أمام الإشارة التى يتبدل لونها للأحمر، ينطلق عالم كامل ملىء بالتفاصيل والشخصيات الذين يسيطرون على الحياة فيه، فإشارة المرور المصرية ليست مجرد أداة لتنظيم حركة السيارات فى الشارع، وإنما حياة كاملة لها قواعدها ونظامها.

 1- بياع الفل.. أبو قلب زى الفل

بمجرد أن تلمح الإشارة الحمراء، وقبل أن تنزل عينيك إلى عجلة القيادة، ستجد يدا امتدت من نافذة السيارة وعلقت عقد الفل فوق المرآة، بياع الفل فى دنيا إشارات المحروسة دائما ما يكون قلبه أبيض بلون بضاعته، سيقبل بأى مبلغ تقدمه له، ولو لم يكن معك فكه ربما يترك لك العقود كهدية، ورم انتشار المعطرات الصناعية يظل لعقد الفل ورائحته الطبيعية فى السيارة بهجتهم الخاصة وذكرياتهم معنا الباقية منذ سنوات طويلة.

 2- تنظيف السيارة فى دقيقتين

فى مصر وفقط يمكنك تنظيف سيارتك خلال مدة وقوفك فى الإشارة، وأن تطلب ينطلق شاب بفوطة بسيطة راميا بجسده فوق السيارة ليبدأ عملية التنظيف، وعلى الرغم من أن جودة تلك العملية ليست مضمونة دائما، ولكن المهم أنه سيقبل فى النهاية أى مبلغ ستقدمه له مهما كان ضئيلا بكل صدر رحب.

 3- وجبات سريعة.. احنا أصل التيك أواى

إشارات المحروسة ما هى إلا جزء من رحلة طويلة يقضيها المصريون داخل سيارتهم، فالمشوار الذى يستغرق ربع ساعة فى زحام أم الدنيا قد يمتد لساعتين، ولذلك لزم تواجد باعة الوجبات السريعة والتى غالبا ما تكون بقسماط وجبن فى الإشارات، ليقدموا تصبيرة للمسجونين داخل السيارات بالساعات.

 4- التسول.. له مكان فى العالم

حتى التسول له موقعه المهم فى إشارات المرور، وربما تعد إشارات المرور هى المنطقة الأهم بالنسبة لعالم المتسولين، وهى الموقع الأبرز لتواجدهم وانتشارهم واستعطاف قادة السيارات للحصول على مبالغ مالية.

 5- سوق.. مناديل تلاقى.. لبان شغال

يكتمل الأمر بسوق صغير فى عالم إشارات المرور، وتجد فيه باعة المناديل، والتى توضع على التابلوه دون طلب وقبل تجميع الأموال، وبعض لأشياء التى تصلح للتسلية وإضاعة وقت الزحام مثل اللبان أو الحلوى البسيطة.

 6- محل هدايا.. دباديب.. خرفان "حسب الموسم"

فى المواسم تتحول الإشارات إلى محلات هدايا سريعة، بها الدباديب لو فى عيد الحب، أو الورود، وحتى الخرفان الفرو فى عيد الأضحى، فحسب الموسم تتغير البضاعة، وعادة ما تتكون من أشياء بسيطة ورخيصة، وتصلح كهدايا للأطفال.

 7- جرائد وثقافة

فى عالم إشارات المرور المصرية يوجد موقع للثقافة، وتلعب الدور الرئيسى فيه الجرائد اليومية، التى يستغل باعتها وقفة الإشارة ليصمم بعضهم أماكن رسمية لهم بجوارها، أو يبيعونها بشكل متجول بين عربات السيارات.