ظروف خرجت عن إرادتهم، وحولت مسار حياتهم بعيداً عن أرض الوطن، انتقلوا للعمل بالخارج، أو دفعتهم الظروف للهجرة، ولم يكتب لهم القدر استكمال ما تبقى على أرض بلادهم، ولكن الظروف لم تنجح فى فصلهم عما تعيشه بلادهم من تحديات، ثورات، وصراعات سياسية، ومراحل اختيار فاصلة، على الرغم من بعد المسافات ظلت قلوبهم مرتبطة بما تركوه خلفهم من أحداث، فقط منحتهم الغربة لقباً جديداً هو "المصريون بالخارج" ولكنهم ظلوا مصريين، يحملون الجنسية نفسها مهما اختلفت أماكنهم، وهو اللقب الذى أثبتوا أحقيتهم له عن جدارة فى مجموعة من "مواقف الجدعنة" التى لم يتنازلوا فيها عن دورهم فى دعم الوطن، بداية من مشاركتهم بالثورة داعمين عن بعد، وحتى مشاركاتهم التى طالما أنقذت الموقف عند فتح أبواب التصويت للمصريين خارج البلاد، وهو ما يبرهن عليه الاتحاد العام للمصريين فى الخارج بما يضمه من أكثر من 178 جالية فى العواصم والدول الأوروبية وأمريكا وآسيا وأفريقيا، فى عدة مواقف راسخة دعموا فيها مصر وكأنما كانوا لها عوناً خارجياً حاضراً بقوة.

الثورة بداية الدعم من سفراء مصر فى العالم


فبداية من ثورة 25 يناير بدأت الجاليات فى الخارج تنضم إلى ميدان التحرير وتؤكد على مطالبه من خلال تنظيم بعض الوقفات السلمية وكانت أبرزها فى إيطاليا وفرنسا، وحتى ثورة 30 يونيو عاد المصريون بالخارج أيضا إلى لتأيد ثورتهم ولعبوا دور هام فى تغيير نظرة العالم لها بعد إدعاء الفصيل الإخوانى بأنها مجرد انقلاب، وكانت أبرز الوقفات المؤيدة للثورة فى الولايات المتحدة الأمريكية، وشكلت ضغط على البيت الأبيض الذى اعترف بها ثورة شعبية على أثر هذه الوقفات المنظمة.

تحريك المظاهرات فى مصر ..


لم يكن التضامن مع الثورات وحده دليلا على مشاركة المصريين بالخارج للواقع المصرى، إنما أيضا كانوا عاملا رئيسيا لتسيير حركة المظاهر الديمقراطية فى مصر، فشارك المصريون فى الخارج فى صياغة الدستور المصرى الجديد، وخرج أبناء الجاليات للتصويت وبالفعل كان لنسبة تصويتهم صدى، ثم توالت فيما بعد مشاركتهم فى الانتخابات الرئاسية، وخرج قطاع عريض فى مظاهرات تأييد الرئيس عبد الفتاح السيسى كرئيس للجمهورية، وها نحن الآن بصدد مشاركة فعليه للإدلاء بأصواتهم فى انتخابات مجلس النواب 2015، والذى جاء حق الترشح للمقاعد الفردية والتصويت لها كأهم مكتسبات الثورة . 

المشاركة فى الاستفتاءات المصرية..


منذ استفتاء مارس 2011 ومروراً بكل ما مرت به مصر من استفتاءات، أو انتخابات اعتمدت على الاختيار الحر النزيه، كانت لأصواتهم قيمة لا يمكن إغفالها، تحكمت فى صناديق كاملة، وأعطت لمرشح الغالبية دون آخر، ولطالما انتظر الشعب المصرى دورهم فى المشاركة فى التصويت لحسم الكفة بصورة عادلة.

دعم الجنيه المصرى بالعملة الصعبة ..


وبالنسبة للجانب الاقتصادى فشارك أبناء مصر بالخارج فى النهوض به وإخراج مصر من الكبوات، حيث أدى ضخ المليارات من العملة الصعبة فى البنوك المصرية، إلى ارتفاع حجم التحويلات النقدية من 9 مليارات جنيه عام 2010 إلى 14.5مليار جنيه فى 2011، ثم إلى 19,5 مليار جنيه فى عام 2012 ثم إلى 22 مليار دولار فى 2013 وهكذا حتى عام 2015، مما جعل مصر تحتل المرتبة السادسة فى حجم التحويلات النقدية لأبنائها العاملين بالخارج، فضلا عن مشاركتهم الفعليه فى التبرع بصندوق " تحيا مصر" تلبية لمناشدة الرئيس " عبد الفتاح السيسي" لهم أكثر من مرة للمساهمة بالصندوق. 

واجهة مصر فى عيون العالم ..


كما كانت الجاليات المصرية بالخارج واجهة مشرفة فى استقبال الزيارات الرسمية مثلما حدث من جالية إسبانيا وقت زيارة الرئيس " السيسي" لها، وما حدث فى مباراة السوبر المصرى المقامة فى الإمارات بين " الأهلى والزمالك"، ودور الجالية المصرية هناك من تسيير الأمور التنظيمة، والظهور بمظهر حضارى.