وصل ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آلِ نهيان، إلى الهند في زيارة رسمية لمدة ثلاثة أيام.
وأقيم حفل استقبال رسمي للشيخ محمد بن زايد آلِ نهيان، عند وصوله إلى نيودلهي، حيث كان بانتظاره في المطار رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي.
ومن المتوقع أن تعمق الزيارة، وهي الأولى للشيخ محمد بن زايد إلى الهند، الروابط الوثيقة بين الإمارات والهند.
وفي تغريدة له، كتب رئيس الوزراء الهندي "إن الشيخ محمد قائد مثالي. وستضيف زيارته قوة وزخماً لشراكة استراتيجية شاملة بين الإمارات والهند. وإني أعتبر الشيخ محمد بن زايد صديقي المقرب".
وفي تغريدة أخرى، كتب مودي "هذه هي الزيارة الرسمية الأولى للشيخ محمد للهند، وأنا سعيد لأنه يزورنا بصحبة أسرته".
وفي إشارة أخرى لأهمية الزيارة بالنسبة للهند، سيعقد رئيس الوزراء الهندي يوم غد الخميس محادثات ثنائية مع ولي عهد أبوظبي قبيل إجراء محادثات رسمية.
وتستغرق زيارة ولي عهد أبو ظبي إلى الهند ثلاثة أيام، ويرافقه وفد كبير من رجال الأعمال، بالإضافة إلى بعض الوزراء. وفور وصوله، عقد الشيخ محمد اجتماعاً مع وزير الخارجية الهندي، سوشما سوراج. ويوم غد، يزور الشيخ محمد النصب التذكاري للمهاتما غاندي، حيث سيضع إكليلاً من الزهور، ومن ثم سيقام له حفل استقبال في القصر الرئاسي، قبيل لقاءات مع القيادات الهندية.
ومن ثم سينتقل الشيخ محمد بن زايد إلى مدينة مومباي، العاصمة المالية للهند. وفي تلك المدينة، الواقعة غرب الهند، سيزور ولي عهد أبو ظبي مقر بورصة بومباي، مما يؤشر لعمق التعاون المالي بين البلدين الصديقين.
ومن الجدير بالذكر أن رئيس الوزراء الهندي مودي ركز، منذ تسلمه السلطة في عام 2014، على منطقة الخليج، والتي كانت دوماً تشكل أهمية خاصة بالنسبة للسياسة الخارجية الهندية. ولا تمثل منطقة الخليج أهمية لتأمين مصادر الطاقة بالنسبة لأسرع اقتصاديات آسيا نمواً ،وحسب، بل لأنها تحتضن ملايين الهنود الذين يعملون فيها ويرسلون الأموال إلى أسرهم.
وفي منطقة الخليج، برزت أيضاً الإمارات العربية المتحدة كشريك رئيسي للهند. وتقوم بين الإمارات العربية المتحدة والهند، وتجمع بينهما، علاقات صداقة قوية، وروابط ثقافية ودينية واقتصادية.
وكما كانت سنغافورة، خلال العقدين الماضيين، بوابة لباقي جنوب شرق آسيا، وواسطة لانضمام الهند لمجموعة آسيان، تنظر الهند أيضاً للأمارات كبوابة إلى منطقة الخليج. وبنظر الهند، للإمارات قدرة إضافية على تعزيز العلاقات مع دول خليجية أخرى.
من جانب آخر، تعد هذه الزيارة هي الأعلى من منطقة الخليج على المستوى الرسمي، والتي تزداد أهميتها بالنسبة إلى الهند، وذلك بعد زيارة قام بها أمير قطر في مارس (آذار) 2015.
وقبيل وصول ولي عهد أبو ظبي إلى الهند، أشار مسؤولون هنود إلى أن الزيارة تأتي بعد ستة أشهر من زيارة مماثلة قام بها مودي إلى الإمارات. ومن المعتاد أن يمضي ما لا يقل عن عام قبل تبادل مثل تلك الزيارات. ولذا قال آنالي وادوا، سكرتير في وزارة الخارجية الهندية، في موتمر صحفي" تأتي أهمية الزيارة الفريدة لولي عهد أبو ظبي، وأول زيارة رسمية له لتؤشر على العلاقة الممتازة التي نشأت بين قيادتي البلدين لأنها تأتي بعد بضعة أشهر على زيارة قام بها رئيس الوزراء مودي في أغسطس (آب) 2015. وقد جاءت تلك الزيارة لرئيس وزراء هندي بعد غياب دام 34 عاماً".
وفي مؤتمر صحفي، قال المسؤول الهندي الرفيع إن العلاقة التي تجمع بين الإمارات العربية المتحدة والهند ذات أهمية بالغة، وهي تمتد نحو مجالات أحدث تشمل جوانب أمنية وتعاون دفاعي. وأضاف المسؤول "تبقى الهند من أكبر الشركاء التجاريين للإمارات. وتأتي الزيارة بعد أن قررنا رفع مستوى العلاقة لكي تتحول إلى شراكة استراتيجية شاملة. ويوفر لنا ذلك فرصة إجراء مباحثات مفصلة وبناءة، وتشمل بعض المجالات الجديدة كإنتاج المعدات العسكرية، ومجالات الأمن ومكافحة الإرهاب وقطاع الطاقة".
ومن المتوقع أن يتم يوم غد التوقيع على أكثر من عشر اتفاقيات قد تشمل صفقة نووية مدنية، وتعزيز العلاقات بين البلدين في مجال الطاقة، والأمن الفضائي وفرض القانون.
وبحسب بعض التقديرات، توفر الزيارة استثمار ما قيمته مليارات الدولارات في الهند، والتي أخذت في اجتذاب الاستثمارات الأجنبية لدفع عجلة النمو الاقتصادي.
وقال أحمد البنا، سفير الإمارات في الهند، لوسائل إعلام هندية "خلال زيارة ولي عهد أبو ظبي إلى الهند، يأمل البلدان بتوقيع 16 اتفاقية. وتشمل رزمة الاتفاقيات تعاوناً في مجال الطاقة النووية المدنية، وإقامة محطات للطاقة، وإنشاء مراكز أبحاث وتنمية".