فى منطقة رأس غارب، شمال البحر الأحمر، يقف «الفنار» الذى شيده المعمارى «إيفل»، شامخاً منذ إنشائه عام 1871 عقب افتتاح قناة السويس أمام حركة الملاحة العالمية، يؤدى الدور الذى أقيم من أجله فى إرشاد السفن لخطوط السير البحرية الصحيحة داخل خليج السويس والبحر الأحمر، ورغم أهميته التاريخية، إلا أن هذا الفنار معرض للخطر الأمر الذى دفع عددا من أبناء رأس غارب إلى إطلاق حملة «فنارنا فى خطر».
الحملة طالبت وزارة الآثار بسرعة إنقاذ فنار رأس غارب التاريخى الشهير بـ«إيفل رأس غارب»، نسبة إلى المهندس الذى بناه، والذى يعد أهم المعالم التاريخية بالمدينة والذى أصبح مهددا بالانهيار فى أى لحظة، بعد تعدد وقوع زلازال بمنطقة خليج السويس، حيث تعرض الفنار الحديدى لعوامل التعرية والصدأ الذى أكل أجزاء كبيرة منه، فيما اكتفت هيئة الآثار بإرسال لجنة فنيه لتسجيل ومعاينة الفنار كأثر تاريخى دون تقديم أى حماية أو تطوير أو ترميم للفنار على مدى السنوات الماضية، حيث زارت اللجنة خلال الأيام الماضية الفنار وسجلت مناطق الخطورة به.
وقال المهندس عمرو حمادى، من أبناء رأس غارب، إن «الفنار ظل يعمل بكفاءة ليلا ونهارا، حتى تم إنشاء فنار جديد من جانب مصلحة الموانئ، وتُظهِر المعاينة الخاصة بالفنار أنه مقام على 3 محاور معدنية على قاعدة متسعة تمثل غرفة المراقبة بالفنار. هذه الأعمدة مقامة على (سوست) من الحديد المقوى بارتفاع 15 طابقا، وبداخله سلم حلزونى معدنى، للصعود لقمة الفنار، وتصدر من قمة الفنار أشعة متقطعة عبارة عن 4 ومضات.ثم ظلام لمدة 30 ثانية، ويستطيع البحارة، خلال إبحارهم، رؤية الفنار على مسافة 30 ميلا بحريا»، بالإضافة إلى أجهزة استقبال وإرسال، لإرشاد السفن، واستقبال إشارات الاستغاثة، وأسفل الفنار توجد المكاتب الإدارية الخاصة بالعاملين.
وأوضح المؤرخ محمد رفيع أن لكل فنار شعاعاً يميزه عن الفنار الآخر، حيث كانت السفن قديما بمجرد رؤية الشعاع الصادر يعرف قائدها أنه بالقرب من مدينة رأس غارب، وقد حافظ الفنار رأس غارب على سلامة وحماية المنشآت البترولية القريبة منه، فى حرب 1967، حيث لم تتمكن الطائرات الإسرائيلية من ضربها، نظرا لقربها الشديد من الفنار، الذى تحظر الاتفاقيات والمعاهدات الدولية تدميره أو ضربه. وحذر «رفيع» من انهيار الفنار، لعدم وجود أى صيانة له، وإهماله وتعرضه لسوء الأحوال الجوية والتعرية والصدأ، وأنه يحتاج إلى ترميم وتجديد بشكل عاجل، باعتباره أثراً تاريخياً.
اللواء محمد حلمى، رئيس مدينة رأس غارب، قال إنه «تمت مخاطبة هيئة الآثار للإسراع بترميم وصيانة الفنار وإقامة حديقة متحفية له وإعداده للزيارة».