أدانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الخميس فض المظاهرات التي دعت إليها المعارضة أمام البرلمان السوداني هذا الأسبوع، قائلة إن حريتيْ التعبير والتجمع ضروريتان لإجراء انتخابات ذات مصداقية العام القادم.
واعتقلت السلطات السودانية يوم الاثنين الماضي ثلاثة من كبار أعضاء الحركة الشعبية لتحرير السودان -الحزب السياسي الرئيسي للجنوب- واحتجزتهم لفترة وجيزة كما أطلقت الغاز المدمع لتفريق احتجاج نظمه أنصارهم أمام البرلمان.
وقالت كلينتون في تصريحات للصحفيين أمام وزارة الخارجية "تدين الولايات المتحدة تعطيل الاحتجاجات السلمية وأعمال العنف السياسي من قبل أي طرف".
وأضافت "حرية التجمع وحرية التعبير والحماية من الاعتقالات التعسفية والاحتجاز أساسية للسماح بإجراء انتخابات ذات مصداقية في أبريل 2010".
وكانت الحركة الشعبية لتحرير السودان وأحزاب المعارضة دعت إلى المظاهرات للمطالبة بإجراء إصلاحات ديمقراطية، وذلك في تحد نادر للرئيس السوداني عمر حسن البشير.
وأصدرت السلطات حظرا في اللحظة الأخيرة في محاولة منها لمنع الاحتجاج. وقالت بعض أحزاب المعارضة إن الحظر أظهر أن حزب المؤتمر الوطني المهيمن في شمال السودان ليس جادا بشأن السماح للأصوات المعارضة بالمشاركة في الانتخابات القادمة.
ومن المقرر أن يجري السودان أول انتخابات متعددة الأحزاب منذ 24 عاما بموجب بنود اتفاق سلام عام 2005 الذي أنهى أكثر من عقدين من الحرب الأهلية بين شمال وجنوب البلاد، وساعد في تشكيل ائتلاف حكومي بين حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان.
وسيجري جنوب السودان أيضا استفتاء حول ما إذا كان سينفصل عن الشمال ويشكل دولة مستقلة.
أهمية السودان
وقالت كلينتون إن "الشهور القليلة القادمة ستكون متوترة كلما اقتربنا من الانتخابات والاستفتاء".
وأضافت "من المهم أن تضاعف جميع الأطراف جهودها لحل المشكلات من خلال الحوار السياسي وبدون العنف".
وأوضحت كلينتون أن المبعوث الأميركي الخاص سكوت غريشن سيعود إلى السودان مطلع الأسبوع القادم للمساعدة في استئناف الحوار وحل القضايا التي تساهم في زيادة التوتر.
وقالت إن "السودان يحتل أولوية مهمة للرئيس أوباما وبالنسبة لي، ونحن التزمنا بتحقيق تحول سلمي وديمقراطي".