نقلت صحيفة شرق الإيرانية أمس عن مسؤول كبير في قطاع النفط قوله: من المقرر أن تزيد شركة النفط الوطنية الإيرانية الإنتاج في جميع الحقول هذا العام.
 
وأضافت الصحيفة نقلا عن المسؤول إن الشركة يمكنها الوصول إلى طاقتها الإنتاجية التي كانت عليها قبل العقوبات والبالغة 4 ملايين برميل يوميا إذا كان هناك طلب كاف في السوق.
 
وتوصلت إيران والقوى العالمية الست إلى اتفاق نووي تاريخي أمس الثلاثاء بما يمهد الطريق أمام تحفيف العقوبات الدولية على طهران وزيادة صادراتها النفطية.
 
وقال ركن الدين جوادي العضو المنتدب بالشركة «نريد الوصول إلى مستوى طاقتنا الإنتاجية قبل فرض العقوبات. جربنا زيادة الإنتاج في الحقول الرئيسة العام الماضي». وأضاف «تلقينا أوامر هذا العام بزيادة الإنتاج في كل الحقول».
 
والسؤال الذي يشغل بال منتجي النفطي، خاصة أعضاء «أوبك»: هل تنوي إيران إشعال أسعار النفط بعد رفع العقوبات؟ وهل تستعد لإغراق السوق بالكميات المخزنة؟ 
 
المراقبون يتوقعون أن تبدأ الأسعار في الانخفاض التدريجي بسبب شدة المنافسة ووفرة المعروض.
 
فمن المتوقع أن يؤدي رفع العقوبات عن إيران إلى تراجع الأسعار التي تشهد هبوطا أصلا مع توجه طهران لزيادة صادراتها، بينما لا تبدو دول عدة في منظمة «أوبك» مستعدة للتنازل عن حصص في السوق.
 
ووفق الخبراء، فإن الاتفاق الموقع إذا كان سيضمن ويكبح برنامج إيران النووي فإنها مقابل ذلك سوف تتغنى برفع العقوبات عن النفط.
 
ووفق توقعات المحللين، فإن السوق سوف يشهد ارتفاع إنتاج إيران، وكان وزير النفط بيجان نمدار زنقانة قد كشف خلال اجتماع لأوبك أن بلاده يمكن أن تنتج مليون برميل إضافي يوميا في الأشهر الستة أو السبعة التي تلي رفع العقوبات.
 
ويتوقع «إنه إذا أضيفت إلى 19 مليون برميل مخزنة في إيران فإنها سترفع الصادرات الإيرانية إلى 2.4 مليون برميل يوميا في 2016 مقابل 1.6 مليون برميل في 2014».
 
بعض المحللين يرون أن الزيادة في الإنتاج والصادرات قد تتراوح بين 250 و400 ألف برميل يوميا ما إن يتم تخفيف العقوبات منتصف 2016.
 
ووفق خبراء في شؤون النفط، فإن فائض السوق البالغ بين 1.5 و2 مليون برميل يوميا قد يشهد الطلب العالمي انتعاشا جديدا، وبذلك قد تستقبل الأسواق هذه الزيادة برد فعل إيجابي، رغم أن رفع العقوبات لكن يكون فوريا.
 
واكد خبراء «أوبك»: باتت حريصة بجميع أعضائها على الاحتفاظ بحصصها في السوق، في وقت يتطلع البعض فيها إلى كسب المزيد من المشترين.
 
ويتوقع محللون أنه إذا لم يجر تخفيض في إنتاج «أوبك»، فإن المعركة النفطية مع إيران سوف تستمر». إلى ذلك قال مندوب خليجي في منظمة أوبك لرويترز «إن من المرجح أن يبقى إنتاج السعودية من النفط الخام حول مستوياته الأخيرة خلال أشهر الصيف مع ارتفاع الطلب المحلي».
 
وقالت السعودية -أكبر بلد مصدر للنفط في العالم- إنها ضخت 10.56 ملايين برميل يوميا من الخام في يونيو بزيادة قدرها 231 ألف برميل يوميا عن الشهر الذي سبقه وفق أرقام رسمية نشرتها أوبك الاثنين الماضي، وإنتاج يونيو هو أعلى مستوى مسجل بحسب البيانات التي يرجع تاريخها إلى أوائل الثمانينات.
 
وقال المندوب إن السبب الرئيسي وراء تلك الزيادة في يونيو، يرجع إلى ارتفاع الطلب المحلي وبشكل أساسي كميات الخام المخصصة للاستخدام المباشر.
 
وأضاف أنه من المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي في النصف الثاني من العام وفي 2016.
 
وقامت المملكة بزيادة إنتاجها بشكل مطرد في الأشهر القليلة الماضية. وتشير زيادة الإنتاج إلى نمو قوي في الطلب العالمي وزيادة إمدادات الخام إلى المصافي المحلية ومحطات توليد الكهرباء خلال أشهر الصيف عندما ترتفع معدلات استخدام أجهزة تبريد الهواء وتصدر المملكة المزيد من المنتجات النفطية.
 
وصدرت السعودية -أكبر منتج للخام في أوبك- 7.737 ملايين برميل يوميا من النفط في أبريل، وهي أحدث بيانات شهرية متاحة. وجاء ذلك أقل قليلا من 7.898 ملايين برميل يوميا صدرتها المملكة في مارس، الذي كان أعلى مستوى في حوالي عشر سنوات.