قال الإعلامي أحمد موسى، مقدم برنامج "على مسئوليتي" بقناة "صدى البلد"، إن خروج التقرير البريطاني الذي وجه إدانات لجماعة الإخوان بالتورط في أعمال عنف، في هذا التوقيت، نتيجة للحملة العالمية التي تشن على الارهاب خلال الايام السابقة.

وأضاف "موسى"، في تصريحات خاصة لموقع "صدى البلد": "مصر والامارات الشقيقة قدمتا العديد من الادلة والوثائق والفيديوهات لبريطانيا تثبت تورط جماعة الاخوان في اعمال العنف التي حدثت بعد ثورة 30 يونيو، وكان لهذه الأدلة تأثير كبير على تغيير الموقف البريطاني تجاه جماعة الاخوان، وخاصة بعد اعتراف قيادت الجماعة بتنفيذ عمليات اغتيال يالداخل والخارج، ويشيدون بالإرهابيين خلال تنفيذهم للعمليات الارهابية في جميع الدول".

واشار "موسى" إلى أن الإخوان يعتبرون بريطانيا وأمريكا والغرب "دول كافرة"، وحاولوا إخفاء عقيدتهم بعد الوصول الى سدة الحكم بعد 25 يناير، موضحا الى ان هدف الجماعة هو الخلافة الاسلامية وليس الاستيلاء على سلطة في دولة معينة، حيث ان لديها فروعا في 86 دولة تعتبر ذلك الفروع هي المنافذ الاساسية لنشر فكر الجماعة داخل هذه الدول والنواة الاساسية لاقامة الخلافة الاسلامية كما يتوهمون.

وطالب "موسى" وزراة الخارجية بضرورة الاستفادة من التقرير البريطاني، والمطالبة بتسليم جميع القيادات المحركة لعناصر الجماعة في بريطانيا، موضحا ان بريطانيا ستستجيب لذلك بشرط عدم تنفيذ حكم الاعدام في القيادات التي سيتم تسليمها.

وتابع "موسى" :"زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل شهر لبريطانيا، كان أحد محاور النقاش فيها هو جماعة الاخوان، حيث ان الرئيس أكد على ان داعش فرع من فروع جماعة الاخوان".

وتوقع "موسى" انعقاد مجلس العموم البريطاني خلال الايام المقبلة لاغتبار جماعة الاخوان المسلمين، جماعة ارهابية، مشيرا الى ان هناك اعضاء من الجماعة الارهابية داخل مجلس العموم البريطاني سيعيقون صدور هذا القرار، ولكن في النهاية حتما سيصدر قرار باعتبار الاخوان جماعة ارهابية".

وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، قد اكد أنه طرح اليوم أمام مجلس العموم ومجلس اللوردات الاستنتاجات الأساسية للمراجعة الداخلية التي طلبت اجراءها خلال فترة البرلمان الماضي لتحسين فهم الحكومة البريطانية لجماعة الإخوان المسلمين، وتحديد ما إذا كانت عقيدتهم الفكرية أو أنشطتهم، أو عقيدة أو نشاط أعضائهم أو المرتبطين بهم، تعرض المصالح البريطانية للخطر أو تضر بها أو يمكن أن تضر بها، ولكن تستند إليها سياستنا حيثما كان ذلك مناسبا.

وقال كاميرون: شملت هذه المراجعة إجراء بحث جوهري ومشاورات واسعة، بما في ذلك مع ممثلين عن الإخوان المسلمين في المملكة المتحدة وفي الخارج ودعوة مفتوحة لأطراف أخري مهتمة بتقديم مساهماتها خطيا.

وأضاف كاميرون أن الموضوع معقد: حيث تتألف حركة الإخوان المسلمين عن شبكة لها روابط في المملكة المتحدة، ومنظمات وطنية داخل وخارج العالم الإسلامي والحركة تتعمد الغموض وعادة ما يكون نشاطها سريا.

وقال إنه منذ أن أنهى المسئولان عن إعداد التقرير بحثهما الأولي في 2014 وخلال فترة دراسة الحكومة لاستنتاجاتها برزت مزاعم أخري حول أعمال عنف نفذها مؤيدون للإخوان المسلمين وسوف تواصل الحكومة التحقيق بها و تتخذ الإجراء المناسب بشأنها.

وأضاف كاميرون أنه مع استمرار تطور حركة الإخوان المسلمين لابد وأن يواكب ذلك تطور فهمنا لها، وقد كشفت الاستنتاجات عن الكثير من الجوانب التي لم نكن نعلم بها، لكن العمل مستمر لضمان مواكبتنا للتطورات.

أهم الاستنتاجات التي تراها الحكومة هي ما يلي:

النصوص التأسيسية لجماعة الإخوان المسلمين تدعو للتطهير الأخلاقي التدريجي للأفراد والمجتمعات الإسلامية، وتوحيدها سياسيا في نهاية المطاف تحت خلافة تطبيق الشريعة الإسلامية، وتصف الجماعة حتي الآن، المجتمعات الغربية والمسلمين المتحررين بأنهم منحلون وغير أخلاقيين ويمكن اعتبار ذلك أساسا كمشروع سياسي.

هناك علاقة غامضة جدا بين بعض أقسام جماعة الإخوان المسلمين والتطرف العنيف، وكان ذلك، من ناحية عقيدتهم الفكرية وكشبكة، منطلقا لبعض الأفراد والجماعات الذين انخرطوا بأعمال العنف والإرهاب صرح الإخوان بمعارضتهم لتنظيم القاعدة، لكنهم لم يشجبوا بشكل مقنع استغلال بعض المنظمات الإرهابية لكتابات سيد قطب، و هو أحد أبرز مفكري الإخوان المسلمين.   وهناك أفراد تربطهم روابط قوية بالإخوان المسلمين، في المملكة المتحدة أيدوا العمليات الانتحارية وغيرها من الاعتداءات التي نفذتها حركة حماس في إسرائيل، وهي حركة جناحها العسكري محظور في المملكة المتحدة منذ 2001 باعتباره منظمة إرهابية وتعتبر نفسها الفرع الفلسطيني للإخوان المسلمين.   وعلاوة على ذلك على الرغم من إدانة جماعة الإخوان المسلمين المصرية بشكل علني للعنف في 2012/2013 وما بعد، وقعت اشتباكات عنيفة بين بعض مؤيديهم وقوات الأمن ومجموعات أخري.   كما تشير التقارير الإعلامية ودراسات اكاديمية ذات مصداقية إلى مشاركة أقلية من مؤيدي الإخوان المسلمين في مصر، إلى جانب إسلاميين آخرين، في أعمال عنف، وعادة بعض كبار قيادات الإخوان المسلمين التأكيد بشكل علني على التزام الجماعة بعدم العنف، لكن هناك آخرين فشلوا في نبذ الدعوة للانتقام في بعض البيانات الصادرة مؤخرا عن الإخوان المسلمين.