قبل 1325 عام من الآن كانت مصر تشهد رحيل الفرعون المعظم توت عنخ آمون، ورغم الصدمة عكف فريق كامل من الفنانين المبدعين على صناعة جنازة تليق بالفرعون الراحل، وقرروا نحت قناع غير مسبوق للمومياء، يمكنه أن يصبح مثالا فنيا عابرا للعصور والأعمار، وبكل دقة بدأوا اختيار الألوان التى ستنسجم مع اللون الذهبى المبهر للقناع، وعلى مر السنوات تمكن القناع من البقاء حتى عصرنا الحالى الذى طال فيه الدمار كل شىء.

الكارثة لم تتوقف عند كسر ذقن الملك "توت" ولكنها امتدت بسبب لحام الذقن بصمغ من نوعية "إيبوكسى" غير الملائمة، والآن يقوم فريق مصرى ألمانى بمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولنا أن نتخيل ماذا لو عاد الفرعون المصرى الآن للحياة، وما القرارات التى سيتخذها فى حق من فعلوا ذلك بقناعه بعد مرور تلك السنوات.

1- محاكمة عادلة وإعدام المسئولين عن المهزلة القرار الأول بالتأكيد سيكون فتح تحقيق عاجل وشامل للمسئولين عن تلك المهزلة، ومحاكمتهم محاكمة عادلة وإعدامهم دون تردد ولو للحظة واحدة، على تدميرهم أثرا يجله العالم وتمكن من الصمود منذ عام 1325 قبل الميلاد.

2- تحويل المتحف المصرى إلى مزار عالمى القرار الثانى سيكون تحويل المتحف المصرى الذى شهد تلك الكارثة إلى مزار عالمى، ووضعه فى المكانة التى يستحقها كأهم متحف فى العالم أجمع، ليصبح مصدر دخل وفخرا حقيقيا لمصر.

3- عودة الاعتبار للآثار الفرعونية الفرعون الذى رحل صغيرا سيبدأ على الفور بإعادة الاعتبار إلى آثار آبائه وأجداده وأبنائه، والذين ضاعت هيبتهم وسط زحام الحياة ووسط العشوائية التى تسيطر على كل شىء فى مصر الآن.

4- عودة الآثار المصرية المنهوبة فرعون مصر القديمة سيعمل فورا على إعادة آثار مصر المنهوبة فى الخارج، واستعادة تاريخنا الذى تجنى منه متاحف العالم ملايين الجنيهات دون وجه حق.