كشف مرصد الأزهر للغات الأجنبية، فى تقرير له، عن أسباب انضمام الشباب الغربي إلى داعش، والتى تختلف الدوافع الخاصة به من الشباب القادم من المنطقة الأوروبية والأمريكية عن الأسباب التي تدفع الشباب العربي المسلم للانضمام لتنظيم داعش الإرهابي.
وقال المرصد، الشباب الغربي لا ينطلق من معاناة اقتصادية ولا من أسباب مادية، بل تلعب كثير من الدوافع الاجتماعية والأسرية والنفسية والتربوية والدينية الدور الأكبر وراء هجرة هؤلاء الشباب إلى داعش، وفيما يلي سرد مفصّل لتلك الأسباب:
وأولها غياب الوعي بالمعرفة الصحيحة للإسلام، الذى يعتبر من اهم الأسباب الدافعة للإنضمام للتنظيم، فمن الملاحظ من الأخبار والتقارير التي تم رصدها أن أغلب الشباب المنضم إلى داعش والذي يسافر إليها انطلاقا من أسباب دينية هم حديثو عهد بالإسلام، حيث يتم استقطابهم عن طريق استغلال فكرة إحياء إقامة الدولة الإسلامية، وما إلى ذلك من أفكار دينية جاذبة لهم، فتنظيم داعش الإرهابي يستغل حقائق تاريخية عن الخلافة الإسلامية لإثارة مشاعر هؤلاء الشباب حديثي العهد الإسلام، ويوحي لهم أن الجهاد غاية شرعية فى ذاته وليس وسيلة للدفاع عن النفس والأرض والعرض ومقومات الحياة حال الاعتداء عليها.
كما أن هناك تأثيرا سلبيا لما يسمى بالتيار السلفي المتطرف المتواجد على الساحة الأوروبية، والذي يعمل على تغذية عقول الشباب المسلم في الغرب بالأفكار المتطرفة ومن ثم على تمويل مباشر أو غير مباشر لتنظيم داعش بموارد بشرية.
وتابع: المعاناة الأسرية وعدم الشعور بالأمان، خاصة إذا كان الأبوان غير مسلمين، ومن ذلك ما تمّ رصده لأكثر من شاب ألماني انضم إلى داعش بعد تعرضه لمشاكل أسرية كبيرة أو لقصة حب فاشلة أو فقدان لحبيبة نتج عنه اضطرابات نفسية وميل للعنف والتطرف والانتقام من المجتمع ككل.
كما تحل الإغراءات المادية التي يقدمها التنظيم الإرهابي، كدافع قوى لبعض الشباب للإنضمام -على سبيل المثال- الخبر الذي نشرته صحيفة الباييس الإسبانية بتاريح 12 يوليو الماضي، والذي تحدث عن انضمام 14 أسرة تعيش في إسبانيا إلى تنظيم داعش، حيث أرجعت الصحيفة الإسبانية انضمامهم إلى أسباب مادية، فالتنظيم الإرهابي يمنح كل أسرة تتكون من أربعة أشخاص مكافآت تصل إلى 20 ألف يورو.
وفي السياق ذاته، أورد تقرير لخبراء بالأمم المتحدة نشر في بلجيكا أن كل جهادي ينضم إلى داعش يحصل على الأقل على 10 ألاف دولار، وأن من يقوم بعملية الاستقطاب يحصل من ألفين إلى عشرة ألاف دولار وفقا لأهمية الشخص الذي يتم استقطابه للعمليات الجهادية.