على بعد آلاف الأميال من ألمانيا لا تزال السيارة العسكرية للجنرال الألمانى الشهير ايرفين روميل ترابط فى مكان تحت الأرض فى تونس، حيث خاض القائد العسكرى أحد أعظم معاركه. 

وتعد السيارة إحدى النفائس التاريخية التى ظلت تحتفظ بها تونس منذ أن كانت أحد مسارح الحرب العالمية الثانية، ولكنها ظهرت على السطح مجددا مع مصادرتها ضمن سيارات أخرى عالية القيمة من أفراد عائلة الرئيس السابق زين العابدين بن على بعد الإطاحة بحكمه فى2011.

وتبدو السيارة المكشوفة وقد اجتاحها الصدأ متهالكة بفعل الزمن والأحداث وغياب الصيانة، لكنها تمثل بالنسبة للمهوسين بالقادة العسكريين التاريخيين فى العالم كنزًا لا يقدر بثمن.

وتعمل لجنة المصادرة فى تونس الآن على تنظيم مزاد دولى يتوقع الانتهاء من ترتيبه نهاية العام الجارى لعرض أضخم السيارات الفارهة والنادرة أمام مقتنيين أجانب وذلك لصعوبة ترويجها فى السوق المحلية.

وتأمل الحكومة التونسية بيع 25 سيارة عالية القيمة لدعم خزينة الدولة لكن ليس واضحا حتى الآن ما إذا كانت اللجنة ستدفع بسيارة رومل فى المزاد الدولى لقيمتها الرمزية والتاريخية.

وقال لسعد حميد عضو لجنة المصادرة المكلف بعملية البيع لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) "قمنا بعملية تقصى كبيرة حول سيارة رومل قبل التأكد منها منذ أن تمت مصادرتها قبل أربع سنوات".

وأضاف حميد أن "السيارة صنعت من قبل شركة بورش وقادها رومل فى معارك الجيش الألمانى ضد قوات الحلفاء جنوب تونس. نشطت شخصيات تونسية فى الكواليس وقدموا السيارة هدية لصهر الرئيس السابق صخر الماطرى باعتبارها رمزا للعظمة".

وكان الماطرى الذى فر بعد الثورة فى 2011 إلى قطر ومنها إلى جزر سيشل مالكا لعدة شركات من بينها شركة "النقل" المتخصصة فى تسويق السيارات الفارهة مثل بورش وفولكسفاجن وأودى الألمانية.

والجنرال رومل (1944-1891) الملقب بثعلب الصحراء حقق انتصارات كبرى فى جبهة شمال أفريقيا ضد قوات الحلفاء، مستعينا بتكتيكات عسكرية مفاجئة آنذاك، وخاض آخر معاركه فى جنوب تونس عام 1943 قبل أن يعود إلى ألمانيا للمشاركة فى صد هجوم الحلفاء عبر انزال نورماندى.

وقال حميد "يحتفظ متحف فى منطقة دار شريط بمدينة توزر بالجنوب بصورة رومل وهو يدفع السيارة. كثيرون لم يحسنوا تقدير القيمة التاريخية للسيارة".

وبينما انتهى الحال بألمانيا النازية إلى الزوال وبالقائد العسكرى إلى الانتحار عام 1944 فإن مصير سيارة رومل يواجه الآن بحسب لجنة التصرف فى الأملاك المصادرة أحد خيارين إما عرضها فى المزاد الدولى، أو الإبقاء عليها فى المعرض العسكرى بمدينة مارث التى شهدت أشهر معارك الحرب العالمية الثانية بشمال أفريقيا.