في ظل التصاعد السريع لوتيرة الأزمة بين السعودية وإيران، تجد أمريكا نفسها في موقف لا تحسد عليه، فلم يعد الموقف يقبل الميوعة التي تمارسها أمريكا منذ فترة، وتضغط السعودية على حلفائها لإيضاح موقفهم تجاه إيران، ما دعا البحرين والسودان لإعلان قطع علاقتهم بطهران، والإمارات تقليص تمثيلها لدى طهران.

حتى مصر قاطعة العلاقات مع إيران منذ أمد بعيد سافر سامح شكري وزير خارجيتها للمملكة العربية السعودية  بعد الأزمة للتشديد على قوة العلاقات السعودية المصرية وإعلان أن قطع مصر للعلاقات مع إيران منذ 79 كان نتاج بعد نظر من مصر.

إعدام نمر النمر القيادي الشيعي بالسعودية السبت الماضي جاء ليفشل خطط أمريكا بالمنطقة التي تسعى من خلاله للتهدئة بين قطبي الصراع في الشرق الأوسط عن طريق الحرب بالوكالة السعودية وإيران كما نشرت جريدة "واشنطن بوست" الأمريكية.

أمريكا لا تريد خسارة حليفتها السعودية، أو إيران التي بدأت تتقرب لها واشنطن عقب الاتفاق النووي وهو ما كان سببا في خلاف بين إيران وروسيا في سوريا بحسب محللين.

وتغاضت أمريكا عن تجاوزات كثيرة من إيران في سبيل المضي قدما في تقوية علاقتها بطهران، فبحسب ما نشرت جريدة "وال استريت جورنال" الأمريكية فإن إيران لم تكن تمتلك سببا يدفعها لإطلاق صاروخ وصل إلى أقل من 1.5 كم. من حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس هاري إس ترومان" الشهر الماضي، مرجحة أن يكون ذلك مجرد اختبار لمعرفة رد فعل واشنطن.

 

ووفقا للصحيفة لم تعلق الإدارة الأمريكية حتى تسربت الأخبار، قبل أن تصدر بيانا عسكريا ضعيفا وقرر البيت الأبيض  تأجيل فرض عقوبات على إيران بعد تجربتها صواريخ باليستية طويل المدى ربما يشجع طهران على اتخاذ مخاطرات أكبر.

وأضافت الجريدة:" قادة طهران ربما يعتقدون أن الاتفاق النووي يمثل ضبطا أمريكيا أكبر للنفس يتجاوز طموحات إيران الإقليمية، متابعة:" يمكن للإيرانيين أيضا التهديد بالانسحاب من الاتفاق النووري إذا فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة.

وفي الوقت نفسه سلطت الجريدة الضوء على مخاوف السعودية من ميوعة أمريكا التي ربما تفقد أمريكا حليفتها، قائلة:" فيما يتعلق بالسعوديين، يمكن أن يُغفر لهم توجسهم في إمكانيىة الاعتماد على باراك أوباما، وسواء كان ذلك عادلا أم لا، لكن السعوديين استخلصوا من سقوط مبارك أن إدارة أوباما يمكنها تتخلى عن أصدقائها في لحظة".

كما رأى السعوديون كيف تراجع أوباما عما وصفه بـ" الخط الأحمر" في سوريا، وتقبله لاستحواذ روسيا على شبه جزيرة القرم، وسماحه الآن للأسد ليبقى في السلطة.

وامتنعت وزارة الخارجية الأمريكية، عن الانضمام علنا للنداءات بالعفو عن الشيخ نمر، مكتفية بالقول:إن" عملية ا&O5273;عدام أثارت مخاوف على أعلى المستويات بشأن العملية القضائية في المملكة".

مجلس الأمن

وقال السفير أحمد فتحي أبو الخير مساعد وزير الخارجية السابق إن أمريكا ستنحاز ضد إيران صراحة في مجلس الأمن بعدما لجأت السعودية لها لاختراقها المواثيق الدولية الدبلوماسية بالسماح للمتظاهرين بحرق السفارة.

وأضاف لـ"مصر العربية" أن أمريكا خارج مجلس الأمن ستحاول موازنة الأمور حتى لا تخسر اي من الطرفين.

وواصل:" عدائية أمريكا لإيران قلت بدرجة كبيرة بعد الاتفاق النووي الأخير، ولكن في نفس الوقت إيران توالي أعداء أمريكا".

وأشار إلى أن أمريكا لن تتخلى عن حليفتها السعودية بسهولة، وفي الوقت ذاته لن تقبل إيران بدرجة كبيرة خاصة أنها حليفة روسيا وتغذي حزب الله وتناصر الرئيس السوري بشار الأسد.

احتواء

من جانبها رأت دكتورة نهى بكر أستاذة العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية  أن الولايات المتحدة لن تترك الأوضاع تتفاقم حتى تصل بها لمرحلة اختيار طرف على حساب الآخر.

 

وأكدت في حديثها لـ"مصر العربية" أن أمريكا تسعى جديا لاحتواء الأزمة لأنها تصاعدت بشكل مرعب وصلت لحد قطع دول عربية علاقتها بإيران، ولكن يبقى نجاح مساعيها على مدى تقبل طرفي الأزمة للاحتواء.

وتابعت:" أمريكا تعلم أن إيران لم تكن حليفة مؤتمنة من قبل، لذلك ستعيد حساباتها تجاه إيران إذا تصاعدت الأزمة".

وبينت أن أمريكا ستسعى لحل الازمة من خلال مندوبين عنها ربما يكون مبعوث من بريطانيا أو مجموعة  الخمس + 1 الذين كانوا في اتفاق إيران النووي، مرجحة أن تقسم أمريكا أوارق اللعبة إن لم تحل الأزمة ففي قمة صدامها مع إيران فيما قبل كانت تبيع لها السلاح.