مازالت مفاجآت سد النهضة الإثيوبى تتوالي، وكل يوم تتكشف خطورة هذا السد ليس على مصر فقط وإنما على السودان، بل يشكك بعض الخبراء في أهميته لإثيوبيا نفسها.
الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية، بجامعة القاهرة، وعضو لجنة حوض النيل، قال: إن إثيوبيا أسندت نقل الكهرباء وتسويق سد النهضة، لشركتين الأولى إسرائيلية، وتقوم بالتسويق خارجيا، والثانية صينية، للتسويق داخليا، وذلك بتكلفة 2.5 مليار دولار، يتم تقسيمها مناصفة بين الشركتين.
وقال نور الدين لـ «البوابة»، إن لجنة من الخبراء الدوليين عاينت سد النهضة، وأكدت أن معامل أساس السد منخفض للغاية، وإن عالما إثيوبيا أمريكيا، عضو باللجنة، قال إن السد لن يصمد أمام أي فيضان، وإنه إذا وصل الفيضان من 90 إلى 100 مليار متر مكعب، فسيغرق السد.
وأشار إلى أن السودان وإثيوبيا، عقدتا مؤخرا اتفاقيتين للدفاع المشترك إحداهما عن الحدود، والأخرى، عن سد النهضة، وكلتاهما ضد مصر، وأن هذه الاتفاقيات هي رسالة موجهة إلى مصر، باعتبارها اتفاقيات عسكرية.
وأضاف أنه عندما تنتهى إثيوبيا من سد النهضة سترى أنه سد خاسر لأنه لن يولد من الطاقة الكهربائية سوى 2000 ميجا وات من الكهرباء، وليس 6000 كما أعلنت، ولكنهم يريدون بيع المياه لمصر للتحكم بها.
من جانبه، أكد كمال على محمد على، وزير الرى السودانى السابق، أن هناك مخاطر كثيرة ستواجه مستقبل السودان القريب من بناء السد الإثيوبى بحجمه الحالي، مشيرا إلى أن فيضان النيل الأزرق لهذا العام، جاء منخفضًا، مما يشكل تحذيرًا ودليلا علميا وعمليا على المخاطر الجسيمة التي سيسببها قيام سد النهضة على السودان، ناصحا خبراء وزارة الكهرباء والموارد المائية، بأن يعترفوا بالمخاطر الجسيمة.
وأوضح الوزير السوداني، أن هناك 4 مخاطر لسد النهضة على دول الجوارالإثيوبي، خاصة مصر والسودان، وأن الحقائق حول السد، اتضحت بعد أن رفعت اللجنة الثلاثية المدعومة بخبراء دوليين، تقريرها في مايو 2013، مشيرة إلى مخاطر أربعة، تتمثل في عدم سلامة السد، وعدم اكتمال الدراسات الأساسية، ومخاطر الملء الأول، وتداعيات نظم التشغيل، وتدنى كفاءة إنتاج الكهرباء إلى أقل من 33 %.
وأضاف على، أن خبراء وزارة الموارد المائية، اعترفوا بأن هناك مخاطر للسد، ولذلك اتفقوا على اختيار بيتى خبرة فرنسى وهولندي، لعمل دراسات لتقليل السلبيات والأضرار، معتبرا أن انخفاض فيضان النيل الأزرق لهذا العام، فضح كل الذين يزعمون ويدعون أن سد النهضة فيه فوائد للسودان.
فيما اعترف الدكتور علاء ياسين، مستشار وزير الموارد المائية والري، والمتحدث الرسمى لملف سد النهضة، بأن سد النهضة له آثار سلبية جسيمة على مصر، نتيجة لسعة الخزان التي تصل إلى 74 مليار متر مكعب، مما يترتب عليه نقص حصة مصر المائية، مشيرا إلى أن الجانب المصرى من المفاوضات قام خلال جميع الاجتماعات السابقة، بالتأكيد على أنه لا تهاون في تقليل سعة خزان السد لـ 14 مليار متر مكعب.
وعن تحيز السودان للجانب الإثيوبى في مفاوضات سد النهضة، قال مستشار الوزير، إن الجانب السودانى يسعى لمصالح بلاده، مشيرا إلى أن سد النهضة يحقق للسودان فوائد عظيمة الأثر، وأهمها تدفق المياه في النيل الأزرق على مدى العام، بدلا من 4 شهور فقط، مما يمكنهم من زراعة محصولين في السنة بدلا من محصول واحد، علاوة على الطاقة المولدة من السدود السودانية على النيل الأزرق نتيجة لانتظام المياه.