لم يتخيل أحد أن الحاكم الذي يرعى شعب بأكمله، ويقوده في الحرب ويحميه في السلام، يعاني من أمراض عقلية، أو العالم الذي يطبق العالم نظرياته حتى الآن، كان "مجنون"!، أو مصاب بمرض نفسي ما، ولكن هذه هي الحقيقة، فهناك العديد من القادة الذين حكموا العالم عانوا العديد من الأمراض النفسية والعقلية.

كان أحد القادة يبكي كثيرًا أمام حكومته بدون أسباب حتى يبدأ في الضحك بدون سبب أيضًا، ومنهم من كان يتخيل أن جسده مصنوع من الزجاج ويخاف أن يهشمه أحد، ليس فقط بل أيضًا هناك بعض العلماء العظماء كانوا يعانون من أمراض نفسية دفعتهم للانتحار، ونستعرض خلال هذا التقرير، أشهر 10 رؤساء وعلماء كانوا "مجانين" بالمعنى الحرفي للكلمة.  

1- إبراهام لينكولن 

هو الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية، كما أنه من أنجح رؤساء أمريكا على مر التاريخ، نتيجة للإنجازات العديدة التي حققها أثناء فترة ولايته.  

وعلى الرغم من ذلك، فإن "لينكولن"، كان مصابًا بالاكتئاب المُزمن، والذي كان مختلف عن أي شخص أخر، حيث أكد العديد من المؤرخين الذين كتبوا عن فترة رئاسته لأمريكا، أنه فكر مرارًا في الانتحار. 

كما كتب بعض المؤرخين أيضًا أنه كان يبكي فجأة دون سابق إنذار وبدون أسباب، ثم بعد ذلك يقوم بإطلاق النكات الفكاهية حتى يضحك ويوازن ما شعر به من حزن.

 

2- تشارلز السادس

تشارلز السادس هو ملك فرنسا، وحكمها منذ عام 1380 إلى 1422، ويعد من أكبر الصدمات على مر التاريخ، وذلك بسبب تداول صورته عالميًا وهو في عظمة وشموخ، إلا أن حقيقته عكس ذلك تمامًا، لاسيما وأن الشعب الفرنسي كان يطلق عليه "تشارلز المجنون".  

في بادئ الأمر كان تشارلز شخصية عاقلة ووقورة جدًا، إلا أن الأمر تغير بعد مرور عدة سنوات من الحكم، حيث بدأت تظهر عليه أعراض نفسية عنيفة بأشكال مُختلفة، مثل نسيانه الكامل لاسمه، ونسيانه تمامًا أنه ملك فرنسا، حتى أنه لم يعد يتعرف على زوجته أو أولاده على الإطلاق، ويعتبرهم غرباء عنه.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث أنه في عام 1405 أصيب بحالة غريبة برفضه الكامل أن يستحم أو يغير ملابسه لمدة 5 شهور متواصلة، كما أنه بدأ في الاعتقاد بأن جسده ليس من الجلد بل من الزجاج، وبدأ يخاف عليه من التهشم، لذلم لم يدع أي شخص يلمس جسده حتى أقرب المقربين له، ودائمًا ما كان يرتدي درعًا حديديًا فى كافة تحركاته، حتى لا يتهشم جسده الزجاجي. 

3- فينسنت فان جوخ

يكفي أن نقول أن هذا الرسام المجنون قد قام بقطع أذنه وحاول أن ينتحر عدة مرات، ولكنها جميعًا كانت فاشلة إلا واحدة فقط!

الرسام الهولندي العبقري كان يعانى من نوبات صرعية عنيفة نتيجة مشاكل في المخ سببها إدمانه البالغ للمشروبات الكحولية والمخدرات. 

وقال بعض الأطباء عن حالة "فان جوخ"، إنه مرض نفسي نادر يدفعه للكتابة والتدوين، وذلك بسبب قيامه بالكتابة بشكل نهم أثناء فترات اكتائبه، مما أثار الريبة حوله. 

4- أدولف هتلر

الزعيم النازي الذي حاول أن يطلي أوروبا باللون الأحمر، ومن المؤكد أنه لم يكن شخصية سوية، حيث نشأ في أسرة فقيرة وأمه كانت تعمل خادمة عند أحد اليهود الذي كان يشبعها ضربًا أمام أطفالها فكانت الشرارة الأولى التي عززت داخله الكره لليهود. 

بالإضافة لقسوة والده عليه الذي كان يعاقبه بحبسه في غرفة صغيرة، لتولد بداخله فوبيا من الأماكن الضيقة، دفعته مرة إلى محاولة الانتحار أثناء خدمته في الجيش، وذلك عندما وجد نفسه فجأة في خندق صغير. 

5- لودفيج فان بيتهوفن

واحدًا من أعظم من لمست أيديهم الآلات الموسيقية، من منا لا ينبهر بموسيقاه الرائعة، "بيتهوفن" الذي اقترن اسمه بجميع الألحان الرائعة التي لطالما عشقنا سماعها، ولكن من منا يعلم نشأة هذا العبقري، من منا يعرف أنه عانى قهرًا طويلًا وتعذيبًا شديدًا على يد والده؟

بيتهوفن فقد حاسة السمع فى مراحل متقدمة من حياته، وأرجع بعض الأطباء هذا إلى التعذيب الذي تعرض له من والده. 

وكان بيتهوفن يعاني من اضطرابات نفسية عنيفة، جعلت الإبداع والطاقة والتركيز والروعة التى يُنتجها فى الموسيقى، يقابلها حالات اكتئاب مزمن وحزن دائم. 

ولم يستسلم العبقري لهذه الحالات النفسية، ولكنه واجهها بـ"المخدرات" والكحول، ما زاد الاضطرابات عنده، وأدت إلى معاناته الدائمة حتى الموت مع الاكتئاب.  

6- إدجار آلان بو

كاتب الرعب الأشهر على الإطلاق، المعروف بكتاباته السوداوية، وعالمه الرهيب، الذي نقله من عقله إلى الورق. 

الكاتب الشهير كان معروفًا باهتمامه الشديد بعلم النفس، وانعكس ذلك على كتاباته حيث كان شغوفًا للغاية فى إظهار الشخصيات المضطربة نفسيًا والتي تعاني من جنون مطبق مخيف.

آلان بو كان يُعاني من إضطرابات نفسية عنيفة، وكان يدمن الخمر بطريقة مُبالغ فيها ، فضلاً عن أن موت حبيبته الذي كان بمثابة الضربة القاصمة له فى حياته الكئيبة، والتي توفي بعدها بعامين فقط، دون أن يُعرف سبب الوفاة تحديدا حتى يومنا هذا، ولايزال سبب وفاته غامضًا. 

7- جون ناش

أحد عظماء التاريخ بالطبع، بروفسور جون ناش عالم الرياضيات العبقري الذي حصل على جائزة نوبل فى الاقتصاد عام 1994، بعد أن طوّر نظريته الخاصة عن الإتزان، وأسماها نظرية ناش للإتزان.

قام الفنان العالمي راسل كرو، بتجسيد شخصيته في فيلم "A Beautiful Mind"، والذي ترشح بسببه لجائزة أوسكار أفضل ممثل لأول مرة. 

وكان "ناش" يُعانى من حالة متقدمة من الشيزوفرانيا أو "الفصام"، وهي حالة تجعله دائمًا يسمع أصوات غير حقيقية، ويرى شخصيات وهمية، كما تم حجزه أكثر من مرة فى مستشفيات ومصحات نفسية، وخضع للعلاج بصدمات كهربائية وانهار من الأدوية في النهاية.

8- اسحاق نيوتن

أحد أعظم العقول البشرية على الإطلاق، لدرجة تصنيفه ثاني أعظم شخصية فى التاريخ بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، من قبل بعض المؤرخين الكبار.

ولم يسلم المنظّر الأول لقانون الجاذبية وقوانين الحركة، ومخترع أول تيليسكوب عاكس، من الاضطرابات النفسية العنيفة، والتي حوّلته فى نظر الكثيرين إلى مجنون حقيقي. 

حيث كان من الصعب جدًا الجلوس فترة طويلة معه، فكان متقلب المزاج إلى حد كبير، وسريع الانفعال وشديد الغضب وكذلك ضيّق الأفق، كما كان يتحدث مع نفسه كثيرًا بصوت عال ، ويُخاطب أشخاص وهمين غير موجودين.

الكثير من الكُتاب والمؤرخين المعاصرين بشيزوفرانيا شبيهة بالتى كان يُعانى منها جون ناش، ولكن لم يكن العلاج النفسي متوفرًا وقتها ، فاستمر معه حتى وفاته. 

9- عيدي أمين دادا

رئيس أوغندا الثالث في الفترة ما بين عامي 1971 وحتى 1979 والملقب بآخر ملوك اسكتلندا، وذلك لحبه الشديد لاسكتلندا. 

وصف نفسه بأنه محاربًا لا سياسيًا وذلك لأنه لا يجيد السياسة بل يجيد القتل والقمع والاستبداد، لاسيما وأنه سطر سيرته بدماء معارضيه، فلقبه شعبه بجزار أفريقيا. 

"عيدي" كان ملاكمًا وعمل طباخًا في الجيش برتبة عريف، وصل به الجنون أنه قال : "أنا الرئيس الوحيد الذي اتصل مع الله مباشرةً"، ومن أطرف مواقفه أنه أرسل برقية لملكة إنجلترا يعلمها بقدومه ويطلب منها أن تجهز له الطعام.

كما كان يستخدم الجن والسحر في حكم بلاده، وقد شهدت فترة حكمه عمليات قتل لشعبه تقدر بـ300 ألف قتيل وكان يضع الجماجم في ثلاجات قصره. 

"دادا" شخصية بارونية ويشعر دائمًا بالاضطهاد والظلم لأنه يعتقد أنه عظيم لدرجة أن الكل يغار منه ويكون مقنعًا ومنطقيًا لدرجة أنه يعصب اكتشاف مرضه.

10- إرنست هيمنجواي

إرنست هيمنجواي هو أديب أمريكي كبير حائز على جائزة نوبل للآدب في العام 1954، وأحد أشهر كاتبي الروايات فى الولايات المتحدة والعالم، كما كان الكاتب الأعلى سعرًا فى زمنه على الإطلاق.

كان هيمنجواي ضحية دائمة للإكتئاب وإدمان الكحوليات، ومات مُنتحرًا بطلقة رصاص من بندقيته التى كان يحتفظ بها دائما ويعتز بها، وهو المصير ذاته الذي لقاه والده وأخوه وأخته، الذين ماتوا جميعًا منتحرين.

والحقيقة أن هيمنجواي كان من أكثر الشخصيات التاريخية غرابة على الإطلاق فقد كان يكره شراء ملابس جديدة، ويرفض تمامًا أن يرتدي ملابس داخلية!، وكان يرهب استعمال الهاتف جدًا، ويحمل تعويذة فى جيبه دائمًا، وكان من المستحيل أن يكتب كلمة واحدة يوم الأحد تحديداً لسبب مجهول.