المؤلف والموسيقي الألماني لودفيج فان بيتهوفن
فيلم "ناسخة بيتهوفن" من انتاج أمريكي الماني هنغاري سنة 2006، من إخراج أغنييسكا هولاند.
فريق العمل
من المعروف أن استوديو الأربعاء يقدم كل يوم أربعاء فيلم للكبار بمكتبة الكويت الوطنية الساعة الثامنة مساءا , و الدعوة عامة للجمهور , ويقوم علي العمل التطوعي كل من علاء البربري – سعيد المحاميد – مني بركات – ألاء الفزيع – أمير فرحات – شمسة العنزي – نرفين صفوت – عمر أبو الخير – أشرف الصاوي – طاهر – بندر .
قصة الفيلم
يحكي الفيلم أهم الأحداث التي ميزت الثلاث سنوات الأخيرة من عمر المؤلف والموسيقي الألماني لودفيج فان بيتهوفن , يظهر الفيلم معاناة الموسيقار الكبير مع الصمم والوحدة , و في نفس الوقت إصراره على إكمال مسيرته الموسيقية رغم كل الصعاب , في خضم تحضيراته للعرض الأول للسمفونية التاسعة ، و التي عرفت بعض التعثر، ستظهر في حياته شابة طالبة وشغوفة بالموسيقى لتعمل معه ك "ناسخة" - كاتبة للمقطوعات الموسيقية - ولتكون له العون وفسحة الأمل , لا تختلف الصورة التي يقدمها فيلم "ناسخة بيتهوفن "Copying Beethoven" عن الصورة التقليدية المعروفة لأعظم مؤلف موسيقي عبر العصور ، إنه فظ نصف مجنون متعجرف صريح حد الموت ، أحاله صممه الى ما يشبه الوحش ، يصفه إبن أخيه كارل بأنه لا يمكن ردعه عن شيء إنه أحد قوى الطبيعة ، ومن جانب آخر مناقض تماما لصورته الإنسانية .

ستتغير الموسيقى من الآن الى الأبد
يصوره فيلم المخرجة البولندية "أنيشيكا هولاند" بإعتباره أكبر مجدد في تاريخ الموسيقى ، عندما يعتلي المنصة ليقود الأوركسترا التي ستعزف سيمفونيته الأخيرة، "التاسعة - الكورالية" يهمس لنفسه "ستتغير الموسيقى من الآن الى الأبد" ، ويقول في مشهد آخر لصاحب الحانة التي يتردد عليها "إنها السيمفونية الوداعية لعملي الموسيقي إنني أبدأ فصلا جديدا من حياتي" ، أما حين تبدي له ناسخته "أنا هولتز" إمتعاضها من عمله الموسيقي الثوري الـ "غروس فيوغ- Gross Fugue" , والتي تعد من أعظم رباعياته الأخيرة وأصبحت مصدر إلهام لموسيقي المستقبل .

المرحلة الأخيرة من حياته
ويقول لها "إنها تتحدى إحساسك بالجمال" ، ثم يقول في مشهد لاحق "إنها جسري الى مستقبل الموسيقى إن استطعت عبوره ذات يوم ستتحررين هيا لننسخها كي نرى العالم فيها" ، ولكن هذه القطعة تفشل عند تقديمها للمرة الأولى في حفل خاص , ويقول له الأرشيدوق "أنت أكثر صمما مما توقعت" , فلا يتحمل بيتهوفن "الممثل الأمريكي إد هاريس" الصدمة ويسقط على الأرض لتبدأ المرحلة الأخيرة من حياته التي تنتهي بوفاته في 26مارس 1827 .
مرحلة الصمم
مرحلة الصمم المطبق والمرض والعزلة , حين تعود "أنا هولتز" الى فيينا وتستعيد مقاطع "الفيوغ" أثناء مرور العربة بين مناظر ريفية ووجوه فلاحين ورعاة وموسيقيين متجولين ، تقول لبيتهوفن المحتضر كأنها تواسيه "لقد سمعتها سمعت "الفيوغ" كما تسمعها أنت إنها ساحرة" ، ولكنها يرد عليها كأنه في عالم آخر "أنا أسمع العاصفة إنه آت ليأخذني. "

السيمفونية التاسعة - الكورالية
يصور فيلم "ناسخة بيتهوفن" وقائع الأيام القليلة التي سبقت تقديم السيمفونية التاسعة في عام 1824، تلك الأيام المشحونة الحافلة بالإشارات والحذوف والإضافات , بسبب إصابته بالسرطان ثم بسبب كراهيته الخفية لما يحدثه من تغييرات في السياق الموسيقي السائد والذي سيبعد الجمهور عنه ، يناشد أصدقاءه في معهد الموسيقى لكي يرسلوا له أفضل الطلاب , لمعاونته في مواجهة العواصف المتتالية ، ولكنهم بدلا عن ذلك يرسلون له فتاة جميلة في الثالثة والعشرين هي "أنا هولتز " الممثلة الألمانية ديان كروغر , وأثناء حديثه معها ، وبينما يسخر مما فعله بيتهوفن بإدخاله للأصوات البشرية للمرة الأولى في الحركة الأخيرة من السيمفونية , مؤكدا أنه فقد صوابه , يقول في مشهد آخر "كأن روحه أصابها الصمم لم يعد يصغي لأحد" .

إعادة صياغة اللحن
يقتحم بيتهوفن المكان في ثورة غضب ، يسأل ناشره ماذا تفعل؟ فيجيب: أنا أحتضر , ثم يطلب منه أن يصحح المسودة ويحضرها الى منزله ، فلا يجد شليمر مناصا من إستخدام "هولتز" التي تبدأ بالنسخ فورا , بينما تتردد من حولها أصوات السيمفونية ، وترافقها تلك الأصوات في طريقها الى منزل بيتهوفن ، تجد الباب مفتوحا بينما يستغرق الموسيقار في إعادة صياغة اللحن الذي وضعه لنشيد الفرح لـ"شيلر" والذي سيغنيه الكورال ، يجلس بيتهوفن الى البيانو وقد وضع حول رأسه ما يشبه الدرع المعدني لتركيز الصوت ، يرفض استخدام الفتاة في البداية , ولكنه حين يكتشف أنها صححت إحدى أخطائه في المسودة ، يسألها "لم فعلت ذلك؟" , فترد "أنت تعمدت ذلك الخطأ إنه فخ" , وحين تقول له أنها تحلم بأن تصبح مؤلفة موسيقية , يجيبها بفظاظة "المؤلفة الموسيقية كالكلب الذي يسير على قدميه الخلفيتين ، لا يحسن السير ولكن تدهشك رؤيته .
تذمر العازفين
وبعكس ذلك فنحن نكتشف طوال الفيلم الإيمان العميق لبيتهوفن ، وسمو الإنسان وأن عزلته هي إحدى أسرار إبداعه ، وفي مشهد آخر يقول لها "أنا شخص يصعب التعامل معه ولكن ما يواسيني إن الله خلقني هكذا" , وبرغم تصرفات بيتهوفن مع "هولتز" , و حين يحدثها عن سوناتته "ضوء القمر" أو ترديده لمقاطع معزوفتها , تستمر هي بالعمل بشكل حثيث طوال الأيام التالية لإكمال نسخ مدونة السيمفونية ، بينما يصر هو على قيادة الفرقة الموسيقية مع صممه وسط تذمر العازفين من أخطائه وعدم قدرته على ضبط الإيقاع .
معجزة تنقذه من ورطته
يصل الأمر الى طريق مسدود في ليلة تقديم السيمفونية التي يحضرها كل الموسيقيين في فيينا ، يجلس بيتهوفن حزينا بانتظار معجزة تنقذه من ورطته ، وفجأة يأتي الحل من "هولتز" ، تختبئ بين الموسيقيين لتقيس له الوقت وتحدد له المداخل بينما يعتلي هو المنصة ، وفي أجمل مشاهد الفيلم يجري ما يشبه أن يكون عملية انسجاميه بين الموسيقار وناسخته بينما تتردد من حولهما أنغام الموسيقى السماوية ، المحسوسة بالنسبة للجميع والمتخيلة بالنسبة لمبدعها الأصم ، وفي لقطات سريعة كبيرة جدا تتناوب بين الوجهين المنفعلين نلمح صورة جديدة للحب الإنساني ، إذ يبدو بيتهوفن الذي يقدم أعظم أعماله في هيئة العاشق ، بينما تبدو "هولتز" مثل معشوقة صامتة في حضرة أستاذها .
أصوات الطبيعة
في مشهد سابق كان بيتهوفن يتجول في غابة "كالتبرغ" وحيدا حاملا بوقا يصغي من خلاله الى أصوات الطبيعة ، كما يتأمل خلال لحظات طويلة من الألم والحزن أنغام سيمفونيته ، إن رأسه كما يقول مليء بالموسيقى ولن يستريح الا بتدوينها ، ولكن بينما يتمتع العالم كله بتلك الموسيقى يعجز هو عن سماعها .