محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة وحاكمها ما بين عامي 1805 إلى 1848، استطاع أن يعتلي عرش مصر بعد أن بايعه أعيان البلاد ليكون واليًا عليها، بعد ثورة الشعب على سلفه خورشيد باشا، وتوفي في يوم 2 أغسطس 1849م الموافق 14 رمضان 1265هـ.
محمد علي الذي قضى على المماليك، واستطاع أن يؤسس جيش مصري حارب في القارات الثلاث، إفريقيا وآسيا وأوروبا، تكالبت عليه الأمراض في نهاية أيامه، حتى أودت بعقله وجسده إلى الموت البطئ.
بعد انسحاب الجنود المصريين من بلاد الشام، وعودتها للدولة العثمانية، أصيب محمد علي باشا بحالة من جنون الارتياب، وأُصبح مشوش التفكير شيئًا فشيئًا، ويُعاني من صعوبة في التذكّر، وتزامن ذلك مع تقدمه في السن، وظهور تأثير نترات الفضة التي نصحه أطباؤه بتعاطيها منذ زمن لعلاج نفسه من مرض الزحار، كما جاء في كتاب "مصر في عهد محمد علي" لعفاف لطفي السيد.
بحلول عام 1848 أصيب محمد علي بالخرف، وأصبح توليه عرش الدولة أمرًا مستحيلاً، فعزله أبناؤه وتولّى إبراهيم باشا إدارة الدولة، وحكم إبراهيم باشا مصر 6 أشهر، لكنه توفي بعدها.
عندما مات إبراهيم لم يكن محمد علي قادرا على إدراك ذلك، نتيجة اشتداد الخرف عليه، فلم يبلغوه، وتوفي بعدها بأشهر قليلة في قصر رأس التين بالإسكندرية، ثم نُقل جثمانه إلى القاهرة حيث دُفن في مسجده بقلعة الجبل.