أن السلطات اليمنية شنت حملة اعتقالات ضد أنصار ما يعرف بالحراك الجنوبي الذين أحيوا اليوم الذكرى 42 لاستقلال الشطر الجنوبي سابقا عن الاستعمار البريطاني، وسط دعوة علي سالم البيض نائب الرئيس اليمني السابق لاستقلال الجنوب.

ونقلت وكالة يونايتد برس إنترناشيونال عن مصدر يمني مطلع أن الدوريات العسكرية المنتشرة منذ مساء أمس الأحد في شوارع مدينة عدن تمكنت من اعتقال عشرات الناشطين التابعين للحراك الجنوبي في منطقة الهاشمي واقتادتهم إلى أماكن مجهولة.

تمكنت قوات الأمن حتى هذه اللحظة من منع المظاهرات والاحتفالات بذكرى استقلال الجنوب، في حين قامت مظاهرات أخرى في الضالع والحبيلين بمحافظة لحج جنوبا احتجاجا على قمع السلطات الأمنية لمهرجان الحراك الجنوبي في عدن.

وكان الحراك الجنوبي دعا جماهيره لما سماه بالزحف إلى عدن اليوم احتفالا بذكرى استقلال الجنوب سابقا، رغم تحذيرات اللجنة الأمنية في محافظة عدن في بيان رسمي بأنها ستتخذ إجراءات رادعة ضد التجمعات التي تهدف إلى إثارة الفوضى وتعكير صفو الأمن والسكينة العامة بالمحافظة.

وقد شهدت المحافظة منذ أمس الأحد إجراءات أمنية مشددة وانتشارا أمنيا غير مسبوق تنفيذا لتلك التوجيهات بمنع أي تجمع في أنحاء المدينة، وتفريقه بسرعة وتشتيت المجتمعين فيه من البداية وأينما كان تجمعهم، حسب التعليمات.

وكانت السلطات اليمنية قالت إن شخصين لقيا مصرعهما في منطقة الحبلين والملاح بمحافظة لحج جنوب اليمن، كما اتهمت السلطات الأمنية الحراك الجنوبي بقتل جندي في منطقة أبين، وهي اتهامات نفاها الحراك قائلا إنها أفعال لعناصر مندسة تحاول تشويه سمعته.

دعوات البيض

وتأتي هذه التطورات بعد يوم من قيام علي سالم البيض نائب الرئيس اليمني السابق، بتجديد دعوته لاستقلال جنوب اليمن، مناشدا الأمم المتحدة من منفاه في ألمانيا العمل على تحضير استفتاء لتقرير مصير الجنوب.

وشدد البيض من منفاه في النمسا على ضرورة العودة إلى نظام الدولتين السابقتين معتبرا أنه الحل المنطقي الذي يصب في صالح البلدين، ودعا لترك الصيغة أو العلاقة التي تربط بينهما لخيار الشعبين الجنوبي والشمالي.

وقال البيض "نحن بصدد التحضير لمبادرة نتقدم بها إلى الأمم المتحدة حول الوضع في الجنوب. وقد قطعنا شوطا هاما بالتشاور مع شخصيات قانونية وسياسية عربية وأجنبية لإعادة طرح قضية الجنوب".

وأكد أن عودته إلى جنوب اليمن وشيكة، وقال إن الجنوبيين يعملون على تصعيد نضالهم السلمي ليصل إلى مرحلة العصيان المدني الشامل الذي سيطرد ما وصفه بالاحتلال ويرفع راية الجنوب، وشدد على أن الجنوبيين قادرون أن يعيدوا بناء الدولة بسرعة كبيرة.