مرت 30 سنة على إطلاق اللعبة الأشهر عالميًا "ماريو"، ماريو الذى ترك بالأمس مرحلة الشباب وانتقل إلى مرحلة النضج ليس مجرد لعبة، بل هو ذاكرة لجيل تنقل معه من محلات الأتارى حتى "الهواتف الذكية"

ماريو ككل شىء فى هذا الوقت وصل إلينا متأخرًا فبينما أطلقت شركة نينتندو اللعبة لأول مرة فى 13 سبتمبر عام 1985، وصلت إلينا بعد هذا التاريخ بسنوات، والأهم أنه فى هذا الوقت لم يكن يملك الأغلبية العظمى رفاهية الحصول على اللعبة- المتوفرة الآن مجانا على الهواتف الذكية- بشكل شخصى فى منازلهم لتصبح محلات "الأتارى" هى الحل، والمشروع الأكثر انتشارًا ونجاحًا فى شوارع المحروسة.

فى كل شارع أو حارة بسيطة كان يستقر محل أتارى وبه اللعبة الرسمية الأشهر "ماريو" التى يتبارى أطفال المنطقة بأكملها للتفوق على بعضهم فيها، والوصول إلى قصر الأميرة قبل بعضهم.

الماريو كانت فى عصر ما قبل وسائل الحفظ الحديثة، فلذلك كان من الممكن أن تقضى اليوم بأكمله فى اللعبة ثم تخسر فى نهاية اليوم فى المرحلة النهائية مثلا ويبقى عليك إعادة الكرة منذ البداية، خصوصا أن الأجهزة فى محلات الأتارى ليست حكرًا على أحد، والأسعار تكون بالوقت وليس بالدور، ولذلك لسنوات طويلة أصبح إنهاء لعبة الماريو حلمًا لمناطق كاملة، وأصبحت الأساطير تدور- فى المناطق الشعبية خصوصا- حول الطفل الذى تمكن من "تقفيلها" فى شارع مجاور للشارع المجاور، وكذلك الأساطير حول قصر الأميرة وجمالها والقبلة التى تعطيها لماريو عندما يصل لها، وهى الأساطير التى أكتشف الجميع كذب معظمها مع الوصول إلى قصر الأميرة بعد سنوات من المحاولات.

ماريو عاش حتى مع الثورة التكنولوجية، وحتى اليوم هو صديق يلجأ له الكثيرون للهروب من مشاكل الحياة والبحث عن وسيلة لـ"تفضية الدماغ" فيكون فى انتظارنا على أجهة الهواتف الحديثة التى رغم كل التكنولوجيا الحديثة تقف منبهرة أمام سحر اللعبة ذات الثلاثين عامًا.