مصير مجهول.. ومستقبل غامض، ينتظران الأرجنتينى هيكتور كوبر المدير الفنى للمنتخب الوطنى الأول فى منصبه، لاسيما بعد الأحداث والأزمات التى لاحقت معسكر الفراعنة الأخير فى دولة الإمارات، وتحديدا فضيحة إلغاء مباراة السنغال الودية التى كان من المقرر إقامتها يوم الخميس الماضى على ملعب الشيخ محمد بن زايد بنادى الجزيرة الإماراتى.. والفضيحة لا تكمن فى الغاء المباراة قبل موعدها بـ24 ساعة فحسب، وانما فى الحيثيات والملابسات والكواليس التى صاحبت هذه الكارثة.. باختصار شديد.. معسكر الفراعنة الأخير بالإمارات كشف جميع عورات اتحاد الكرة والجهاز المعاون للخواجة الأرجنتينى للدرجة التى أخرجت الرجل عن شعوره، حيث لم يصدق الخواجة أن الدكتور علاء عبد العزيز المدير الإدارى للمنتخب الوطنى الأول، لم يستطع التفريق بين منتخب السنغال الأول الذى يضم المحترفين ونجوم الصف الأول، ومنتخب السنغال للمحليين الذى أرسل الاتحاد السنغالى لكرة القدم والشركة المنظمة للمباراة موافقة رسمية بشأن مواجهته للمنتخب الأول المصرى، وهو ما "لب" الموضوع وأساس الكارثة.. فلو أدرك المدير الإدارى للمنتخب أن السنغال أرسلت موافقة على مواجهة مصر بمنتخب المحليين وليس المنتخب الأول لتغير الأمر إلى النقيض تماما وتمكنت الجبلاية من رفض العرض قبل السفر إلى الإمارات وطلبت إما اللعب أمام أسود التيرانجا بكامل لاعبيه أو الاعتذار والبحث عن عرض أخر خاصة وأنه كانت هناك عروضا أخرى على مائدة الجبلاية على رأسها الكاميرون وتوجو والرأس الأخضر.. الأمر لم يتوقف عند هذا الحد أيضا فى الإمارات، وانما استمر مسلسل مهازل اتحاد الكرة والجهاز الإدارى للمنتخب وكذلك الشركة المنظمة للمباراة، حيث تسبب خطأ ساذج من الجهاز الإدارى فى أزمة للاعب عبد الله السعيد، فور وصول البعثة إلى مطار دبى بسبب عدم انهاء اجراءات التأشيرة الخاصة باللاعب لدخول الأراضى الإماراتية ما أدى إلى احتجازه 7 ساعات وهدد باللاعب بالعودة إلى القاهرة لولا تدخل السفير المصرى هناك لاحتواء الموقف..ونفس الأمر بالنسبة للاعب محمد صلاح نجم روما الإيطالى الذى لم تُرسل له الجبلاية "الفيزا" الخاصة بالسفر إلى الإمارات من الأساس.. ليتحمل اللاعب تكلفة السفر وقيمتها 3 آلاف دولار من جيبه الخاص ويلحق بالبعثة متأخرا، هذا بجانب صورة اللاعب امام ناديه الايطالى التى تأثرت بهذه الواقعة من تجاهل منتخهب بلاده له.. أما المصيبة الأكبر والأفدح، فهى احتجاز المنتخب الوطنى فى فندق الإقامة فى أبو ظبى وعدم السماح له بالسفر إلى دبى لمواجهة زامبيا بعد الغاء ودية السنغال، بسبب تقاعس الشركة المنظمة عن سداد مستحقات الفندق.. الأمر الذى أجبر الجهاز الفنى للموافقة على إقامة المباراة فى أبو ظبى والتى كانت على وشك الإلغاء أيضا بسبب عجز الشركة المنظمة عن سداد إيجار الملعب لنادى الجزيرة لتنتهى المعضلة قبل المباراة بـ24 ساعة.. كل هذه المصائب والأزمات هى جزء مما عانته بعثة المنتخب الوطنى فى معسكر الإمارات.. الذى تحول إلى كابوس لـ"كوبر" الذى طلب عقد اجتماع طارئ بمسئولى اتحاد الكرة للقضاء على حالة العشوائية والفوضى التى تضرب المنتخب أو الرحيل.. أما مجلس إدارة اتحاد الكرة الذى تجاوزت خطاياه وسقطاته المدى فإنه لا بديل عن محاسبته لأنه المتهم الأول فى هذه الفضيحة حيث لم يجب مسئولوه على السؤال الأهم والغامض فى كل هذا الملف:" لماذا فضلتم عرض الشركة الهولندية على باقى العروض رغم سوابقها المشينة معكم فى وديتىّ غينيا الاستوائية وغانا.. ومن المستفيد من التعامل مع هذه الشركة؟!.