بنظرة حيادية بعيدة عن جماهيرية عمرو دياب الكبيرة، والتي لا تقف إلى جوارها جماهيرية مطرب عربي آخر، وبغض النظر عن تاريخ الهضبة المليء بالنجاحات والجوائز والأوسمة والألبومات الناجحة والمبيعات الهائلة والحفلات المبهرة، نستطيع القول وبمقارنة هادئة بين ألبومه الأخير "شفت الأيام" وألبوم محمد حماقي الأخير "عمره ما يغيب"، أن الأخير تفوق عليه في عدد من النقاط.
الأغنية المصورة
عدد مشاهدات أغنية "أجمل يوم" المصورة على موقع YouTube وصل إلى 2 مليون و500 ألف مشاهدة بعد عشرة أيام فقط من طرحها، بينما وصل عدد مشاهدات أغنية "يا جماله" المصورة لعمرو دياب في أول عشرة أيام إلى مليون و900 ألف، وتحديدا في الفترة بين 23 يوليو الماضي إلى 2 من أغسطس، فيما وصلت الفيديو حاليا، أي بعد مرور ما يقرب من شهر، إلى 3 مليون مشاهدة، وهو رقم على الأرجح أن أغنية حماقي المصورة ستفوقه.
أما بالنسبة لفنيات الأغنية المصورة نفسها، فعلى الرغم من أن عمرو دياب لأول مرة يعتمد على حكاية واضحة في فيديو "يا جماله"، تحكي عن لقائه بفتاة في أحد الأسواق، وتنشأ بينهما علاقة حب بعد أن اصطدم بها "الهضبة"، إلا أن المخرج منير بركات حاول تقديم حالة الرومانسية أكثر من اللازم، فكان إيقاع الأغنية أكثر حيوية من لقطات الفيديو التي كانت في مجملها لقطات عادية وبطيئة، خاصة لقطات لوحة السيارة والشاطئ.
في فيديو حماقي لا تبدو هناك فكرة واضحة، اللهم إلا أنه يشاهد حبيبته من خلال نافذتين في بنايتين متقابلتين، ثم يشترك الجميع في الغناء كلٌ لحاله، إلا أن المخرج الأمريكي مارك كلاسفيلد استطاع أن يقدم حالة البهجة الواضحة في الأغنية التي كتبها أيمن بهجت قمر ولحنها عمرو مصطفى، من خلال لقطات سريعة متنوعة بين الليل والنهار، وبين بطل الكليب ومشاركيه، كما استخدم أضواء مبهرة ساعدت في توصيل الحالة.
الاستعانة بالجمهور
لعلها المرة الأولى التي يستعين فيها مطرب بأصوات جماهيره، هذا ما حدث أثناء تسجيل أغنية "أجمل يوم" لمحمد حماقي، إذ استعان بجزء من رابطة محبيه للتسجيل معه داخل الأستوديو بأصواتهم، مما خلق حالة من التواصل والدعم بين الجمهور وحماقي. 
أغنيات الألبوم
يتضمن ألبوم حماقي 15 أغنية، الرقم لأول وهلة يبدو مزعجا لكنه لم يكن كذلك وقت سماعها، فتميزت أغاني الألبوم بتنوع بين الرومانسي الهادئ والسريع الحيوي المبهج. 
استغل حماقي رفقاء رحلته من الكتاب والملحنين في تفجير طاقاتهم الإبداعية، فخرجت أغاني "أجمل يوم"، و"كان وكان"، و"مايني" التي استخدم فيها لفظا يبدو غير دارج في الأغنيات، وكذلك "أنا سرها" والتي قدمها بدون إيقاع، ناهيك عن أغنية "عمره ما يغيب"، التي ظهر واضحا فيها إمكانيات حماقي الصوتية، يحسب لحماقي أنه جرّب أكثر من تجربة في هذا الألبوم.
أما ألبوم عمرو دياب، فكان متشابها لألبوماته السابقة، حتى بالرغم من أنه حاول الاستعانة بوجوه جديدة من الشعراء والملحنين، وربما كانت أغنية "يا جماله"، وكذلك "شفت الأيام"، هما أبرز أغنيات الألبوم وأكثرها اختلافا.
في النهاية ستبقى جماهيرية دياب الكبيرة تتحدث عنه لأجيال وأجيال، وسيبقى هناك تنافسا حقيقي بينه كأستاذ وبين مطربي جيله، والأجيال التي تليه لكن يحسب لحماقي التفوق عليه في النقاط السابقة.