في خطوة وصفت بمثابة الانتصار على الحرب، أقام العراق مسابقة لاختيار ملكة جمال لأول مرة منذ 40 عاما، خلت من مظاهر معتادة بمثل تلك المناسبات، مثل تناول الكحول وارتداء المشاركات للبكيني.
ونقلت صحيفة “الجارديان” البريطانية عن مدير المسابقة سنان كامل، قوله: “ما نأمل في تحقيقه هو إسماع صوت العراق، إظهار أنه لا يزال على قيد الحياة، ولا يزال قلبه ينبض”.
وشهدت مسابقة هذا العام، التي أقيمت في فندق بغداد، فوز شيماء عبد الرحمن، البالغة من العمر 20 عاما من مدينة كركوك، بلقب ملكة جمال العراق، لتصبح أولى المتوجات به منذ عام 1972.
وجاء قرار لجنة التحكيم بالتشاور مع الجمهور، وخاصة من كانوا في الصفوف الخلفية، حيث وقف شبان على كراسيهم وهم يهتفون باسم شيماء.
وقالت شيماء بينما كانت تحاول إبعاد زحاما كثيفا من المعجبين: “أنا سعيدة جدا لرؤية العراق يمضي قدما. هذا الحدث كان كبيرا ويضع ابتسامة على وجوه العراقيين”.
وأضافت أنها سوف تستخدم شهرتها لتشجيع المبادرات التعليمية في العراق، وخاصة بين المشردين بسبب الحرب.
فيما قالت متسابقة أخرى إنها ستحاول إصلاح سد الموصل، أكبر سدود العراق الذي يحتاج إلى أعمال إصلاح عاجل، “لأنه يهدد العراق بأكمله”، على حد تعبيرها.
وقد تم تصميم المسابقة وفقا للمعايير الدولية، ما يعني أن العراق سيكون ممثلا في مسابقة ملكة جمال الكون.
وخلال هذا الحدث الذي استمر لمدة أسبوع، قامت المتسابقات النهائيات بسلسلة من الأنشطة الخيرية، بما في ذلك زيارة إلى مخيم للنازحين في بغداد.
وقد قالت سوزان عامر، البالغة من العمر 22 عاما، من مدينة السليمانية، خلال نشاط لغرس الأشجار بالقرب من أطلال مدينة بابل القديمة، إن المسابقة أكثر من مجرد مصدر ترفيه في العراق.
وتابعت “إنها المرة الأولى التي أفعل فيها شيء من هذا القبيل، تجربة أردت أن أكون جزءا منها. أعتقد أن العراق يحتاج مثل هذه الأحداث”.
وأدت الاضطرابات التي يشهدها العراق إلى تأجيل المسابقة، التي كان من المفترض أن تجرى في أكتوبر الماضي. وقد أشارت تقارير إلى انسحاب عدد من المشاركات بعد تلقيهن تهديدات بالقتل.