لاتزال المئات من عائلات الحجاج المفقودين في مكة تترقب الجديد حول مصيرهم بعد ستة أيام على حادثة منى التي راح ضحيتها 769 شخصًا ونحو ألف جريح، بالإضافة إلى مئات المفقودين، الذين لم تتمكن السلطات السعودية من تحديد هوياتهم بعد، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وكل يوم يمر يزيد من معانات أسر الحجاج، لاسيما مع شح المعلومات التي تقدمها السلطات السعودية، وتضارب الأنباء على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، وطريقة تواصل سلطات بلدهم بهم.
تواصل التحقيق.

وزارة الحج السعودية، رفضت الحديث عن الأسباب التي أفرزت هذا الكم الكبير من المفقودين، في الوقت الحالي، وفضلت انتظار نتائج التحقيق.

وترفض السعودية، فتح باب التعاون مع دول أخرى لمساعدتها على إنهاء الأزمة، حيث إن موضوع إدارة الحج "له حساسيته الخاصة" بالنسبة للسعودية، وترفض الرياض أي تعاون في هذا الجانب مع دول أخرى.
وباستثناء الأرقام المرتبطة بعدد القتلى والجرحى، ليست هناك أي حصيلة رسمية حول عدد المفقودين، في الوقت الذي تحدثت فيه بعض وسائل الإعلام عن أكثر من ألف من المصابين أو الضحايا في المستشفيات لم تحدد هويتهم بعد.
الارتباك والشح في المعلومة
ويعد المغرب أحد هذه الدول التي يبقى بدون معلومات عن العشرات من حجاجه، وتواجه أسرهم الكثير من الصعوبات لمعرفة مصيرها.
حول هذا الوضع، اعتبر حكيم بلمداحي، مدير يومية "الأحداث المغربية"، أن "حجم الكارثة مؤلم جدا وعدد الضحايا كبير جدا. وبالنظر إلى تعدد الجنسيات فإن الارتباك (من الجانب السعودي) وارد، لأن المسألة ليست سهلة على مستوى اللوجستيك والتواصل وغيره".
وأضاف أن "السلطات السعودية تقول بأنها وفرت الشروط اللازمة لمواجهة فاجعة منى وسخرت إمكانيات كبيرة لذلك، غير أن الذي حصل يصعب التعامل معه بالدقة والسرعة المطلوبين، وهذا يظهر من خلال الارتباك الحاصل في معرفة عدد الضحايا المغاربة وتوفير المعلومات الضرورية حولهم".
ويفسر الارتباك في توفير المعلومة لأسر الحجاج المفقودين على الخصوص "بعدم إشراك السلطات السعودية لنظيرتها المغربية، ورئاسة الوفد الرسمي المغربي في البحث والتقصي حول الضحايا المغاربة".
أسر المفقودين وألم الانتظار
تعيش الكثير من الأسر المغربية، التي اعتبر حجاجها في عداد المفقودين، على أعصابها لتضارب الأنباء، وعجز السلطات عن تقديم المعلومات الكافية لها بهذا الخصوص.
ويظهر فيديو، نشر على فيس بوك، مستوى الألم الذي يقطع قلوب أسر المفقودين، حيث ناشدت شابة فيه باكية، الملك محمد السادس لمساعدتها على معرفة مصير والدتها فيما يرقد والدها في حالة غيبوبة بأحد المستشفيات بالديار السعودية. واشتكت هذه الشابة، التي لها شقيق واحد يصغرها سنا، شح المعلومات وتضارب الأنباء وغياب وجود محاور يمكن أن يقدم لهم المساعدة.
وقال بلمداحي بهذا الخصوص إن "مجموعة من الأسر تعيش مأساة حقيقية في انتظار المعلومة ومعرفة أخبار ذويهم. هو قلق طبيعي وتخوفات واقعية، خصوصا وأن هناك شح في المعلومات وتضارب في الأخبار تذكيه أخبار شبكات التواصل الاجتماعي، مما يعمق من قلق الأسر ويزيد من حدة حرقتها".