انتشرت في الفترة الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي معلومة تفيد بأن وزن جميع النمل على ظهر الأرض يساوي مجموع وزن البشر كلهم، وأثيرت نقاشات حول ما كان الغرض من تلك المعلومة إيضاح مدى ضئالة البشر وضعفهم أمام قوى الطبيعة أم أنها معلومة موثقة علميًا تستند إلى أدلة، وعرضت مجلة فوكاس الإيطالية مجموعة أدلة حسابية تثبت خطأ تلك المعلومة.

ظهرت تلك المعلومة للمرة الأولى عام 1994 في كتاب "رحلة إلى النمل"، والذي ألفه عالمي الأحياء إدوارد ويلسون وبيرت هولدبلور، من جامعة هارفارد الأمريكية، وقد استندا في تلك المعلومة إلى تقدير عالم الحشرات البريطاني كارينجتون ويليامز لإجمالي عدد الحشرات على كوكب الأرض بمليار مليار حشرة.

 

وأجرى ويلسون وهولدبلور حساب تقريبي، وجدا من خلاله أن النمل يمثل نسبة 1% من مجموع حشرات العالم، إذًا فإن عدد النمل في العالم يمثل نحو 10 مليون مليار، ويتراوح وزن النملة الواحدة ما بين 1 إلى 5 مل جرام، فعدد النمل بهذا الوزن لم يساوي إجمالي وزن البشر إذا اعتبرنا أن متوسط وزن الإنسان 62 كجم.

واعتبر الباحثون أن متوسط وزن الإنسان يساوي مليون ضعف وزن النملة ولكن ذلك يقتضي أن يكون وزن النملة 60 مل جرام وليس 5، وبالنظر إلى عدد فصائل النمل الـ13 المعروفة لدى العلماء وجدوأ أن بعض النمل يصل طوله إلى 30 ميلليمتر وقد يصل وزنها إلى 10 مل جرام على أقصى تقدير.

 

اعترف ويلسون وهولدبلور، بعد البحث، في النهاية بخطأ المعلومة التي أورداها في كتابهما حيث يبلغ وزن جميع سكان العالم وفقًا للتقديرات السابقة 332 مليار كجم في حين أن وزن نمل العالم مجتمعًا لا يمثل أكثر من 40 مليار كجم فقط، وعلى كل فإن كانت المقارنة بين وزن البشر ووزن النمل تصلح لقرون ماضية فإنها لا تصلح لوقتنا الحالي في ظل الزيادة السكانية المهولة وانتشار ظاهرة السمنة المفرطة.