحركة بما يجعلها حزبا سياسيا كبقية الأحزاب. وكشف زيتون عن إمكانية طرح مقترح لتغيير اسم الحزب، لافتا إلى وجود مقترحات في الوقت الحاضر، فيما قال إنه من المنتظر أن يحدّد مجلس شورى الحركة الأسبوع المقبل الموعد الرسمي لانعقاد المؤتمر. من جانبه قال الدكتور حسن نافعة، استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن إعلان حركة النهضة التونسية نيتها تدشين حزب سياسي منفصل عن الحركة يعد انفصالا شبه رسمى عن جماعة الإخوان الأم فى مصر، موضحا أن الاتجاه الذى تقوم به الحركة التونسية يختلف تماما عن الجماعة بالقاهرة. وأضاف نافعة فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن هناك فارقا كبيرا بين حزب الحرية والعدالة – والذى صدر حكما بحله من القضاء الإدارى – وبين حركة النهضة، حيث أن الجماعة فى مصر أبقت على هيكلها التنظيمى كما هو لم تتجه لحله بعد تدشين الحزب السياسي ولم تفصله تماما عن الجماعة بل ظلت تمارس السياسة والدعوة. وأوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن حركة النهضة - رغم انتماءها لجماعة الإخوان – إلا أنها مختلفة فى الأساس الأيديولوجى التى تتحرك عليه وتعمل به، حيث أن الحركة فى تونس تسعى للفصل التام بينها وبين الحزب السياسي الجديد، وهو ما رفضه قيادات الجماعة فى مصر. وفى السياق ذاته أشار السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إلى أن حركة النهضة التونسية ستسعى لعدم تكرار تجربة ما فعلته جماعة الإخوان فى مصر إبان ثورة 25 يناير، ودشنت حزبا سياسيا متصلا بها، للاستحواذ على السلطة ،موضحا أن راشد الغنوشى يعي خطورة ما فعلته الإخوان وسيسعى لفصل حزبه عن حركته الإخوانية. وأضاف العرابي فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أنهحال عدم فصل حركة النهضة حزبها السياسى عن الجماعة، سينقلب الرأى العام التونسى عليه وسيسقطه كما أسقط الشعب المصرى جماعة الإخوان. فى المقابل قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن اتجاه حركة النهضة لتدشين حزب سياسى سيجعلها تمشي على خطى جماعة الإخوان بشكل كامل، موضحا أن التصريحات التى صدرت من قيادات الحركة بأنهم سيفصلون الحزب عن الحركة هى نفس التصريحات التى خرجت من قيادات الجماعة عندما تم تدشين حزب الحرية والعدالة، موضحا أن هذا قد يعجل بانهيار حركته. وأضاف نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الحركة لن تستطيع فصل حزبها بشكل كامل، خاصة أن التجارب السابقة لدى إخوان الأردن، ومصر لم يتمكنوا من ذلك وهو ما سيصعب من مهمة الغنوشى.