طمأن ولي ولي العهد السعودي، وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، العالم، بأن الأزمة لن تصل لحد اشتباك القوتين الخليجيتين في حرب شاملة، على خلفية الأزمة المشتعلة بينهما، وقال إن بلاده لن تسمح بوقوع حرب مع إيران. لن نسمح بأي شيء من هذا القبيل".
وأضاف في حوار مع مجلة «إيكومنست» البريطانية أن «مثل هذه الحرب ستكون كارثة في المنطقة وستمتد أثارها إلى باقي دول العالم وأن الرياض لن تسمح بهذا الأمر»، ونقلت المجلة عنه قوله: «الحرب مع إيران أمر لا نتوقعه إطلاقا».
وأضاف أن الرياض قلقة مما تراه ميلا من الولايات المتحدة للعب دور أقل في الشرق الأوسط، وقال: «على الولايات المتحدة أن تدرك أنها البلد رقم واحد في العالم وأن تتصرف على هذا الأساس».
وفيما يتعلق بالإعدامات الأخيرة في السعودية ، والتي شملت رجل الدين الشيعي نمر النمر، قال بن سلمان: «هذه أحكام صادرة من محكمة لاتهامات تتعلق بالإرهاب، وقد مرت عبر ثلاثة مستويات من الإجراءات القضائية، لقد كان لديهم الحق في توكيل محامين وكان محاموهم حاضرين في كل مراحل الإجراءات، كانت أبواب المحكمة مفتوحة لأي وسيلة إعلامية. وكل الإجراءات والنصوص القضائية نشرت للعلن. لم تأخذ المحكمة اطلاقًا بأي تمييز بين الأشخاص سواء كان سنيًا أو شيعيًا، فهي تراجع الجريمة والإجراء والمحاكمة والحكم، ثم تنفذ الحكم».
وردا على سؤال بأن إعدام النمر أشعل ردة فعل عنيفة في إيران، تسائل الوزير السعودي قائلا: «ما علاقة مواطن سعودي ارتكب جريمة في السعودية وأصدر بحقه قرار من محكمة سعودية، ما علاقة ذلك بإيران؟ مؤكدا أنها تسعى للهيمنة على المنطقة.
وأكد أن «بلاده تتعامل مع الحلفاء كقاعدة متساوية، نحن ودول مجلس التعاون الخليجي وتركيا ومصر والسودان وماليزيا وأندونيسيا وباكستان، ونحاول جميعا التصدي لهذه التحديات، لأنها تمثل تهديدا لنا جميعا، ويجب أن نواجهها كوننا فريقا، وأن نقوم بعمل إيجابي».
وقالت وكالة رويترز: «إنه سواء تعمدت السعودية أم لا صب الزيت على نار الخصومة الملتهبة التي أججت حروبا في المنطقة فإن حكامها الجدد لم يظهروا أي بادرة ندم»، وأضافت الوكالة نقلا عن محللين أن الرياض أظهرت قدرا من الارتياح لسياسة «حافة الهاوية» لم تعرفه المملكة قبل وفاة الملك الراحل عبدالله منذ عام وتولي شقيقه الملك سلمان مقاليد السلطة.
وقال محلل سياسي سعودي اشترط عدم ذكر اسمه: «لا أعتقد أن كان ليحدث هذا أيام الملك عبدالله. سواء الإعدامات أو قطع العلاقات»، وأضاف «أنا شخصيا كنت أتمنى أن يكتفوا بسحب السفير. كان هذا ليجعل الأمر أقل صعوبة لتغيير الموقف بعد ذلك».
وقال المصدر: «التقدير في الحكومة هو الرد على أي تجاوز إيراني، لذا فإن محاولة إيران التدخل في أي شأن داخلي تمثل لعنة كاملة»، وأضاف أن التهديدات الإيرانية ربما جعلت الرياض أكثر تصميما على المضي قدما في إعدام النمر.
لكن العديد من المحللين السعودين أكدوا أن الرياض لم تكن تسعى بإعدام النمر لمعركة جديدة مع إيران، وأشاروا إلى سلسلة من الخطوات اتخذتها الرياض خلال الأشهر الماضية باتجاه تحسين العلاقات بينها العمل على تعيين سفير جديد وافقت عليه إيران بعد أشهر من الخلاف وافتتحت سفارة جديدة في العراق الذي تقوده حكومة شيعية وجلس ممثلوها على مائدة واحدة مع إيران في محادثات سلام بشأن سوريا الشهر الماضي في نيويورك.
ورحبت باكستان بالتحالف السني الذي شكلته السعودية لمكافحة الارهاب في العالم الإسلامي ويضم 34 دولة، إلا أنها لم تقدم أي تأكيدات بانضمامها إلى عضويته، وطالب رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف خلال استقباله وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بحل الأزمة السعودية- الإيرانية سلميا، فيما تظاهر آلاف السنة في باكستان دعما للمملكة ضد إيران.
وفي غضون ذلك، قال الاتحاد السعودي لكرة القدم إنه لن يشارك في المباريات الدولية في إيران بسبب مخاوف أمنية، وأشار إلى اقتحام السفارة السعودية في طهران، وردت إيران بانتقاد قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي يأتي في أعقاب قطع السعودية لعلاقتها الدبلوماسية مع إيران، ودعا رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف خلال لقائه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إلى حل سلمي للأزمة الإيرانية لدعم وحدة المسلمين، منددا باقتحام السفارة السعودية في طهران.
وفي المقابل، اعتبر مستشار رئيس مجلس الشورى الإيراني للشؤون الدولية، حسين شيخ الإسلام، أن إعدام النمر «يأتي في سياق إشعال نار الحرب بين الشيعة والسنة وجعلها القضية الأساسية في العالم الإسلامي».