من المصريين رجال تركوا أهلهم وارتضوا بالغربة بديلا عن الحياة المعيشية الصعبة هنا، منهم من قضى نحبه ذبحا وصلبا ودهسا، ومنهم من ينتظر تحت وطأة الذل والضرب والإهانة في بلاد العرب.

تعددت أشكال الاعتداء على المصريين الغرباء في بلاد شقيقة، وإن كان مصير المجني عليه معروفا، فإما القبر أو العودة بخفي حنين، أو الرضا بالذل من أجل لقمة العيش، فإن اللغز المحير، ما هو مصير أولئك الجناة، الذين اعتدوا، وهل نالوا من العقاب ما يكافئ جُرمهم، وفي سياق السطور التالية، بعض من حوادث الاعتداء والتنكيل بالمصريين في بلاد الخليج.

"النعوش الطائرة"
بداية من العراق، حيث قصة النعوش الشهيرة، والتي برزت بشكل كبير بين عامي 1988 و1989، فكانت جثث المصريين تصل من العراق بشكل مستمر وبأعداد كبيرة، بتقارير تشير إلى أن السبب طلق ناري خلال حرب الخليج الأولى، وبعد الحرب قالت التقارير إن الأسباب كسر في الجمجمة، والصعق بالكهرباء.

وفي نوفمبر 1989، عندما تأهل منتخب مصر لكأس العالم وتجمع المصريون بالعراق، هجم العراقيون عليهم مستخدمين أسلحة نارية، في حين استخدم مواطن عراقي سيارته لدهس العشرات منهم، وعلى أثر هذه الواقعة تم اعتقال المصريين وإرسال النعوش مرة أخرى إلى مصر، حتى أنها وصلت إلى ما يقرب لـ8 آلاف جثة، دون تحرك مصري واضح.
وإثر ذلك توالت أحداث الاعتداء على المصريين بالخارج، وتأجج الوضع بعد الحادث الأخير – دهس مصري بالكويت – والذي أشعل وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بكل أنواعها، مطالبة بحق المصريين.

وتعرض "الدستور" أبرز حوادث القتل التي تعرض لها المصريون في الخارج، وكان أبرزها خلال عام 2015:-

** مذبحة المصريين في ليبيا

بثّ تنظيم "داعش" الإرهابي فيديو لعملية ذبح 21 من المصريين الأقباط المختطفين في فبراير 2015، وأظهرت الصور معاملة مشينة من عناصر التنظيم للأسرى، حيث ساقوهم واحدا تلو الآخر، وأظهرت إحدى الصور تلون مياه البحر بلون الدم، في استعراض دموي من قبل التنظيم.

** ذبح مصري في سلطنة عمان

في شهر أغسطس من العام الجاري، قتل الشاب عمرو "32 عامًا" والذي يعمل منذ 10 سنوات بأحد المقاهي في عمان، على يد شاب عراقي الجنسية؛ حيث كان العراقي يدين لعمرو بمبلغ من المال، وطلب عمرو سداده، وبعدها قام العراقي برفقة شقيقه وصديقهما باصطحاب عمرو من المقهى الذي يعمل فيه إلى منطقة خالية بضاحية الرشيد، وجرى بينهما نقاش حاد ليقوم الجاني بنحر عمرو بسكين من الخلف داخل السيارة، خرج على أثرها عمرو مسرعًا، إلا أن القاتل لحقه وضربه بالسكين على قدميه من الخلف، ومع ذلك تمكن عمرو من السير قرابة الـ100 متر نحو أقرب صيدلية.
وعند دخوله تحدث مع الدكتورة المناوبة لمدة دقيقة قائلًا: "اتصلي بأخي محمد وقولي له إن القتلة هم فلان وفلان وفلان وأعادها ثلاث مرات وفارق الحياة بعدها"، لتقوم الدكتورة بالاتصال بالأجهزة الأمنية على الفور، وتبلغهم بالأسماء التي نطق بها عمرو قبل أن يفارق الحياة.

** من الغربة إلى التربة

شهدت المملكة العربية السعودية العديد من حالات الاعتداء على المصريين، ومنها الاعتداء على المواطن المصري "علي محمود حسن"، الذي هجر بلده وأهله بعد أن ضاقت به سبل الحياة، بحثا عن لقمة العيش، ليعول أفواهًا ، كادت أن تموت جوعا، ليتجه إلى العمل بالسعودية، بأحد محلات الخضار، ولكن الرياح أتت بما لا تشتهيه السفن، فقد أنهى اللصوص حياته من أجل نهب ماله الذي تغرّب من أجل إرساله لأسرته الفقيرة.

** دهس مصري بالكويت

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، لمواطن مصري في الكويت لقي مصرعه بعد دهسه بسيارة كويتي.
ويظهر فيه ركض مجموعة من الشباب أمام سيارة تحاول دهسهم، ونتج عن الواقعة مصرع الشاب المصري "أحمد عاطف فرغلي"، فيما أصيب 2 آخران.
واتضح أنه بسبب المشاجرة هو الاختلاف على سعر لعبة، حيث اختلف في سعرها مشترون من الجنسية الكويتية مع البائعين المصريين بالمحل، ما أدى إلى مشادة خرجت إلى خارج نطاق المحل مما أدى إلى الحادث.
وذكر مغردون على موقع "تويتر"، أن المواطن المصري لقي مصرعه على الفور في موقع الدهس، فيما نقل اثنان آخران إلى المستشفى.
ويذكر أن أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر تقدم بالاعتذار وواجب العزاء والمواساة للشعب المصري، فيما تم القبض على مرتكب الحادث لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

** قتل وطعن بالأردن

وفي الأردن قتل عامل مصري 27 عاما، كان على موعد مع رصاصة غادرة، من قبل لصوص أرادوا سرقته، بينما كان يقف حارسا لإحدى المزارع في منطقة غرناطة بمحافظة مأدبا بالأردن، ووقع الحادث صباح السبت 28 نوفمبر الماضي، ولا يزال التحقيق جاريا للوقوف على الأسباب والدوافع الحقيقية وراء جريمة القتل.
وقبل أسبوعين من نفس الشهر، في نفس الدولة قال المركز الإعلامي في مديرية الأمن العام بالأردن، أن العاملين في مديرية شرطة غرب البقاء تلقوا بتاريخ 7/11/2015 بلاغا بوجود جثة لشخص وافد من مصر في إحدى الآبار الارتوازية وتم التحرك للمكان برفقة الطبيب الشرعي والمدعي العام وتبين هناك أن الجثة تعود لوافد ثلاثيني قتل برصاصة في رأسه وتوفي على أثرها وشكل فريق تحقيق خاص لمتابعة التحقيقات والوقوف على كافة ملابسات الجريمة.

كما تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" مقطع فيديو قالوا إنه لشاب مصري تم قتله في الأردن، وأظهر الفيديو العامل المصري الذي طعن على يد خمسة أردنيين في عمان.
ويظهر بالفيديو المتداول على صفحات التواصل الاجتماعي شاب سقط أرضًا غارقا في دمائه، وزعم النشطاء بأنه مصري يدعى "يوسف" وأنه قُتل على يد 5 أردنيين.

** الاعتداء على عامل مصري بالأردن

حادث خاص باعتداء النائب الأردني زيد شوابكة وأخوه، على أحد المصريين "خالد السيد عثمان" – الذي عمل بأحد المطاعم.
وتداول النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو يظهر فيها إخوة النائب ومرافقوه وهم يضربون خالد بوحشية، ما أثار حالة من الجدل بين جميع الأوساط السياسية والحقوقية، وحتى المؤسسات العمالية التي تودع أبناء الدولة كرهائن للعمل بالخارج بحثًا عن الرزق، تحت وطأة الظروف.
ويذكر أن السبب في الواقعة نعت خالد بالكلب حينما طلب منه النائب إحضار الطعام سريعًا، وكان رد خالد عليه "لا يصح أن تقول لي هذا الكلام"، فضربه شوابكة بالحذاء وقام بسبه وتهديده بالترحيل، ما أدى لتدخل صاحب المطعم وحل الأمر.
ولكن لم يهدأ الأمر بالنسبة للنائب البرلماني وأخوه، حتى انتظرا لليوم التالي للمجيء للمطعم وضرب خالد بالشكل الذي ظهر في مقاطع الفيديو.
والغريب في الأمر أن النائب البرلماني أشار في الوسائل الإعلامية أن المصري هو من بدأ بالسب، وأنه حاول منع أخيه من ضربه وأن المعلومات المتداولة في كل الوسائل مغلوطة وليست هي الحقيقة الكاملة.
بينما أكد خالد-المعتدي عليه- أنه لن يضيع حقه وحق المصريين وأن قضيته مازالت قائمة حتى أخذ حقه لأنه يمثل كرامة مصر كلها، ولكن القصة انتهت  باعتذار رسمي، تم بمقتضاه إسقاط الدعوى المرفوعة ضد النائب وأشقائه وتسوية النزاع.

** الاعتداء على مصري بالسعودية
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي في شهر يناير الماضي، مقطع فيديو، يظهر اعتداء شرطي سعودي على أحد المواطنين المصريين، أمام "فندق الشهداء"، الذي يبعد عن الحرم المكي 150 مترًا، وكشف الفيديو عن تعرض المواطن لإصابات جسيمة في أنحاء متفرقة من جسده، جرّاء عملية الاعتداء التي وصفت بـ"الوحشية".