"المراهقة" مرحلة خطيرة يهرب منها الآباء والأمهات نظرا للتغيرات التى تطرأ على أبنائهم وعدم تمكنهم من فهم هذه المرحلة بالقدر الكافى، مما يؤدى إلى فجوة كبيرة بين الأهل وأبنائهم. يقول الدكتور "تامر جمال" أخصائى التوجيه النفسى، إن "التعامل مع الأبناء فى فترة المراهقة من الأمور التى تغفلها بعض الأسر وينتج عنها تصادم شبه يومى مع الأبناء، ولا يدرك الوالدان كيف التعامل معهم فى هذه المرحلة العمرية الهامة والخطيرة التى تشكل جانبا أساسيا فى شخصية الأبناء. وأضاف أن الأب والأم قبل أن يصلا إلى مرحلتهم العمرية الحالية مروا بالمراهقة، وفكرا فى الاستقلالية مثل أبنائهم الآن ومرت عليهم مواقف صعبة كثيرة، لهذا من السهل أن يضع كل منهما أنفسهما مكان أبنائهم الآن حتى يستطيعا التعامل معهم والتقرب من أفكارهم، ولكن مع اختلاف التطور والتكنولوجيا التى تعتبر من أساسيات الحياة عند الأبناء الآن تجعل مرحلة المراهقة أكثر تعقيدا من قبل. وينصح أخصائى التوجيه النفسى الآباء والأمهات برسم خطة للتعامل مع أبنائهم بحيث لا تكون علاقتهم بهم هى العلاقة البنكية بحيث يعتبرون هم مصدرا للأموال فقط، لذلك يفضل بعض المراهقين فكرة أن يخرج مع أصدقائه ويأتى فى وقت متأخر لضمان نوم الجميع، وعدم مواجهتهم. كما ينصح بتقليل صيغة الأوامر التى يعطيها الآباء والأمهات لأبنائهم، لأنها أول خطوة عليهم التعامل بها، وعلى الأسرة أن تعرف أن المراهق لا يحب طريقة الأمر المباشر أو إلقاء اللوم عليه بشكل هجومى، ولكنه يفضل الحوار والمناقشة الهادئة والمشاركة معه فى الأنشطة أو الألعاب أو المجالات التى يفضلها. وأشار جمال إلى أن من الأخطاء التى يقع فيها الآباء مع أبنائهم المراهقين هى إظهار الجانب السىء فى شخصيته وتصرفاته دائما دون الثناء على أفعاله الصحيحة فيتجه الابن إلى الخروج من المنزل والجلوس مع الأصدقاء لأنهم يشبعون هذه الرغبة لديه.