فى إحراج جديد للولايات المتحدة، نشر موقع ويكيليكس، عددا من الوثائق المسربة من البريد الإلكترونى الخاص بمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الـCIA، جون برينان، بعد تعرضه للقرصنة من قبل مراهقين قالوا إنهم يدعمون القضية الفلسطينية.

التسريبات الأخيرة التى طالت مدير أكبر وكالة تجسس حكومية فى العالم، وعلى الرغم من أنها تخلو من الإثارة، إلا أنها تزيد إحراج الإدارة الأمريكية التى تعرضت لأكبر عدد من عمليات القرصنة الإلكترونية وتسريبات مثيرة خلال السنوات الخمس الماضية، بدءا من زلزال ويكيليكس عام 2010 الذى طال وزارة الخارجية الأمريكية ثم تسريبات وثائق وكالة الأمن القومى من قبل الموظف إدوارد سنودن.

وقبل يومين أعلنت مجموعة من القراصنة ادعت تأييدها لفلسطين ورفضها للسياسة الأمريكية الداعمة لإسرائيل، تمكنها من الحصول على عدد من المعلومات الشخصية بعد اختراقها لحساب "برينان" يوم 12 أكتوبر الجارى وقراءته لأعداد كبيرة من رسائل البريد الإلكترونى.

خبير نفسى
وجاءت الوثائق، التى نشرها موقع التسريبات الشهير، الذى أسسه ويليام أسانج، خالية من الإثارة على نقيض غيرها من آلاف الوثائق التابعة للخارجية الأمريكية التى نشرها الموقع فى السنوات الماضية. فبينما كشفت أحدهم عن تلقى برينان مشورة من خبير نفسى لكن لم تذكر تفاصيل العلاج.

كما لم تضم الوثائق معلومات جديدة عن أساليب تعذيب المشتبه بتورطهم فى الإرهاب، التى كانت موضع جدل واستجواب داخل الكونجرس على مدى السنوات الماضية، على الرغم من أن القراصنة زعموا بأن الوثائق تحتوى معلومات متفجرة تشير إلى معلومات جديدة عن تورط وكالة الاستخبارات فى التعذيب فى أعقاب 11 سبتمبر 2001.
أساليب التحقيق
وتحدثت إحدى الوثائق الصادرة بتاريخ 7 مايو 2008، عن ذلك الجدل الذى أثير حول أساليب التحقيق التى استخدمتها الـCIA. وتشير إلى اقتراح يتطلب من وكالات الاستخبارات، استخدام الأساليب التسعة التى يقرهم "الدليل الميدانى" فى التحقيقات، وهو ما يلقى انتقادات أيضا لما ينطوى عليه من أساليب قاسية.

وعلى الرغم من الجدل المثار حول وحدة التحقيق الخاصة بالمعتقلين الخطرين، فإنها كانت واحدة من أكثر مصادر المعلومات الاستخباراتية أهمية فى حماية أمريكا وإحباط المؤامرات الإرهابية، ذلك بحسب مدير الـCIA السابق، مايكل هاين.

وأضافت الوثائق أن الكونجرس بحاجة لإيجاد حل يمنع التكتيكات القاسية خلال التحقيقات، بطريقة لا تمنع مسئولى الاستخبارات من استخدام الوسائل القانونية الأخرى للحصول على المعلومات المهمة لإبقاء الولايات المتحدة آمنة.

وتضم وثائق أخرى معلومات شخصية عن برينان وزوجته تتعلق برقم جواز السفر ورقم الأمن الاجتماعى. وفى إحدى الخانات الخاصة بالسؤال عما إذا كان مدير وكالة الاستخبارات قد حصل على استشارة تتعلق بالصحة النفسية، فإنه يجيب "نعم"، لكن لا تتضمن الوثيقة تفاصيل عن العلاج الذى تلقاه.
وتكشف إحدى الوثائق معلومات عن خلاف حول عقد بين الحكومة الأمريكية وشركة تحليل استخباراتى ترأسها برينان قبل عدة سنوات، قبل أن يتولى مهام منصبه كنائب مستشار الأمن القومى فى إدارة الرئيس باراك أوباما الأولى عام 2009.

وتأتى هذه الحادثة بعد أكثر من ستة أشهر من اندلاع الجدل حول استخدام "هيلارى كلينتون" لخادم الكمبيوتر الخاص للتعامل مع رسائل البريد الإلكترونى حيث تواجه المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية 2016 انتقادات حادة من قبل الجمهوريين لاستخدامها خادما شخصيا وعنوان بريد إلكترونى خاصا عندما كانت وزيرة للخارجية، بدلا من حساب رسمى مضمون.

وفى محاولة استباقية لدرء الانتقادات، قالت وكالة الاستخبارات المركزية، إنه ليس هناك أى إشارة إلى أن الوثائق التى نشرت حتى الآن سرية". ودانت الوكالة قرصنة حساب عائلة برينان قائلة إنها تشكل "جريمة" وتمت "بنوايا شريرة".