«نريد حكومة لا تفكر فقط في تقديم الخدمات بل أيضًا في بناء مهارات شعبها وتوفير بيئة لتحقيق الإنجازات، وتجعل سعادة الإنسان همها وهمتها وشغلها اليومي».. بهذه الكلمات أكد الشيخ محمد بن راشد، رئيس مجلس الوزراء الإماراتي وحاكم دبي، الإثنين، أن سعادة المواطن هي الشغل الشاغل للحكومة ولذلك استحدث منصبًا جديدًا لأول مرة في العالم هو منصب وزير السعادة .
وبالنسبة لمهام المنصب الجديد، أشار «بن راشد»، على هامش فعاليات القمة العالمية للحكومات بدبي تحت عنوان «استشراف حكومات المستقبل»، إلى أن مهمته الأساسية تتمثل في مواءمة كل خطط الدولة وبرامجها وسياساتها لتحقيق سعادة المجتمع.
وكان حاكم دبي قد أطلق مؤخرًا مبادرة فريدة من نوعها لقياس سعادة الجمهور ورضاهم عن الخدمات الحكومية المقدمة لهم وذلك بشكل يومي عبر توزيع أجهزة إلكترونية في كافة الدوائر الحكومية تكون مرتبطة بشبكة مركزية تقوم برصد هذا المؤشر وإرسال تقارير بشكل يومي لمتخذي القرار لرصد المناطق الجغرافية والحكومية الأكثر سعادة ورضا عن الخدمات الحكومية.
ويرى الدكتور معتز سلامة، رئيس وحدة الدراسات العربية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن استحداث منصب وزير السعادة يأتي انسجامًا مع الطريقة غير التقليدية التي يديرها بها حاكم دبي خاصة وحاكم الإمارات على وجه العموم، كما يأتي انسجامًا مع ما حققته الإمارات من طفرة في كل المستويات.
وقال «سلامة» إن الإمارات تريد بهذه الخطوة إرسال 3 رسائل للداخل والخارج، فالنسبة للداخل فالإمارات تريد أن تؤكد لشعبها أن مبادرات القيادة لا حصر لها ولن تدخر وسعًا في تحقيق كل ما يسعى المواطن للوصول إليه فتريد أن يكون المواطن الإماراتي رقم 1 في العالم، أما الرسالة الثانية الموجهة للخارج، أشار الخبير إلى أنها تتمثل في أن الإمارات تريد أن تكون سباقة في استحداث منصب وزاري والارتقاء على سلم السعادة العالمي، حيث تحتل المركز الأول عربيًا والـ20 عالميًا في مؤشر السعادة العالمي لعام 2015 التي تصدره الأمم المتحدة.
وأشار إلى أن الرسالة الثالثة تتمثل في أن حكام الإمارات يسابقون العصر وتريد أن تقول للعالم أنه في ظل وجود دول عربية تعاني من عدم استقرار وفوضي توجد دولة تسعى ليس فقط منافسة العالم بل إحراز السبق في جميع المجالات.
وبالنسبة للشروط المطلوب توافرها في وزير السعادة، قال الخبير إنه يجب أن يكون متزن يميل إلى التفاؤل وواثق من مكانة ومتطور، وأن يكون متواصلا مع أدوات العصر فالسعادة مؤشر يعكس الرخاء فيجب عليه أن يتابع وسائل التواصل الاجتماعي بجانب قدرته على اكتشاف الفرص وتوظيفها، لديه رؤية واضحة لمكانة بلده وسط العالم وبين الأمم، يتجه إلى تكريس جوانب التقدم التي أحرزتها بلاده، وأن يعمل على تقليص الجوانب التي لا تزال ناقصة في السعادة، أن يتواصل مع جميع الوزرات نظرًا لأنه سيكون وصلة الخيط بين الجميع.
وحول إشراك شباب الجامعات في الحكومة، قال «سلامة» إنه أسلوب ونمط جديد لتطبيق الديمقراطية فالمعروف أن إحدى أدوات الديمقراطية هى انتخاب البرلمان لكن هذه المرة طلب حاكم دبي بترشيح أحد شباب الجامعات لتولي منصب وزاري هو أسلوب جديد لممارسة الديمقراطية فحكام الإمارات يرغبون في إشراك المجتمع ليس في شؤون الدولة وإنما في اختيار الوزراء وتشكيل الحكومة وهو أمر غير مسبوق في العالم العربي.
ولفت إلى أن الشباب العربي يقعون فريسة لقوى التطرف بينما الإمارات تقوم بمحاولة إدماجهم في المجتمع فالشباب هم الطاقة الخلاقة في أي مجتمع ومن ثم توجه لهم اهتمامًا خاصًا، وأن الإمارات تسعى إلى تغير المزاج الاجتماعي من خلال التركيز على الشباب وإحياء الثقة بهم.