المجلة البريطانية: السودان مستفيدة من السد ويمنع فيضان النيل لديها.. والأزمة تمثِّل أحدث اختبار لاستعدادات الدول لتبادل المياه..

سلطت مجلة «الإيكونوميست» البريطانية الضوء على أزمة مفاوضات سد النهضة، واصفه إياه بـ"نعمة اثيوبيا ولعنة تلاحق مصر".

سلَّطت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية الضوء على أزمة مفاوضات سد النهضة، واصفةً إياه بـ"نعمة إثيوبيا ولعنة تلاحق مصر".

وقالت الصحيفة، في تقريرها المنشور على موقعها الإلكتروني: "في 2013، عندما كان السياسيون المصريون يناقشون أزمة سد النهضة افترضوا بطبيعة الحال أنَّ الاجتماع كان سريًّا، لكن أخبرهم الرئيس المعزول محمد مرسي حينها بضحكات ساخرة أنَّ التلفزيون المصري يذيع الاجتماع على الهواء مباشرة، فلم يكن سرًا أن مصر تريد إيقاف مشروع توليد الطاقة الكهرومائية في إفريقيا، فعندما تنهي إثيوبيا بناءه في 2017، سيكون طوله 170 مترًا ومساحته 1.8 كيلو متر، وسيحتوي خزانه على مياة أكبر من النيل الأزرق بأكمله، كما سينتج 6000 ميجاوات من الكهرباء وهو ضعف الناتج الإثيوبي الحالي والذي يترك ثلاثة أشخاص من كل أربعة في الظلام".

وأضافت: "السد نعمة لأثيوبيا ولعنة تطارد مصر، حيث يعتبر النيل شريان الحياة الذي يمتد عبر صحرائها الشاسعة لآلاف السنين، ويوفِّر المياه في جميع أنحاء البلاد".

وأشارت المجلة إلى أنَّ الرئيس عبد الفتاح السيسي تبنَّى لهجةً معتدلةً مع القضية، لافتةً إلى أنَّه حتى في حالة استجابة إثيوبيا لرغبات مصر فإنَّ النمو السكاني الكبير سيجعل احتياج القاهرة للماء أكثر من ذي قبل.

وأوضَّحت أنَّ سعة السد التخزينية الكبيرة يتطلب ملئها في وقت كثير كميات هائلة من المياه، ما سيؤثر على مصر فيقلِّل إمدادات المياه لها ويؤثر بالسلب على توليد الكهرباء من السد العالي.

وذكرت المجلة: "مصر تطالب بثلثي التدفق نهر النيل على أساس معاهدة 1959، ولكن ذلك أيضًا لا يكفي في تلبية النمو السكاني، ودعم المحاصيل، وإمدادات المياه السنوية انخفضت للفرد في مصر بنسبة أكبر من النصف منذ عام 1970، حيث تحذِّر الأمم المتحدة من أزمة تلوح في الأفق".

ونقلت المجلة عن خبراء "لم تسمهم"، قولهم إنَّ ملء الخزان قد يأخذ سبع سنوات، حيث ذكر الخبير "كيفن ويلر" من جامعة أكسفورد: "تحديد وقت معين ليمتلئ لا يعتبر أفضل طريقة لأنَّه يوجد بعض السنوات الجافة، وسنوات أخرى ممطرة للغاية"، موصيًّا بترك الخزان يمتلئ بقدر ثابت كل عام بالوتيرة التي تحددها الطبيعة.

وأشارت المجلة إلى أنَّ السودان سيستفيد من بعض الطاقة التي ينتجها سد النهضة، ويمنع فيضان النيل لديها، ما يجعلها تستهلك مياه أكثر، وتزيد صادراتها الزراعية. 

واختتمت المجلة تقريرها بالقول إنَّ أزمة سد النهضة تمثِّل أحدث اختبار لاستعدادات الدول لتبادل المياه، موضِّحةً أنَّهم سيتعرضون للمزيد من الصعوبات في الأعوام المقبلة حيث تعتزم إثيوبيا بناء سدود أخرى على النهر ذاته.