حياة الرؤساء والحكام مليئة بالجوانب المختلفة والمظلمة، التي لا يهتم بها إلا عدد قليل، فبخلاف الحياة السياسية والقرارات والثورات والاقتصاد، وغيرها من الأمور التي تملأ حياتهم، ثمة جوانب لم يحك جلدها أحد، منها الإنسانية والفنية وغيرها.

 

ولا يعلم العديد من الناس، تاريخ رؤساء مصر الحافل مع السينما، ومدى شغف الكثير منهم بها، فظهر بعضهم كـ"كومبارس" في أحد الأفلام، فيما تمنى آخر أن يحصل على فرصة تمثيل حتى ولو في دور "صامت"، ومنهم من لم يعر اهتمامًا بالسينما من الأساس.. ونلقي الضوء في هذا التقرير على الجانب الفني من حياة رؤساء مصر، والذي يعد حافلًا مع السينما المصرية.

جمال عبد الناصر 

تعد السينما في حياة عبد الناصر أمر شديد الأهمية، وكان يهتم بالفن بشكل عام، وهو أحد عشاق السيدة أم كلثوم، كوكب الشرق، كما أنه كان قريبًا جدًا للعندليب عبد الحليم حافظ، ودخل شخصيًا لحل بعض المشكلات الفنية. 

أما بشأن مشاركته، فلم يُحبذ "ناصر" المشاركة في الأعمال السينمائية، حتى في بداية حياته على عكس آخرين، لاسيما وأنه نشأ في العصر الملكي، وكان شغله الشاغل حينها هو تحرير البلاد من هذا العصر. 

شهد الجميع لـ"ناصر" انحيازه للفن، وإعطاءه الحرية الكاملة للإبداع، وعدم وقوفه في وجه الأعمال السينمائية، ولكن دون المشاركة. 

محمد أنور السادات 

"عاشق السينما"، كان "السادات" شغوفًا بشكل كبير بالسينما، وخاصة العالمية، حيث كان -بشهادة المقربون- بارعًا جدًا في موهبة التمثيل، وتمنى كثيرًا أن يشارك في أي أعمال سينمائية.

هو حالة فنية خاصة جدًا، وكان يجاهر بموهبته التي أسرته في مقالاته وكتاباته، حتى عندما احترف السياسة، وأصبح رئيسًا، وحينها طلب تزويد قصر الرئاسة بسينما، يشاهد من خلالها الأفلام الأجنبية في نفس توقيت عرضها في أمريكا وأوروبا. 

وكشف بطل الحرب والسلام في مقال له نشرته جريدة الجمهورية في نوفمبر 1955، أنه تقدم لإحدى شركات الإنتاج السينمائي عام 1935؛ ليشارك في تمثيل الفيلم الصامت "تيتا وونج"، ولكنها رفضته، ووقع اختيارها على شخص آخر.

وروى "السادات" أنه في يوم ما، قرأ إعلانًا تطلب فيه الفنانة "أمينة محمد" وجوهًا جديدة لفيلمها "تيتا وونج"، وعندما توجه إلى مقر الشركة في عمارة بشارع إبراهيم باشا، جاءت الفنانة أمينة محمد وشاهدت الـ20 شابًا المتقدمين، إلا أنها اختارت اثنين فقط، ورفضت الباقي.

محمد حسني مبارك 

أول من ظهر على شاشات السينما، في دور صغير بفيلم "وداع في الفجر"، الذي تم إنتاجه عام 1956، وكان من بطولة الفنان كمال الشناوي، ويحيى شاهين، وشادية، ومن إخراج حسن الإمام. 

وظهر "مبارك" في لقطتين فقط ضمن أحداث الفيلم، كـ"كومبارس"، ليحجب بعدها الفيلم عن شاشات الفضائيات لأكثر من 30 عامًا، منذ أن تولي الرئاسة، لكن أحد الصحفيين بجريدة "الأخبار" اكتشف عن طريق الصدفة صورًا له من الفيلم ونشرها عام 2011.

 

عبد الفتاح السيسي 

عند توليه رئاسة الجمهورية، بدأ مقطع صغير يتضمن ظهوره في مشهد من فيلم "الوفاء العظيم"، بطولة الفنان محمود ياسين، في الانتشار، وظهر به كضابط بالقوات المسلحة. 

إلا أنه بعد انتشار مقطع الفيديو، نفى الجميع أن يكون الشخص في هذا المقطع هو "السيسي"، مشيرين إلى أنه مجرد فنان صغير يشبهه، ويدعى "محمود البدري"، وشددوا على أن "السيسي" لم يشارك في أية أفلام سينمائية من قبل. 

 

ولكن بخلاف هذا الفيلم، فإن السيسي، أكد في مناسبات عديدة حرصه على الفن المصري بشكل عام، والسينما بشكل خاص، وأشار إلى أن الفن أحد القوى المطلوبة للنهوض بالدولة، اقتصاديًا وإنسانيًا. 

كان هذا الجانب إحدى الجوانب المستترة في حياة بعض الرؤساء، ولا يزال هناك العديد من الجوانب الأخرى التي لم تناقش، والتي سنسعى دائمًا لمناقشتها وعرضها.