التدين في مصر قديم ومتجذر.. من إخناتون وحتى الأن.. مصر شعبها وحكامها يمثل الدين لديهم مسألة خاصة وركنا أساسيا فى تكوينهم.. من العبادرة الوثنية مرورا باليهودية والمسيحية والإسلامية تشكل تاريخ مصر وحكامها الذين دأبوا على زيارة المساجد ومصادقة الشيوخ وبناء دور العبادة وتأدية مناسك الحج والعمرة..

الملك فاروق.. حامي حمى الإسلام

عرف عن الملك فاروق تردده على المساجد وصحبته لعدد من الشيوخ، وحاول البعض في بداية حكمه الترويج لفكرة أنه خليفة المسلمين، وفي تقرير لمجلة "الصباح" سنة 1938 عن السنة الحميدة التي درج عليها الملك لإعلاء شأن الدين، وُصف فاروق بأنه "حامي حمى الإسلام" و"الملك الصالح"، و"الناشئ في طاعة الله".

وكانت "السُنة الحميدة" في وجهة نظر المجلة تتعلق بتردده على بيوت الله، الأمر، الذي اعتبرته سببًا في إعادة سلطان رفعة الدين كما كان أيام الخلفاء الراشدين، موضحة أنه "أخذ يتردد على بيوت الله ويضرب الأمثال لشعبه في التمسك بقواعد الإسلام وما يأمر به الشرع الحنيف".

اعتاد الملك فاروق أداء الصلاة في مسجد السيدة زينب، وفي إحدى المرات أنهى صلاة الجمعة وصافح الخطيب ثم تحرك إلى الضريح فقرأ الفاتحة و"كانت الجماهير قد شخصت بأبصارها نحو جلالته وأخذت تهتف بحياة الملك الصالح حامي الإسلام فما كان من جلالته إلا أن قال: "يحسن ألا تهتفوا باسم أحد داخل المسجد لأن للمساجد حرمة"، ولكن الجماهير لم تتمالك عواطفها بل راحت أصواتها تشق عنان السماء، مرددة في صوت واحد الدعاء بأن يحمي الله حامي الإسلام".

محمد نجيب.. ورؤية هلال رمضان

اعتاد الرئيس محمد نجيب أن يتابع عن كثب رؤية هلال رمضان، ويحضر بنفسه مراسم الإعلان عن موعده، كما كان نجيب حريصاً على صلاة الجماعة بين عامة الناس فى أشهر مساجد القاهرة، ولم يكن يخشى الصلاة وسط الناس فى أى مسجد.

جمال عبد الناصر.. جمع القرآن وجعل التربية الدينية مادة إجبارية

الرئيس جمال عبدالناصر هو أول حاكم مسلم فى التاريخ يتم فى عهده جمع القرآن الكريم مسموعا «مرتلا ومجودا» فى ملايين الشرائط والأسطوانات بأصوات القراء المصريين.

فى عهد جمال عبدالناصر تمت زيادة عدد المساجد فى مصر من أحد عشر ألف مسجد قبل الثورة إلى واحد وعشرين ألف مسجد عام 1970، وتم جعل مادة التربية الدينية مادة إجبارية يتوقف عليها النجاح أو الرسوب كباقى المواد لأول مرة فى تاريخ مصر، بينما كانت اختيارية فى النظام الملكى. 

فى عهده تمت ترجمة القرآن الكريم إلى كل لغات العالم، وتم إنشاء إذاعة القرآن الكريم التى تذيع القرآن على مدار اليوم، كما تم تسجيل القرآن كاملا على أسطوانات وشرائط للمرة الأولى فى التاريخ، وتم توزيع القرآن مسجلا فى كل أنحاء العالم، وتم تنظيم مسابقات تحفيظ القرآن الكريم على مستوى الجمهورية، والعالم العربى، والعالم الإسلامى، وكان الرئيس عبدالناصر يوزع بنفسه الجوائز على حفظة القرآن، وتم وضع موسوعة جمال عبدالناصر للفقه الإسلامى، والتى ضمت كل علوم وفقه الدين الحنيف فى عشرات المجلدات، وتم توزيعها فى العالم كله.

السادات.. الرئيس المسلم

كان لدى الرئيس السادات -رحمه الله- عدد من العبارات التى دأب على تكرارها، خصوصاً خلال السنوات الأخيرة من فترة حكمه، من بينها عبارة: "أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة". 

كان السادات في رمضان يقضي معظم نهاره وليله في تلاوة القرآن من مصحفه المفضل، وكان يتلو بصوت رخيم جميل رصين.. وكان الرئيس يحب ــ لدرجة العشق ــ صوت الشيخ سيد النقشبندي المنشد الديني المعروف، وكان يستدعيه لينشد له في ميت أبوالكوم مساء في ليال رمضان، وكان السادات يتجاوب ويتمايل طرباً، من صوت النقشبندى، حتى إنه عندما عَلِمَ بوفاة النقشبندي اتصل بأسرته ليعزيها وتكفل بكل مصاريف الجنازة ومتطلبات أسرته.

وكان جليس السادات علي الدوام شيخه عبدالحميد عيسي الذي كان يحفظ القرآن على يديه، وعندما علم بوفاة شيخه كان فى اجتماع مع الرئيس جيسكار ديستان رئيس فرنسا في مباحثات سياسية بقصر عابدين، فاعتذر له وحضر إلي ميت أبوالكوم في طائرة هليكوبتر وبصحبته رئيس الوزراء والوزراء وصلي علي شيخه واشترك في الجنازة التي تكفل بكل مصاريفها وتوابعها.

وفي ليلة القدر كل عام كان يقيم مأدبة إفطار شاملة لإخوته وأخواته وأبنائهم.. وكان يستمع إلي مشكلاتهم وطلباتهم ويتسامر معهم ويحنو عليهم، وكان يؤدى الصلوات جميعها معهم، وكان يختلى ليقرأ القرآن، وتمتد جلستهم حتي الفجر.. وكان يبدو في هذه الليلة فى قمة سعادته وانشراحه بأهله..

والسادات يعرفه منذ  كان نائباً للرئيس، وبعد أن أصبح السادات رئيسا للجمهورية حضر إلي طنطا في زيارة للمدينة، وزار السيد البدوي ، وطلب من الشيخ الخطيب أن يدعو له، فأخبره الشيخ ـ أن الله سينصره علي المتآمرين عليه، ممن حوله، وسينصره أيضا علي أعدائه من الصهاينة، وسيعينه الله علي استرداد الأرض المحتلة.. وقام السادات، وطبع قبلة علي جبين الشيخ الخطيب، الذى تفاءل بدعوته له وكان مقبلاً على خوض الحرب ضد إسرائيل فى رمضان. وكان السادات قبل إقدامه علي أي قرار مصيري خطير، يزور سيدي السيد البدوي تبركا.. وقد فعل ذلك قبل ثورة التصحيح، وقبل العبور، وقبل زيارة القدس، وقبل مباحثات كامب ديفيد.

حسنى مبارك.. عمرة رمضان

رغم ما عرف عن الرئيس الأسبق حسني مبارك بأنه ليس متدينا ونظام حكمه علماني، إلا أنه أدى هو الآخر مناسك العمرة فى رمضان، وله صورة شهيرة وهو يرفع كلا يديه فى اتجاه الحجر الأسود ليتم مناسك الطواف حول الكعبة، لكن مبارك لم يكن يُشاهد فى صلاة التراويح وسط جماعة مثلما كان الحال مع من سبقوه. 

مرسي.. يحفظ القرآن وله خلفية دينية

محمد مرسي أحد قيادات جماعة الإخوان وأول رئيس لمصر بعد ثورة 25 يناير.. يحفظ وجميع أفراد أسرته القرآن الكريم كاملاً ويستند إلى خلفية إسلامية ودينية قوية ظل محافظاً على الخروج إلى المسجد في القاهرة الجديدة، حيث يوجد منزله، لأداء صلاة الفجر جماعة، وعندما فوجئ بأن الإجراءات الأمنية التي يتطلبها منصبه وحفاظاً على حياته من أي أخطار تفرض تأمين الشارع ومنطقة المسجد والمسجد نفسه يومياً وإغلاق الطريق أثناء مرور موكبه، رفض ذلك.
 
السيسي.. إحنا نعرف ربنا كويس أوي

يقوم الرئيس عبدالفتاح السيسي باستدعاء مكثف للدين في حواراته ولقاءاته بشكل لافت ومكرر، ولا يكاد يخلو حديث أو تعليق للرجل من استحضار وتكرار للآيات القرآنية والأحاديث النبوية، من أجل دعم موقفه السياسي، أو إبراز وجهة نظره في قضايا بعينها، كالمرأة والسياحة وغيرها.

السيسي هو رجل جيش معروف عنه تدينه وقربه من الله، واعتاد ترديد بعض العبارات الشهيره فى خطبه ولقائاته من بينها "إحنا نعرف ربنا كويس أوي".