«قالوا إنهم بعثوا إلينا صفوة مقاتليهم، انظر إلى هذا، داعش هذا سيكون مصيركم»، يرفع سيفه ليقطع به قطعة من قدم جثة استلقت أمامه ببرود أعصاب وهدوء قاتل، متابعًا: «سنقطعكم كالشاورما»، كان المشهد دمويًا وربما مخيفًا للبعض، لكنه لم يكن له وقع عليه أبدًا، أو هكذا بدا، فكيف يتأثر هذا الرجل مفتول العضلات، عملاق البنية، أصلع الرأس، من أطلقت عليه الميلشيات الشيعية في العراق لقب «رامبو العراقي»، الذي لا يتوانى عن فعل أي شيء، مهما بدا عنيفًا وساديًا ودمويًا، لكسب معركته، فقلبه لا يعرف الخوف أو الرحمة، إنه أيوب الرُبيع، أو من يحمل اسمًا يعكس تمامًا ما يحمله لأعداءه.. «أبوعزرائيل».
«أبوعزرائيل»، أشهر مقاتلي الميليشيات الشيعية المحاربة لتنظيم داعش الإرهابي في العراق، والذي أصبح نجمًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وله أكثر من 40 صفحة للمعجبين على «فيس بوك»، كان في السابق مقاتلًا في صفوف «جيش المهدي» بقيادة مقتدى الصدر، في مواجهة القوات الأمريكية في العراق، قبل أن يصبح عضوًا فعالًا بل ومخيفًا في لواء الإمام على، الكتيبة الشيعية التي تحارب تنظيم داعش في العراق، له 5 أبناء ويبلغ من العمر الـ40، كما ذكر موقع IBTimes.
أقاويل كثيرة قيلت عنه وحكايات روت عن بطولاته، هو الذي قتل 1500 داعشي وحيدًا، حسب عنوان التقرير الذي أعده موقع Unilad عن «الوحش»، عدو داعش. وقد أذاعت قناة الجزيرة فيديو يظهر إعدامه لمقاتل داعشي، بحرقه حيًا ثم تعليق جثمانه في عمود للكهرباء، ببيجي في شمال العراق، قبل أن يمثل بجثته ويقطعه كـ«الشاورما» حسب وصفه.
ولفتت صحيفة «دايلي ميل» البريطانية أن الفيديو لاقى استهجانًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي واصفين ما فعله «أبوعزرائيل» بجريمة الحرب غير المبررة، معتبرين أنه «هبط لمستوى داعش»، فيما اعتبر أخرون ما فعله بأنه انتقام مشروع لما فعله تنظيم داعش مع الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، حين حرقوه حيًا.
«رامبو» العراقي، كما أطلقوا عليه بين الفصائل الشيعية، أصبح نجمًا تلفزيونيًا، بعد ظهوره عدة مرات على قنوات مختلفة، فيما كان أحد الفيديوهات المصورة معه لموقع Vocativ، وجه فيه، صاحب الـ40 عامًا، رسالة لداعش قائلًا: «أين تفرون؟».
ولا يخشى «أبوعزرائيل» الموت، كما قال لـVocativ، ردًا على سؤاله إذا ما كانت شهرته تعرضه للخطر إذا تقدم للصفوف الأمامية في القتال نظرًا لأن داعش تطلب رأسه، ليقول المقاتل العراقي: «لا أكترث، أنا شعاري (أهلًا بالموت إذا جاء القدر)»، مؤكدًا أن رصد داعش لمكافئة مالية لمن يأتي برأسه يزيده «عزيمة وإصرار بأن أدافع عن الشعب العراقي المظلوم».
وعلى الجانب الآخر، جانب الشهرة والنجومية، فلـ«أبوعزرائيل» عبارة شهيرة، اعتاد ترديدها في كل فيديوهاته، كما يفعل ربما المصارعين في حلبات المحترفين، هي «إلا طحين»، وتعني أنهم لن يتركوا داعش إلا وهم «مطحونين كالدقيق».
نجومية قائد لواء الإمام على جعلت صورته تطبع أيضًا على «تي شيرتات» كما يرسم الأطفال عبارته الشهيرة «إلا طحين» على رؤوسهم بالحلاقة، كما صورها البعض تحت الماء، وتضمن كارتون للأطفال شخصيته، وألهمت كلماته أغنية بطريقة الفيديوكليب.
وعلى ميدان القتال، لم يبد «أبوعزرائيل» أي تحفظ على مشاركة مقاتلين من ديانات أو مذاهب مختلفة معه جنبًا إلى جنب لمواجهة داعش، «أنا أتشرف بيهم، بالعكس، وكافة الطوائف العراقية إن كانوا سنة أو شيعة أو مسيحيون أو إيزيديين».