ينبىء الشارع المؤدي لمسرح قتل الطفلين "مريم" و"بلال" بأن حدثا غير عادي وقع في المنطقة، سيارة شرطة تتمركز أمام محل للمنظفات وبجوراها أربعة رجال أمن في ملابس مدنية.
استفاقت "مساكن القنال" في مدينة القطامية ظهر يوم الإثنين الماضي على حادث مقتل "مريم"، 10 أعوام، وشقيقها "بلال"، 4 أعوام، في حادث يقول الأهالي إنهم لم يشهدوه من قبل.
كانت أم الطفلين تركتهما في الشقة صباحا وذهبت لتباشر محل منظفات في الشارع القريب من شقتها، لكنها احتاجت شيئا من مسكنها فأرسلت ابنها عمر، 11 عاما، ليحضره ففوجيء بمقتل شقيقيه فاستدعى والدته.
عند مدخل العمارة، مسرح الحادث، انتشر 3 من أمناء الشرطة، وثلاثة مسؤولين أمنيين كبار، قال مصدر إن بينهم "مفتش القطاع" و"رئيس المباحث"، وعربتان للشرطة أيضا.
العمارة التي قتل فيها الطفلان تواجه السور الخلفي لمنتجع مرتفعات القطامية للجولف والتنس "قطامية هايتس"، وهو مجمع سكني شهير يقطنه وزراء سابقون وفنانون ورجال أعمال، قيل أن منهم علاء مبارك نجل الرئيس الأسبق حسني مبارك، حيث يشير أحد الإعلانات لفيلا معروضة للبيع بالمنتجع إلى أن سعرها 20 مليون جنيه.
قبل نحو شهرين انقلبت سيارة بمقطورة تحمل كمية كبيرة من حديد التسليح واندلعت بها النيران على الطريق المؤدي لمساكن القطامية، وهو طريق يمر بجانب سور المنتجع، ومنذ ذلك الحين وضعت السلطات متاريس على الطريق تسمح فقط بمرور السيارات الصغيرة.
رفض شاهد العيان الأول للحادثة ويدعى "ممدوح"، وهو رجل أربعيني، الإدلاء بروايته عن الحادث، وقال "لو الباشا الظابط سمحلي بالكلام هاتكلم"، كان رجال الأمن في الملابس المدنية على بعد خطوات من بقالة الرجل، وأمام محل المنظفات لوالدة الطفلين القتيلان.
كثيرون في الحي، ومنهم شاهد العيان، وصابر منصور، قالوا إن والدة القتيلين "منتقبة ومش بتاعة مشاكل وفي حالها"، وصار الحادث مبعث قلق وغموض لآخرين.
محمد فتحي، مدرس، قال "الحادثة دي غامضة.. يعني أول مرة تحصل، وحتى لو نقول تار.. التار مش بيتاخد من عيال صغيرة.. أنا قلقان طبعا وسط الغموض ده".
تختبيء تفاصيل الجريمة خلف جدار سميك من الصمت يفرضه تعتيم رجال الأمن على مجريات التحقيق، للوصول للجاني في أسرع وقت، فيما تسيطر حالة القلق والتوتر على أهالي المنطقة.