فى مساحة لا تتعدى المتر فى متر يقف بمنوال نسيج فى السوق القديم فى مدينة شرم الشيخ، يعرض منتجاته التى ينسجها، والتى تلقى إعجاب الزبون الأجنبى والعربى قبل المصرى، هو محمود محمد إبراهيم البغدادى، وشهرته الحاج البغدادى، الذى يعمل فى حرفة صناعة غزل النسيج منذ 30 عاما. «حرفة صناعة غزل النسيج اليدوى أصبح العاملون بها قليلين وزبونها اختفى»، هكذا قال الحاج البغدادى، الذى يعمل فى صناعة غزل النسيج اليدوى بمدينة شرم، لافتا إلى أنه عمل فى هذه المهنة 30 سنة منها 11 سنة فى مدينة شرم الشيخ، و4 سنوات بمدينة الغردقة ومرسى علم.
وأشار «البغدادى» إلى أن بلدته التى نشأ بها بكفرالشيخ قرية «فوة» كان يعمل جميع الأهالى فيها فى حرفة غزل النسيج اليدوى ولم يتبق من العاملين بها الآن إلا القليل، نظرا للحالة الاقتصادية التى يمر بها البلد.
قرية «فوة» لم تكن تشتهر بحرفة صناعة النسيج فقط بل كانت تصدر أعمالها إلى المناطق السياحية مثل الغردقة وشرم الشيخ، والتى تجد هناك إقبالا كبيرا من السياح، خاصة أصحاب المناطق الشمالية ذات الطقس البارد، الذين كانوا يأتون إلى مصر ويسألون عن السجاد والبطانية الصوف المصرية، حسبما أكد «البغدادى»، مشيرا إلى أنه قرر العمل بهذه المناطق لمكسبها الذى كان مضمونا عندما كانت مصر بها سياحة.
وأكد «البغدادى» أنه حاليا لا يعمل فى حرفة صناعة النسيج إلا قليلا، لعدم وجود زبون لها إلا فى فرش المساجد.
وعن تكلفة الخامات قال: «تكلفة الخامات غالية جدا، فضلا عن كم المجهود الذى تأخذه، وعلى سبيل المثال البرواز الصغير من النسيج يحتاج 3 أيام للانتهاء منه، ويكلف خاماته 5 جنيهات ويباع للزبون الأجنبى بـ5 دولارات، ودلوقت بقى يكلف 40 جنيها وعشان تبيعه بـ50 جنيها متعرفش، وياخذ أكثر من 3 أيام للانتهاء منه»، مشيرا إلى أن البراويز المنسوجة بأشكال الفراعنة والمعالم السياحية المصرية الأكثر بيعا للسياح كتذكار من مصر، والروسيين الأكثر شراء لهذه المنتجات، مؤكدا أن «الأجانب دائما يطلبون الرسومات الفرعونية فى المنسوجات، خاصة توت عنخ أمون».