عادة ما تثير الظواهر والتكنولوجيا الجديدة تساؤلات عديدة حول كونها حلال أم حرام، ونظرًا لأن تلك الأشياء لم تكن موجودة قديمًا، لذلك يحاول بعض العلماء والشيوخ الاجتهاد في الإجابة عن تلك التساؤلات ومحاولة كشف ألغازها، ولكن في بعض الأحيان قد تكون فتوى البعض مثيرة للسخرية أو غير مقبولة لدى البعض الذين لا يرون تعارضًا بين الدين والتكنولوجيا إذا ما استخدمت بطريقة صحيحة. وتستعرض "التحرير" مجموعة من أبرز الفتاوى التي ظهرت في الفترة الأخيرة والمرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة، مثل:
1- الـ«فيسبوك» حرام شرعًا
في عام 2010 أثيرت تساؤلات كثيرة حول موقع التواصل الاجتماعي الشهير "فيسبوك"، ووقتها أفتى الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى السابق في الأزهر، بتحريم موقع "فيسبوك"، وذلك بعد زيادة معدلات الطلاق وانتشار الخيانة الزوجية.
وأشار الأطرش إلى أن الآثار المترتبة على استخدام "فيسبوك" شديدة الخطورة، واعتبره أداة هدم ويسمح بإقامة علاقات محرمة شرعاً، وقال: "في حين يجتهد أحد الزوجين في عمله، فإن الطرف الآخر قد يكون لديه وقت فراغ ولا يستطيع أن يقضيه فيما يفيد وقد لا يكون لديه وازع من ضمير فيقوم بإقامة علاقات غير مشروعة عبر هذا الموقع".
وجاءت فتوى الأطرش بعد أن أعد فريق من المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية دراسة كشفت أن "حالة من كل خمس حالات طلاق تعود لاكتشاف شريك الحياة وجود علاقة مع طرف آخر عبر الإنترنت من خلال «فيسبوك»".
وأوضحت الدراسة "أن العديد من رواد الموقع نجحوا في العثور على حبهم الأول وعلاقتهم القديمة وأعادوا إقامة الجسور المهدمة خارج حظيرة الأسرة، وهو ما ينذر بحدوث أخطار تهدد الحياة الزوجية للأسرة المسلمة".
وفي عام 2009 صدرت فتوى مماثلة عن دار الافتاء في الأردن، وحرمت هذه الفتوى "المحادثات الخاصة بين الشباب والفتيات لما يترتب على هذه المحادثات من تساهل في الحديث، يدعو إلى الإعجاب والافتتان غالبا، ويفتح للشيطان بابا للمعاصي".
2- انتظار "اللايكات" مرض
صرح ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، في أبريل من عام 2015 الماضي، بأن الإعجابات على موقع "فيسبوك" مرض خطير مفسد للقلب، وذلك بعد أن ورد له سؤالا على موقع "أنا السلفي" من أحد الأشخاص قال فيه: "هل مِن الرياء أن ينظر الإنسان بكثرة فى كل وقت إلى عدد الإعجابات التي حصل عليها وإلى التعليقات؟ مع العلم أنني قد أحزن أحيانًا بسبب قلة الإعجابات مع أني في نفس الوقت أشعر أنني أريد أن أنشر ما ينفع الناس على "فيسبوك"، فهل أنا مخلص أم مرائي؟.
ورد البرهامي: "إذا كان ما تنشر علمًا يُنتفع به، فهو مما يبقى بعد الموت والإعجابات في (الفيسـبوك) مرض خطير مفسد للقلب في الأغلب، فاحذر مِن البحث عنها، واجعل نيتك لله وحده دون الالتفات إن كان سيعجب الناس أم لا؟".
3- الشات حرام شرعًا
في أغسطس عام 2014 أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى بتحريم المحادثات الإلكترونية (الشات) بين الجنسين على أيا من مواقع التواصل الاجتماعي والمحادثات، مثل "فيسبوك" و"واتس آب".
وأوضحت هذه الفتوى أن المحادثات بين الجنسين تفتح بابا للشيطان والفساد والشر، وأشارت إلى أن تلك المحادثات قد تكون مباحة للضرورة، مثل المحادثات بين الطبيب والمريض.
وجاءت هذه الفتوى مخالفة لما صرح به الشيخ "علي جمعة"، مفتي الجمهورية السابق، في وقت سابق بعد أن أتاح المحادثات بين الزوجين وفتح الكاميرا من أجل الزواج.
4- الـ"فيسبوك" من المفطرات
في يونيو من عام 2015 الماضي، أفتى الشيخ مجدي نور الدين، نقيب أئمة الأوقاف بمدينة دمياط، على حسابه الشخصي على "فيسبوك"، بأن "فيسبوك" يعد من أسباب المفطرات في رمضان، وكتب: "أول المفطرات في شهر رمضان "الفيس"، إن لم يتحكم الصائم في استخدامه استخداماً حكيما".
5- زنا الـ"فيسبوك"
في نهاية العام الماضي، صرح الشيخ سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، في مداخلة هاتفية مع الإعلامية رولا خرسا، عبر فضائية «LTC» بأن "فيسبوك يؤثر على الزواج، لأن الرجل يتكلم مع فتاة أخرى غير زوجته في كلام غير أخلاقي، والزوجة أيضًا تقوم بالمثل، فهذا لا يجوز ومحرم دينيًا".
وأضاف: "صحوبية الولد والبنت على الفيس والدردشة في كلام فاضي، درجة من درجات الزنا".
وفي لقاء سابق له بالإعلامي وائل الإبراشى في برنامج "العاشرة مساء" على قناة "دريم"، قال عبد الجليل: "الإنترنت في الدول الأوروبية للتعليم، ولكن استخدامه في مصر للإباحية وقلة الأدب"، وأضاف: "محدش فاضي للتربية، لا أسرة ولا مدرسة، والخلافات بين الزوجين خلت الأبناء مش متربيين". وأفتى عبد الجليل كذلك بأن: "إضافة المرأة للرجل على مواقع التواصل بدون داعي حرام شرعًا"، مؤكدا أن 90% من استخدامات الإنترنت للخطيئة. وأضاف: "العلاقة بين الرجل والمرأة في حدود الزمالة والعمل والأسرة أهلا وسهلا بها، أما غير ذلك فيعد اتباعا لخطوات الشيطان". وتابع "عبد الجليل": "هو ينفع اتغزل في واحدة وتبقى نيتي طيبة، هو ينفع أقول لواحدة بحبك على الإنترنت وتبقى نيتي طيبة.. الغزل بالأجنبيات لا يجوز"، وأردف: "لا يجوز للمرأة وضع صورتها على وسائل التواصل من الأساس". 6- الإنترنت والتليفزيون مثل الخمر والميسر في مايو عام 2015 الماضي، أفتى الشيخ محمد حسين يعقوب، عضو مجلس شورى العلماء السلفي بأن: "ما زلت على اعتقادي أن النت والتليفزيون مثل الخمر والميسر فيهما إثم كبير، ومنافع للناس، فمليش في النت ولا موضوعي، فنحن نحاول نستخدمه في الحلال". وأضاف: "حكم النت والتلفزيون مثل حكم الشعر، حلاله حلال وحرامه حرام، ونفس الشيء في النت حلاله حلال وحرامه حرام، والتليفزيون حلاله حلال وحرامه حرام، ولكن نحن نعمل في النت والتليفزيون بالتقوى، ونترك بعض حلال مخافة الوقوع في الحرام". 7- طلاق الـ"واتس آب" قبل أيام قليلة أكد المحامي يوسف البحر أن القضاء الإماراتي يأخذ بوقوع الطلاق عن طريق رسالة “الواتس آب” أو الرسائل النصية الهاتفية، قائلا: "لا يأخذ القضاء برسائل الطلاق المرسلة عبر وسائل التواصل مثل "سناب شات" و"فيسبوك" و"تويتر" و"إنستجرام" إلا في حال إثبات أن الحساب عائد للزوج صاحب الصلة، لأنه قد يكون حساباً مُفتعلاً، ويجب أن تدعم الزوجة موقفها بشهود الإثبات، وفي حال إنكار الزوج، فعليه أن يدفع للمحكمة بشهود نفي".