نائماً على الفراش، في حالة من الإعياء الشديد، باكياً على ما وصل إليه من حال تسببت فيه الظروف، فعلى الرغم من نعمة الله عليه بالنسيان لإصابته بـ"الزهايمر"، إلا أنه لم ينسى ما تعرض له من حفلات للتعذيب دامت عاماً كاملاً، فلم ينسى ضربه بالحذاء أثناء نومه ولم ينسى ركله بالأقدام.

عبدالحميد علي رشوان، رجل في العقد السابع من عمره، قادته ظروفه أن يعيش في دار لرعاية المُسنين، باسم "دار الخير"، بعد أن وجده فاعلي خير ولم يجدوا معه أي أوراق تدل على هويته، بالإضافة إلى فقدانه للذاكرة، لينقلوه فيها.

تلك الدار التي على الرغم من أنها سميت بـ"الخير"، إلا أنها لم تفعل أي خير بمن آوتهم من مُسنين ومحتاجي الرعاية، بحسب ما كشف "عبدالحميد" فور أن هرب منه بعد عام كامل عاشهم في سجن تم تعذيبه فيه.

فبحسب ما نشرت صفحة "أطفال مفقوده" فيديو تحدث خلاله "عبدالحميد"، عن ما تعرض له أثناء العام الذي عاش فيه بـ"دار الخير"، قال إنه تعرض للتعذيب هناك، حيث كان مسؤولي الدار  يقومون بركله بقدمهم بالإضافة إلى ضربه بـ"الجزمة" على وجهه وأثناء نومه.

وأوضحت الصفحة أن "عبدالحميد"، هرب من الدار وأن فاعلي الخير قاموا بإلحاقه بدار آخر ، لافتة إلى أنه روى لهم عن تعرضه إلى الضرب والإهانة و الإهمال، مما أدى إلى اصابته  بـ"قرح فراش"  في أماكن مختلفة في جسده الضعيف، بالإضافة إلى معاناته من جفاف.

كما كشفت أنه أصيب بقطع غائر بالعضو الذكري نتيجة استخدام مشرفي الدار لواقي ذكري بدلا من حفاضات البالغين و كبار السن لقضاء حاجاتهم، مما أدى إلى حدوث تضخم و التهابات شديدة تستوجب العلاج، بالإضافة إلى ظهور جروح وكدمات في جسده من آثار التعذيب.

ويتمنى الرجل السبعيني أن يعيش حياة كريمة في مكان آدمي يحترم حقوق الإنسان، ومقابلة أبنائه ليعود لهم ويعيش بينهم.