قالت مصادر دبلوماسية مصرية، إن القاهرة لا تزال تفضل سياسة النفس الطويل في التعامل مع إثيوبيا، بشأن ملف سد النهضة، رغم الخلافات القائمة والتي أدت إلى تأجيل عدد من اجتماعات وزراء الريّ.

 

وقالت المصادر لصحيفة العرب اللندنية، إن مصر تواصل جهودها على مستويات دبلوماسية وشعبية، وتعتبرها الطريق الوحيد للتعامل مع أديس أبابا، ونفت أي تفكير مصري في خيارات خشنة مع إثيوبيا، وهو ما يدحض التكهنات التي راجت مؤخرا بهذا الخصوص.

 

ودلّلت المصادر على أن العلاقات لا تزال في خندقها الإيجابي، باللقاء الذي عقده في القاهرة أمس الاثنين، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مع ممثلتي وفد الدبلوماسية الشعبية الإثيوبي، بهدف تقريب وجهات النظر حول القضايا الثنائية.

 

وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، بأن السيسي رحب ببدء تفعيل عمل مكتب تنسيق العلاقات المصرية الإثيوبية وقرب اكتمال تشكيل هيئته من الجانبين، باعتباره آلية للتواصل المباشر على المستوى الشعبي.

 

وعبّر الرئيس عن تطلعه لتعزيز الجانب البرلماني في العلاقات المشتركة، في ضوء قرب انعقاد مجلس النواب المصري الجديد.

 

وأشار إلى حرص مصر على التوصل إلى توافق مع الجانب الإثيوبي حول جميع القضايا، مع الأخذ في الاعتبار أهمية الاستماع إلى شواغل كل طرف والتعامل الإيجابي معها، والعمل على تعظيم الاستفادة المشتركة ممّا يقدماه من فرص استثمارية واعدة.

 

وفي الوقت الذي تحرص فيه جميع الدوائر الرسمية في مصر على تجنّب التصعيد مع إثيوبيا، خرجت بعض الأصوات من قبل قوى سياسية مختلفة، تطالب الحكومة المصرية بضرورة التعامل بصرامة مع إثيوبيا، التي تريد أن تنتهي من بناء سد النهضة وفرضه كأمر واقع وإحراج الحكومة المصرية.

 

وذكر يوسف أن ممثلتي وفد الدبلوماسية الشعبية الإثيوبي (هيروت ولد ماريام نائبة رئيس جامعة أديس أبابا، ومولو سولومون الرئيسة السابقة لغرفة تجارة أديس أبابا) عبرتا عن سعادتهما بزيارة مصر، وأن تُشكل تلك الزيارة انطلاقة جديدة للتواصل الشعبي والمجتمعي بين البلدين.

 

وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس المصري أكد حرص بلاده على تعزيز التواصل والتفاعل مع إثيوبيا على جميع المستويات.