منذ سنوات طويلة تتناثر حكايات داخل الوسط الفنى عن فيلا أبوعوف القديمة التى تقع فى شارع سريلانكا بالزمالك، حيث أشارت هذه الحكايات بأنها مسكونة بالعفاريت، وأن هذه العفاريت هى الأمر الذى دفع عزت أبو عوف لبيعها، فأصبح مبناها الآن الملحق الاقتصادى لدولة فرنسا.. ولذلك ذهبنا للمنطقة وقررنا البحث عن أصل هذه الحكايات.. وهناك التقينا مع سليمان ناجى أو " السايس العجوز" كما يلقبه أهالى المنطقة، فالرجل تعدي السبعين عاما، ويعمل منذ سنوات طويلة بالمكان ويعرف حكايته جيداً، يقول: تبدأ الحكاية في عام 1887 عندما كان اسم (شيكوريل) معروفاً..
 
اللصوص قتلوا " شيكوريل " بـ11 طعنة .. فظهرت بعدها خيالات وأصوات في الليل تخرج من الجدران
سعاد حسنى كانت ترفض دخول الفيلا بسبب " العفاريت " ..  ومها أبو عوف قالت ليسرا : ماتخافيش ده شبح ساكن معانا من زمان
كتب – خالد جلال عباس:  
 فقد كانت عائلة شيكوريل تمتلك أكبر المحلات التجارية فى وسط البلد، وكان رأس مال هذه المحلات 500 ألف جنيه، وهو ما يساوي حالياً 100 مليون جنيه مثلاً،  وكان يعمل بها آنذاك أكثر من 600 عامل، وكانت هذه المحلات تحقق أرباحاً مزدهرة للغاية، ولكن بحلول عام 1927 كان يدير العمل 3 أخوة أكبرهم هو "سلامون شيكوريل"، الذى كان يمتلك هذه الفيلا التى تقع بشارع سريلانكا بالزمالك، وفى أحد الأيام اقتحم لصوصٌ فيلته وقاموا بتخدير زوجته وسرقوا الذهب والمجوهرات الموجودة بالفيلا، وقتلوا سلامون شيكوريل بـ11 طعنة، ولم يجرؤ أحد بعد وفاة شيكوريل على الاقتراب من تلك الفيلا والسكن بها أو المرور بجوارها، إلى أن جاءت أسرة الفنان الكبير عزت أبو عوف عام 1957 واشترت الفيلا وسكنت بها، ولم تكن تعلم قصة شيكوريل وما حدث له.. ولكن بعد سكنهم داخل الفيلا بدأت تحدث أشياء غريبة كان كل سكان المنطقة يعرفونها، بدأ الأمر بخيالات سريعة تمر من أمام أعينهم .. وأصوات حركة في أثناء الليل داخل الفيلا وهم نائمون، وأصوات تخرج من الجدران، وكانت تلك الأشياء تظهر أمام الضيوف أيضا, فأصاب الهلع الأسرة وخاصة والدة عزت أبوعوف، حيث إنها كانت تخاف على أطفالها.. فقد كان عزت أبوعوف هو أكبرهم وكان عمره وقتها 8 سنوات.. بينما أخواته البنات الأربع كن صغاراً، والشكوك بدأت تساور والد عزت أبوعوف، فبدأ يتقصَّى جيدا عن القصر، حتى عرف حقيقة وفاة شيكوريل، ولكنه صمم على البقاء به برغم من الخوف  المسيطر على الجميع، وبعد وفاة والد أبوعوف ظلوا مقيمين فى الفيلا أكثر من 50 عاما، وكان يعمل بالقصر 3 من الخدم كانوا يطبخون ويحرسون الفيلا، وبصراحة سمعة القصر كانت سيئة، ولم يرغب أحد فى العمل فيه، وبعد تخرج أبوعوف في كلية الطب ثم اتجاهه للغناء والتمثيل، أصبحت الفيلا أكثر الأماكن جذبا للفنانين، نتيجة العلاقات الجيدة التى تربط أسرة أبوعوف بالعديد من أبناء الوسط الفنى، ونظرا لمساحة الفيلا الكبيرة وتعدد غرفها، فإن الكثير من الفنانين كانوا يمكثون كضيوف لدى عائلة أبوعوف، إلا أن التجارب المرعبة التى مر بها ضيوف هذه الفيلا من الفنانين، جعلت أى شخص يفكر ألف مرة قبل أن يحل ضيفا على منزل هذه العائلة الفنية الكبيرة.
وأضاف: إن الفنانة سعاد حسنى كانت تسكن فى شقة فى أحد العمارات القريبة من فيلا أبوعوف، وعلى الرغم من ذلك كانت تتردد فى زيارته، وتطلب منه فى المقابل أن يقوم هو بزيارتها.
...
وبعيداً عن حكايات " السايس العجوز " .. تؤكد الفنانة يسرا هذه الأقاويل عندما سردت قصتها مع هذه الفيلا العجيبة فى لقاء تليفزيوني قديم وقالت : كنت معزومة فى فيلا صديقتى مها أبوعوف، وبعد أن تناولنا العشاء، امتدت بنا السهرة فأصرت مها على أن أكمل الليلة معها، وبالفعل قررت المبيت، وغيرت ملابسى ودخلنا معا إلى غرفة النوم، ووقتها مكثنا نتحدث حتى شعرنا بالرغبة فى النوم، وكانت الساعة قد تجاوزت الثالثة فجرا، أطفأنا الأنوار وبدأنا فى النوم، وفجأة بدأت أسمع صوت خطوات خارج الحجرة، أشبه ما تكون بخطوات جندى فى عرض عسكرى، أرهفت السمع، فتأكدت أن الصوت يقترب من حجرتنا، انتابنى إحساس رهيب بالخوف، لأنى كنت أعلم أنه لا أحد فى الفيلا سوانا، مددت يدى إلى سرير مها وأيقظتها، فاستيقظت مها بهدوء شديد، وظل هذا الهدوء يلازمها وأنا أحاورها وأنفاسى تتلاحق، ثم أجابتنى: "ماتخافيش ده شبح ساكن الفيلا من زمان، وتعودنا عليه".
وأكملت يسرا حديثها قائلة: "قفزت وصرخت فى صديقتى أعاتبها على الهدوء الذى تتحدث به، دون أن تقدر الرعب الذى يملؤنى، وفوجئت بها تؤكد لى ماقالته، وأنهم اعتادوا وجود هذا الشبح الذى يتحرك فى الفيلا كلما خلد أصحابها إلى النوم، وبينما مها تتأهب لتروى لى التفاصيل لم أتمالك نفسى وقفزت من النافذة، حافية القدمين مسرعة إلى شقتى".
أما الفنان الكبير عزت أبوعوف فأكد القصة ببساطة.. ويقول : نعم الفيلا كانت مسكونة، ولكن تعايشنا مع الأمر منذ سنوات طويلة، كنا صغارا، وكنا نشعر بالخوف والهلع ونلتزم حجراتنا، عندما نسمع كل ليلة صوت شخص يتجول ليلا، ولم يكن هناك بديل عن هذه الفيلا آنذاك، ولكنى- مع مرور الوقت- قمت ببيعها بالفعل، وأصبحت الآن الملحق الاقتصادى لفرنسا، وأظن أن التجديدات التى أحدثت على الفيلا أبعدت هذا الشبح عن الفيلا .